متاهة الضباع عبدالرضا الحميد

 قيض لي ان التقي بارهابيين من متزعمي مايسمى بالدولة الاسلامية في العراق والشام بعد اعتقالهما في احدى الوحدات العسكرية في حزام بغداد، الاول اسمه الحركي (ابو مارية) وهو مسؤول عن خلية اغتيالات وتفجيرات، والثاني اسمه الحركي (ابو قتيبة) وهو مسؤول عن خلية تجنيد وتجهيز الانتحاريين وتوزيع الاسلحة والمتفجرات على ما اسماه بـ (قواطع الدولة) في بغداد والانبار.

بعد ان روى لي ابو مارية وهو شاب لم يجتز الاربعين من عمره قصة اغتيال ثلاثة مواطنين عراقيين باسلحة صنعت كواتمها الصوتية محليا، قلت له:

ـ هل كان الضحايا اعداء لك؟

قال:

ـ لم اعرفهم من قبل، لكني نفذت ما تم تكليفي به من (الدولة).

قلت :

ـ بماذا احسست روحيا ونفسيا بعد ان نفذت عمليات الاغتيال؟

قال:

ـ امر عادي، لم احسس بأي شيء.

قلت:

ـ وماذا فعلت بعدها؟

قال:

ـ ذهبت للبيت وتناولت طعام الغداء.

قلت:

ـ وماذا اكلت؟

قال:

ـ تشريب.

( تصوروا: وجبة تشريب بعد واقعة مات فيها ثلاثة وترملت ثلاث نساء وتيتم عدد الاطفال وثكلت ثلاث امهات وغشي الحزن والفجيعة عددا كبيرا من الاقارب والاحباء والاصدقاء).

انا لم أر ولم أسمع بنموذج مثل هذا الا في الغرب الاميركي حيث يقتل راعي البقر عددا من الناس ويجلس قربهم لتناول حساء الفاصولياء.

وبعد ان روى ابو قتيبة قصة تغريره باحد الشباب وتجنيده ليكون انتحاريا ومن ثم تجهيزه بحزام ناسف وايصاله الى المكان المستهدف بغية تفجيره وتركه هناك والعودة الى منزله وكأنه لم يفعل شيئا، سألته الزميلة نادية العبيدي:

ـ هل سألت عن مصير صاحبك الانتحاري؟

قال:

ـ قبل منتصف الليل سمعت ان الاجهزة الامنية اكتشفته ففجرته قبل وصوله للهدف.

ـ ألم تحزن لاجله؟

سألته العبيدي فرد:

ـ لا، لان دمه عندما يموت يصعد الى السماء ولن ينزل الى الارض.

عادت تسأله:

ـ من قال لك هذا؟

قال:

ـ الاسلام.

ـ وهل الاسلام يأمرك بقتلي وقتل هؤلاء؟

قال:

ـ نعم اذا كنت شيعية او علوية فانت كافرة لانك تعبدين غير الله واذا كنت سنية فانت مرتدة لانك لم تحاربي الكفار وفي الحالين فان قتلك من شرع الاسلام؟

قالت:

ـ وهل قاتلت الاميركان الكفار عندما كانوا يحتلون بلادك؟

قال:

ـ لا، لان الاسلام لم يأمر بمقاتلتهم.

قالت:

ـ وهل شرع الله جل وتبارك في علاه قتل شعبك فقط في القرآن الكريم؟

قال:

ـ لا

ـ هل أمر به النبي (ص)؟

ـ لا

ـ اذا لم يأمر به رب الاسلام ولا نبي الاسلام فمن الذي أمر به؟

اجاب بكل بلاهة وصلف:

ـ الاسلام.

Facebook
Twitter