أزال اعتراف الشيخ غازي الكعود بأن وزير المالية الاسبق رافع العيساوي، المتهم بالإرهاب، التقى قيادات من تنظيم “داعش” الإرهابي في حوران، وعمل على ادخالهم الى الانبار، اللبس عن مواقف أطراف عراقية في العملية السياسية، كانت بمثابة ذراع الإرهاب السياسي، الذي يسعى الى لوي ذراع الشرعية في العراق.
وفي جديد الموضوع، فان فعاليات سياسية وقيادات عشائرية، في داخل العراق، وأخرى تتنقل بين اربيل وبغداد ودبي وعمان، تسعى الى تهميش القيادات السياسية التي كان لها دور في ادخال تنظيم داعش الى الانبار، وشجعت العشائر على التحالف معه، ودعمه ماديا ومعنويا عبر الاعلام والتصريحات، مثل رجل الاعمال خميس الخنجر الذي صرح في أكثر من مرة دعمه للتنظيمات الإرهابية في المحافظة، وشجع الأطراف السياسية على الخروج على العملية السياسية.
وفي اطار اقتراب ساعة الحسم لطرد تنظيم داعش من المحافظة، تتصارع تكتلات هي مزيج من “نكهات” سياسية وعشائرية، لكسب الاتباع وتعزيز مراكز النفوذ، وابرزها تكتل سياسي يقوده وزير المالية الاسبق رافع العيساوي ورئيس كتلة “الحل” جمال الكربولي وعضو قيادة الحزب الاسلامي صهيب الراوي.
وقال مصدر مطلع ان هذا التكتل يستعين بالأموال الطائلة لاقناع العشائر بالوقوف خلفه ضد المنافسين”.
وكانت اطراف عشائرية وسياسية في الانبار اتُّهمت بانها استثمرت مليارات الدنانير و الاموال خصصت للحرب على داعش وذهبت الى جيوب شيوخ يدعمون العيساوي وما يسمى “رئيس عشائر الانبار” على السلمان..
الى ذلك تقول مصادر سياسية ان ائتلاف العيساوي والكربولي يسعى الى كبح صعود عضو مجلس المحافظة الحالي جاسم الحلبوصي وهو شخصية اكاديمية عمل سابقا في جامعة الانبار ورئاسة مجلس المحافظة، بعدما تصاعدت شعبيته في أوساط المجتمع الانباري.
وعلى هذا الصعيد، وبحسب المصادر، عقد اجتماع بين العيساوي، ورئيس كتلة “الحل” جمال الكربولي في عاصمة عربية لترتيب المصالح المتبادلة، لاسيما وان التطورات السياسية الأخيرة أدت بالكربولي الى خسارة وزارتي الصناعة والكهرباء اللتين كانتا من حصته في الحكومة السابقة وذهبتا الى التيار الصدري وقاسم الفهداوي في الحكومة الجديدة، ساعيا الى حيازة المناصب المهمة في الانبار بالتحالف مع العيساوي، حيث يسعى الكربولي تقديم شقيقه احمد وزير الصناعة السابق كزعيم يلتف حوله اهل الانبار، والاستئثار بالمناصب الحكومية المهمة في المحافظة.
وبحسب المصادر، فان تعويل جمال الكربولي على استثمار المال في السياسة جعله يمر في ازمة مالية خانقة ويفتقد الى السيولة النقدية مع فشل قناته الفضائية (دجلة) في الوصول الى المستوى الإعلامي من المنافسة وهو ما كان يطمح اليه بملايينه من الدولارات، اضافة لشرائه عشرات المواقع الالكترونية والشبكات الاخبارية التي اثقلت كاهله، في حين تواترت انباء عن قيام الحزب الاسلامي بصرف المبالغ الطائلة لدفع مرشحه صهيب الراوي الى الفوز في معركة المناصب.
وفي خضم صراع سياسي، ومال ينفق هنا وهناك لأغراض سياسية، فان مصادر عليمة تؤكد ان نائب رئيس الجمهورية صالح المطلك، يترقب ما يتمخض عنه تنافس العيساوي والكربولي والحزب الاسلامي رغم ان احد حلفائه السياسيين الجدد وهو وزير الكهرباء قاسم الفهداوي يسعى هو الاخر الى تسويق ابن عمه عضو مجلس المحافظة الحالي فارس الفارس الفهداوي وترشيحه كمرشح عن قائمة “الوفاء للانبار” و”ائتلاف العربية”.