زعماء الغرب: من الحانات الى عروش الزعامةمستشارة المانيا نادلة في حانة ورؤساء فرنسا فساد وفواحش على الهواي الطلق

أكدت أنغيلا ميركل (59 عاما) ابنة القس التي جاءت من ألمانيا الديموقراطية (الشرقية السابقة)، أحقيتها بحمل لقب «أقوى امرأة في العالم» بانتخابها مستشارة لألمانيا للمرة الثالثة. وحدهما كونراد أديناور، أول مستشار بعد الحرب في ألمانيا الغربية، وهيلموت كول، مستشار التوحيد، سبقاها إلى هذه النتيجة، وأصبحت ميركل أول زعيم لبلد أوروبي كبير تجدد ولايته للمرة الثالثة منذ الأزمة المالية والنقدية التي ضربت الاتحاد الأوروبي.

وميركل التي يطلق عليها «المستشارة الحديدية» لدفاعها المستميت عن سياسات التقشف تلقب أيضا بـ”موتي” (الأم) لأنها تبعث الاطمئنان لدى شعبها وسط العاصفة الأوروبية. لكن ميركل التي صنفتها مجلة فوربس «المرأة الأقوى في العالم» للمرة السابعة خلال ثماني سنوات من الحكم، تؤكد في كل ظهور لها في الحفلات الخاصة وجلساتها مع أصدقائها وحتى في اللقاءات السياسية وغيرها أنها من عشاق النبيذ وشرب البيرا.

ولعل حبها لشرب الخمر وعشقها للنبيذ والبيرا يجدان صداهما في تاريخ وتكوين طبيعة هذه السيدة حيث عملت ميركل نادلة في حانة عندما كانت تدرس الفيزياء في ألمانيا الشرقية وانتقلت فيما بعد للعيش في شقة في برلين، وهو ما ورد في أول سيرة ذاتية نشرت للمستشارة وحملت عنوان «ميركل، السلطة، السياسة».

وقد اعترفت بذلك بقولها: «نعم، عملت نادلة في حانة.. كنت أحصل على أجر عن كل مشروب أبيعه، وهذا منحني دخلا إضافيا تراوح بين 20 و30 ماركا في الأسبوع، وهذا ما ساعدني إلى حد كبير في دفع الإيجار».

كما انتشرت لها صور على مواقع التواصل الاجتماعي وبعض الصحف وهي تشرب كوبا كبيرا من البيرا أثناء حضورها مؤتمرا انعقد في جنوب ألمانيا لمناقشة أزمة ديون منطقة اليورو وذلك في شهر سبتمبر الماضي.

وأخذت لها هذه الصورة وهي تسكب ما تبقي من كأس آخر في كأسها بكل شغف ورغبة وذلك أثناء الاحتفال بتوقيع الثلاثة أحزاب في ألمانيا اتفاقية الائتلاف بسعي وتوجيه منها.

وهي أول امرأة تتولى هذا المنصب في ألمانيا والأولى التي تحكم دولة أوروبية كبرى منذ عهد رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت ثاتشر، وأول رئيسة حكومة منحدرة من ألمانيا الشرقية السابقة

اضطرّ العديد من رؤساء أو رؤساء حكومات وفي مقدمهم بيل كلينتون ونيكولا ساركوزي في السابق إلى تقديم تفسيرات علنية أو حتى الاعتذار بخصوص حياتهم الخاصة، لكن فرنسوا هولاند فضل هذه الأيام التريّث في تحديد موقفه، واكتفى بالتعهّد بتوضيح وضعه مع شريكة حياته قريبا.

أقرّ الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند (59 عاما) بأن علاقته بشريكة حياته فاليري تريرفيلر تمرّ بلحظات «مؤلمة» إثر كشف معلومات عن علاقته بالممثلة السينمائية جولي غاييه (41 عاما)، واعدا بتوضيح وضع هذه العلاقة قبل منتصف الشهر المقبل، وتحديدا قبل زيارته المرتقبة إلى الولايات المتحدة في الحادي عشر من فبراير المقبل.

وردا على سؤال خلال مؤتمره الصحافي، أمس الأول، قال هولاند بمرارة «يمكن لأيّ شخص أن يمرّ بمحن في حياته الخاصة. هذا هو وضعنا حاليا وهي أوقات مؤلمة»، إلاّ أنه رفض قول ما إذا كانت فاليري تريرفيلر مازالت رفيقة حياته. وقال في هذا الصدد «الأمور الخاصة تعالج بشكل خاص».

وفي ما يتعلق بالحياة الخاصة، تبدو الهوّة واسعة بين رؤساء الدول أو الحكومات في العالم الأنغلو-ساكسوني، حيث لا تنفصل الحياة الخاصة والعامّة، وبقية العالم لاسيما جنوب أوروبا حيث يحترم الناس الحياة الخاصة ويتسامحون أكثر مع العلاقات الغرامية.

ومع انتهاء فصول قضية مونيكا لوينسكي اضطر الرئيس الاميركي الأسبق بيل كلينتون في أغسطس 1998 للاعتراف عبر شريط فيديو أمام لجنة محلفين كبرى بأنّه أقام «علاقة غير مناسبة» مع المتدرّبة الشابة في البيت الأبيض.

