سينما الواقع في باريس تنصت لـ (همس المدن) العراقي

نال الفيلم الوثائقي العراقي الطويل “همس المدن”، للمخرج قاسم عبد، تنويهاً خاصاً من مهرجان “سينما الواقع” في فرنسا، وجاء ذلك في عرضه الأوروبي الأول. وكان “همس المدن”، الحائز على دعم من “مهرجان أبوظبي السينمائي”، شارك في المسابقة الدولية، ضمن 9 أفلام وثائقية، في إطار “سينما الواقع”.
ويرصد الفيلم الوثائقي الطويل وقائع الحياة اليومية في كل من مدينة رام الله، وبغداد، وأربيل، من خلال متابعات استغرقت قرابة 10 سنوات، اختار خلالها المخرج قاسم عبد ترك الكاميرا لتمارس دور المراقب الإبداعي الذي يمكن له من مقاربة همسات المدن التي تقف على حافة تحولات سياسية واجتماعية واقتصادية كبيرة.
وقال قاسم عبد: “الفيلم يتكون من ثلاث قصص وثائقية منفصلة، ومتداخلة حسيا وبصريا، صورت خلال العشر سنوات الماضية في ثلاث مدن في الشرق الأوسط، وهذه القصص لا تحوي أي كلام أو حوار مباشر وإنما تعتمد على عناصر اللغة السينمائية كوسيلة لإيصال الأفكار والمشاعر والتعبير عن الوضع الإنساني بمستوياته المختلفة العاطفية، والروحية، والسياسية والفكرية”.
و”همس المدن” من ثلاثة أجزاء منفصلة، تربطها انية اللقطة، وحرارتها، واحساس مصورها.
على مدى عشر سنوات عاش عبيد في تلك المدن وصوّر حياة الشارع السفلي، من خلف نافذة، من على شرفة أو سطح بناية… دائما من علو.
وجمع الصور يوما فأحس فيها “خصوصية هذا العالم القريب من قلبه”، وكان الفيلم. مقطوعة موسيقية لا حوار فيها ولا سرد. فقط رصد يثير لدى المتلقي أحاسيس عميقة.
وقال المخرج العراقي بنبرة ثقة “ان تدع كاميرتك تسجل الأحداث التي تجري أمامها ولفترة تزيد على عشر سنين، هو امر ليس بالهين، كونك ستتوفر على كم هائل من التسجيل الصوري الخام، قبل أن تدخل إليه الروح من خلال المونتاج، وغالبا ما يكون التعليق أو الحوار داعما لإخراج الشكل النهائي للفيلم، لكنني تخليت عنهما، وتناولت الواقع من خلال أحد أهم أشكال تناول الواقع في السينما الوثائقية، وهو شكل المعايشة”.
ومنح المهرجان الدولي للأفلام الوثائقية وأفلام الواقع في فرنسا في دورته الـ36، الذي عقدت في مركز “بومبيدو” بباريس، المخرج الإيراني مهران تامادون، الجائزة الكبرى عن فيلمه الوثائقي “إيراني” خلال حفل ختام المهرجان

Facebook
Twitter