الامتحانات النهائية والماء المغسول


نادية العبيدي

يوشك العام الدراسي على الانتهاء بالنسبة للمرحلتين المتوسطة والاعدادية فالامتحانات لا تزال
قائمة ، وبلاشك نحن نعي جيداً ما تمثل لنا هاتان المرحلتان .. اذ هما مرحلتا انتقال ومفترق طرق وتحديد مصير بالنسبة لابنائنا بعدها يكون لا تغيير للواقع وما سيقع ..!!!

رغم ارتفاع حرارة الجو القاسية لم تراع وزارة التربية وضع الطالب متجاهلة حالته النفسية من قلق يعيشه قبل واثناء وبعد الامتحانات ….فلقد  كانت الاسئلة الوزارية موضوعة بطريقة تعسفية مما يجعل الطالب يرتبك حين رؤيتها لاول وهلة وكانت موزعة بطريقة الفخ فما ان يخرج من مطب حتى يقع بمطب اخر …
 لاشك ان اولياء الامور يطمحون بحصول ابنائهم على معدلات عالية خصوصاً مرحلة الاعدادية لانها تؤهلهم لدخول الجامعة وتعتبر المرحلة الاعدادية مفترق طريق حقيقي بالنسبة للطالب اولاً واولياء الامور ثانياً ومن غير الممكن تجاوز هذه المرحلة الا بالجد والمثابرة والحظ..! لكن الم تضع وزارة التربية فس حسبانها الوضع العام في العراق ومآسيه وفواجعه عند وضع الاسئلة ؟ .. الم يراعوا عدم توفر الكهرباء بصورة ملائمة كي يستطيع الطالب استذكار دروسه واستيعابها .. الم يكن بحسبانها الافتقار للمدرسين الكفوئين الذين تركوا المدارس الحكومية لانهم وحسب قولهم (ما توكل خبز) وتهافتوا على المدارس الاهلية التي انتشرت ظاهرتها بالاونة الاخيرة وايضاً حسب قولهم انها (توكل قيمر وعسل) متناسين ابناء الفقراء والموظفين والمعدمين .. الذين كتب عليهم ان يذاكروا دروسهم تحت اعمدة الكهرباء الكركمية والعاطلة احياناً في الساحات العامة وسط ضجيج وابخرة عوادم السيارات دون ان يراعي حرمتهم احد …
وان تجاوزنا هذه العقبات واحتسبنا امرنا الى الله وقلنا انها تقسيم ارزاق وتقسيم حظوظ من عند العزيز الحكيم .. وتوجهنا الى ما بعد الانتهاء من الامتحانات … فبعد ان يفرغ الطالب من اداء امتحانه يسلم الدفتر الى الاستاذ المراقب والذي بكل تأكيد طوال فترة مراقبته ضجر وباعصاب مشدودة مما يلاقيه من حر وقيظ  قاتل رغم ان الوزارة وجهت مشكورة ان يكون اداء الامتحانات في ممرات المدرسة اي ليس في داخل القاعات الدراسية لكن الهواء خلال تلك الفترة اعلن اضرابه تمرداً عن التحرك وبقى جامداً كي يزيد الامر صعوبة… وكذلك الافتقار الى توفر الماء المغسول كما ينعته الظرفاء اي الماء النظيف الذ اصبح استهلاكه واقتناؤه من مكملات الحياة … تذهب الدفاتر بعد جمعها الى مكان يسمى الكونترول لتخضع للتصحيح من قبل اساتذة منتخبين وهنا تأتي مآساة اخرى فالمكان ضيق جداً والمخصصات ضعيفة اذ يحتسب لكل استاذ عن تصحيح ومراجعة اي دفتر مبلغ (500) دينار وبعد ان توزع عليهم رزمة تحتوي على 25 دفترا تقسم فيما بينهم فهل يا سيادة الوزير المحترم تكفي هذه الخمس مئة دينار ليقوم الاستاذ بالضغط على نفسه وترك منزله في هذا الصيف الحار والتصحيح بانصاف واحتساب الدرجة بانصاف اكثر … رغم عدم توفر لوازم الراحة .. كيف يمكن لفاقد الشيء ان يعطي .. وكيف يمكن لمن غبن حقه ان يعطي الحق للغير … نحن لا نقول ان تقوم الوزارة بتوفير كل المستلزمات من سبلت كنتوري الى تلفزيونات وستلايت يعرض كل القنوات المشفرة وغير المشفرة او توفير حمامات سباحة وشمسيات للاستلقاء تحتها  الى انواع العصائر ووجبات الغداء الدسمة التي تعمر موائد المسؤولين او توفير السيارات المصفحة لنقلهم الى مناطق سكناهم او اعطائهم بدل خطورة بملايين الدنانير ..!!! بل نقول انصفوا المعلم كي ينصف الطالب … ولا ننسى ان نتذكر قول الشاعر:
قف للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم ان يكون رسولا …. يا وزارة التربية

Facebook
Twitter