في روسيا تم اعتبار أن «الفضيحة» يمكن أن تساعد فرنسوا هولاند على تحسين شعبيته، المتدهورة أصلا، في استطلاعات الرأي

وبعد ثلاثة أسابيع وبضغط من المدعي كينيث ستار ومجلس النواب ذي الأغلبية من الجمهوريين، اضطر للاعتراف بشكل مباشر على التلفزيون والدموع في عينيه بأنّه «نادم» وطلب «الصفح» من كلّ البلاد وذلك خلال حفل فطور مع 125 زعيما دينيا في البلاد.

ومع نهاية ولايته الثانية، تمكّن الرئيس الأميركي من التخلص من إجراء إقالته الذي طرحه برلمانيون.

وفي المقابل وخلافا للمعايير السائدة في الديمقراطية الأميركية، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزوجته ليودميلا في يونيو 2013 طلاقهما في مقابلة على التلفزيون.

وفيما لم يظهرا علنا منذ سنوات والتكتّم يلفّ حياتهما الخاصة، تمّت المقابلة مع الزوجين عند الخروج من عرض مسرحي، وأعلنا بكل بساطة طلاقهما لكن دون تحديد موعد حصوله. وهذا الاعتراف غير المسبوق والمنظم جدا سبقه في أبريل 2008 سجن صحافي في «موسكوفسكي كورسبوندانت» كان تطرّق إلى احتمال زواج بوتين مجدّدا من بطلة الجمباز الروسية إلينا كاباييفا.

وفي فرنسا حيث نالت علاقة الرئيس السابق نيكولا ساركوزي مع زوجته حيّزا كبيرا من التغطية الإعلاميّة، جاء إعلان طلاقه في أكتوبر 2007 في بيان رئاسي مقتضب لا يتجاوز حجمه 15 كلمة. وبعد أشهر قليلة سمح ساركوزي بالتقاط صور مع زوجته الجديدة عارضة الأزياء والمغنية الفرنسية من أصل إيطالي كارلا بروني.

وفي المقابل، فإن رئيس الحكومة الإيطالي السابق سيلفيو برلوسكوني رفض على الدوام ما أعلنته الصحافة عن علاقاته ببائعات الهوى وإحداهن قاصر، معتبرا إيّاها «هجمات جائرة». وبدلا من تقديم توضيحات عمد برلوسكوني إلى استفزاز منتقديه، قائلا: «أن أكنّ الإعجاب للشابات الجميلات أفضل من أن يكون المرء مثلي الجنس».

والجدير بالذكر أنّ إماطة اللثام عن العلاقات الشخصية لفرنسوا هولاند بدأت بملف من سبع صفحات نشرته مجلة المشاهير «كلوزر» مرفقا بصور يظهر هولاند والممثلة جولي غاييه، إذ أكدت المجلة أن هذا الثنائي يعيش «قصة حب سرية».

وتصدّرت غلاف المجلة صورة للرئيس تحت عنوان عريض: «فرانسوا هولاند وجولي غاييه، الغرام السري للرئيس”، وكتبت المجلة على غلافها: “في ليلة رأس السنة زار الرئيس، مرتديا خوذة على دراجته النارية، الممثلة في منزلها، حيث اعتاد قضاء الليل معها”، معلقة إنها “صور مدهشة”، وطرحت المجلة مسألة أمن الرئيس، موضحة أنه كان «برفقة حارس شخصي واحد يحفظ سرّ هذه اللقاءات مع الممثلة ويجلب لهما حتى الكرواسون».

وكانت جولي غاييه قد رفعت شكوى إلى نيابة باريس في نهاية مارس 2013، لتحديد المسؤولين عن شائعات رُوّجت على الإنترنت بشأن ارتباطها بعلاقة مع هولاند. وفي 2012 شاركت الممثلة في شريط إعلاني في حملة فرانسوا هولاند الانتخابية وصفت فيه المرشح للرئاسة آنذاك بأنه رجل «متواضع ورائع وينصت فعلاً إلى الآخرين».

أضحت الحدود هشة بين الخاص والعام للمشاهير، رغم تقيد وسائل الإعلام الفرنسية في السابق بالتكتم حول الحياة الخاصة لكبار رجال السياسة

وتُعدّ هذه الحدود الهشة بين الحياة الخاصة والحياة العامة واحدة من المسائل التي طرحتها مقالة مجلة «كلوزر»، لاسيما أنّها لم تكن واردة قبل سنوات، إذ وسائل الإعلام الفرنسية تتقيّد حتى الآن بالتكتم المطلق حول الحياة الخاصة لكبار رجال السياسة.

وتعددت ردود فعل وسائل الإعلام حيث رأت صحيفة الالزاس أن هذه المسألة هي “من الجوانب الكارثية لفرنسوا هولاند”، قائلة «كان يظنه الفرنسيون مكتفيا بمهامه ويكرس كل وقته لإصلاح شؤون البلاد، وبما أن النتائج ليست على قدر التوقعات، فلهم أن يتأكدوا بأن رئيس الجمهورية يجد الوقت لمغازلة ممثلة».

وفي المقابل، فإن الصحافة الروسية وخاصة جريدة «كومرسنت» اعتبرت أن “الفضيحة يمكن أن تساعد فرنسوا هولاند على تحسين شعبيته في استطلاعات الرأي”، مشيرة إلى أن “الفرنسيين لا يعيبون على قادتهم مغامراتهم الرومانسية”. وفي ثالث لقاء له أمام الصحافيين الفرنسيين والأجانب، رفض الرئيس الفرنسي التعليق على علاقته الغرامية مع الممثلة جولي غاييه، وتوجه له صحفي فرنسي بسؤال قائلا: “هل مازالت فاليري تريرفيلر السيدة الأولى في فرنسا”؟.

 

Facebook
Twitter