الاحزاب الحاكمة تدعو الى انتزاع وزارة الخارجية من التحالف الكردستاني

بينما ينشغل الجميع بتسليط الضوء على خلافات الكتل السياسية لتسمية الرئاسات الثلاث والولاية الثالثة للمالكي من عدمها، يحتدم الصراع خلف الكواليس حول وزارة “الخارجية” التي تعتبر من الوزارات السيادية في البلاد.
وفيما يبدو ان هذه الوزارة بدأت توضع مع الرئاسات الثلاث في سلة واحدة لاهميتها، يتمسك الكرد بها دون غيرها على مدى دورتين حكوميتين مضت، واصرارهم على الحصول عليها خلال الحكومة المزمع تشكيلها خلال الايام القادمة.
“الخارجية” التي ادارها هوشيار زيباري على مدى ثماني سنوات كحقيبة للتحالف الكردستاني لم تعد تلك الوزارة التي منحت لهم بكل سهولة من قبل، فقد تصاعدت الاصوات داخل أروقة الكتل العربية لسحب البساط من تحت الكرد في ما يخص تلك الوزارة، في الوقت الذي يتمسك فيها الكرد ويعتبرونها جزءا تعبيريا عن انتمائهم للبلاد.
ويبدو ان احداث العاشر من حزيران وموقف حكومة الإقليم من تلك الازمة وسيطرتها على كركوك وتلويحها بالانفصال كان له أثار سلبية حول مقبولية الكتل العربية بتسلم الاكراد تلك الوزارة مرة ثانية.
واعتبر ائتلاف دولة القانون، الذي يصر على نزع “الخارجية” من يد الاكراد، أن تسلم الكرد لهذه الوزارة احد الاخطاء الجذرية والجسيمة التي اقترفتها الكتل العربية.
وقال القيادي في ائتلاف دولة القانون سعد المطلبي إن “احد الاخطاء الجذرية والجسيمة التي اقترفتها الكتل العربية المشاركة في الحكومتين السابقتين، هو منح الاكراد وزارة الخارجية واعطائهم حرية التحرك من خلالها، بالاعتماد على المحاصصة الطائفية والسياسية”.
واتهم المطلبي الاكراد بـ”استغلال وزارة الخارجية لتحقيق مكاسب شخصية وفئوية ضيقة”، مؤكداً أن “اصرار الاكراد على تسنم هذه الوزارة لم يأت من فراغ، فهي تعتبر بوابة العراق الرسمية للانفتاح على العالم الخارجي، والتي استطاع الكرد من خلالها تحقيق افضل المكاسب باقامة علاقات دولية مميزة لصالح إقليم كردستان”.
فيما شدد الاكراد وعلى لسان احد قياداتهم على ضرورة تمسك التحالف الكردستاني بتسنم حقيبة الخارجية مع رئاسة الجمهورية، معتقدين ان ممثلهم “زيباري” قد نجح بادارة الخارجية افضل من كل الوزارات.
وقال النائب عن التحالف الكردستاني محما خليل إن “الاكراد استطاعوا ادارة الخارجية بصورة جيدة، وتفوقوا على كل الوزارات في النجاحات التي حققتها واصبح لدى وزيرها والعاملين معه خبرة كافية لادارة كافة الملفات الخارجية”.
وكانت وسائل اعلام اجنبية قد نقلت مشاهد من العاصمة لندن عن تظاهرات اقامها الكرد المقيمون هناك مطالبين فيها باستقلال كردستان وانفصالها عن الوطن الام العراق، وذكرت تلك الوسائل أن من بين المشاركين موظفين اكرادا في السفارة العراقية في لندن.
وعن هذا، تحدث عضو التحالف الوطني اسكندر وتوت قائلاً إن “هذا الامر ليس بالمستغرب، فقد استغل الاكراد هذه الوزارة من خلال العاملين فيها لدعم علاقات الإقليم بدول العالم، لذلك نحن دعونا لعدم تسليمهم الخارجية مرة ثانية”.
واستغرب وتوت من “تمسك الاكراد بوزارة الخارجية رغم انهم لايمثلون الجزء الاكبر من ابناء الشعب العراقي الذي يتمتع باغلبية عربية، حيث ان هذه الوزارة ليست ملكاً للاكراد، وليس هناك نص دستوري يمنحهم الحق بالتمسك بها دون غيرهم”.
واوضح أن “سلوكيات الكرد افرزت صورة واضحة بانهم لا يمثلون الشعب العراقي بكافة اطيافه انما يمثلون مصالحهم الشخصية في ادارة رئاسة الجمهورية والخارجية على حد سواء الامر الذي يستوجب ان تكون وزارة الخارجية من حصة العرب”.

Facebook
Twitter