ترامب للعبادي: نفطكم لنا مقابل الاطاحة بصدام العبادي يتفق مع ترامب على تحجيم الحشد الشعبي ونزع السلاح عن الفصائل التي ترفض الانخراط في الجيش العراقي

اكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الاثنين الماضي، ان “داعش” لا يزال يتلقى حتى الان تمويلا رغم تقلصه، فيما اشار الى ان العراق عانى من المنابر الاعلامية التي تدعم الارهاب.

وقال العبادي في المعهد الامريكي للسلام بواشنطن، ان “هناك جهودا لتحقيق الاستقرار في الموصل ونحتاج الى مزيد من الدعم والتمويل”، مبينا ان “تنظيم داعش لا يزال يتلقى حتى الان تمويلا رغم تقلصه”.
واضاف العبادي ان “البلدان تستخدم الارهاب في صراعاتها الاقليمية”، مشيرا الى “العراق عانى من المنابر الاعلامية التي تدعم الارهاب”.

واكد العبادي ان “هزيمة الارهاب لا تتم بالوسائل العسكرية فقط، وهناك وسائل افضل لهزيمته”، مشددا على ضرورة ان “تكون خطة اقليمية بشأن ذلك”.

يذكر ان  العبادي وصل، فجر الاثنين الماضي، إلى الولايات المتحدة الأميركية بدعوة رسمية من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وكان في الوفد العراقي ممثل لاقليم كردستان العراق هو فؤاد حسين رئيس ديوان الاقليم

ونقل موقع بي بي سي العربي الاخباريعن ترامب قوله بعد الاجتماع، الذي عقد في البيت الأبيض وتزامن مع الذكرى 14 لغزو العراق، إن العملية العسكرية ضد داعش في الموصل “تحقق تقدما”، مشددا على أن هدفه الرئيسي التخلص من هذه العصابات.
وأكد قائلا: “سنتخلص من داعش، سيتحقق ذلك، بل أنه يتحقق الآن”.
وأضاف ردا على سؤال بشأن هل كان على الولايات المتحدة أن تسحب قواتها من العراق “ما كان يجب أن نغادر مطلقا”، مناقضا موقفا سابقا له عندما أيد سحب القوات من العراق.
من جهته أكد رئيس الوزراء العراقي على أنه تلقى تأكيدات خلال المباحثات مع الرئيس الأمريكي وفريق إدارته على زيادة الدعم الأمريكي مع تواصل حملة بلاده ضد عصابات داعش.
وقال العبادي “حصلنا على تأكيدات بأن الدعم (الأمريكي) لن يتواصل حسب، بل سيتسارع بإطراد حتى ينجز العراق مهمته” لدحر التنظيم المتطرف.
وقال ترامب برفقة العبادي في البيت الأبيض إن إيران كانت احدى القضايا التي بحثها فريقه والوفد العراقي، منتهزا الفرصة لتأكيد انتقاده الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني الذي وقعه سلفه الرئيس السابق باراك أوباما.
وقال ترامب “أحد الاشياء التي تساءلت بشأنها، لماذا وقع الرئيس أوباما هذا الاتفاق مع إيران؟’ و لا أحد قادر على تحديد أسباب ذلك، ولكننا سنكون قادرين على اكتشاف ذلك يوما ما”.
وشدد ترامب على أنه يأمل في معالجة “الفراغ” التي حدث واستغلته عصابات داعش لإعلان السيطرة على مناطق في العراق، لكنه استدرك القول “ما كان يجب أن ندخل” إلى العراق أصلا.
وقال العبادي بعد لقائه مع ترامب إن لدى العراق “أقوى قوات لمكافحة الإرهاب، لكننا نتطلع إلى مزيد من التعاون بيننا والولايات المتحدة”.

ووجه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي انتقادات مبطنة لإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال زيارته لواشنطن ولقائه الرئيس دونالد ترامب.

وقال العبادي إن الإدارة الأمريكية الجديدة “تريد الانخراط بشكل أكبر في مكافحة الإرهاب.. أشعر بفارق كبير في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب”.

ولفت العبادي عقب اجتماعه بترامب في البيت الأبيض إلى أن وتيرة الحرب ضد داعش “تسارعت” منذ تسلمت الإدارة الجديدة دفة القيادة في الولايات المتحدة.

وشدد العبادي على أن العلاقة بين بغداد وواشنطن “اختيارية وليست قسرية” مؤكدا أن بلاده اختارت إدامة العلاقة مع الولايات المتحدة ولم يجبرها أحد على ذلك.

وحاول العبادي ممازحة ترامب ونفى أي علاقة له بقضية التنصت التي اتهم فيها الأخير الرئيس السابق باراك أوباما رغم نفي المباحث الفيدرالية الأمريكية “أف بي آي” ذلك.

من جانبه قال ترامب للعبادي خلال اللقاء: “بالتأكيد لم يكن ينبغي لنا أن نرحل ما كان يجب أبدا أن نرحل من العراق لأن ذلك خلق فراغا”.

وشدد ترامب خلال لقائه بالعبادي على التزام إدارته باتفاق الإطار الاستراتيجي الذي ينظم العلاقة مع العراق في المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية.

ووقع الجانبان الأمريكي والعراقي الاتفاق في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش عام 2008 وهو يتضمن الاتفاقية التي مهدت لخروج القوات الأمريكية بعد 8 سنوات من الغزو.

وأثارت تصريحات ترامب المتكررة خلال حملته الانتخابية مخاوف من تنصله من الاتفاق بعدما أشار إلى أن واشنطن كان يجب أن تحصل على نفط العراق مقابل الإطاحة بصدام حسين، واشارت تلميحات ترامب الى انه مازال متمسكا بمطلبه في الاستحواذ على نفط العراق مقابل الاطاحة بصدام.

وفي كلمة له أمام معهد الولايات المتحدة لحقوق الإنسان قال العبادي إن أهم شيء بالنسبة لنا هو أن “نرى أن إدارة ترامب ترى وتقدر ما نفعله وتمنحنا الدعم وتواصله”.

وأشار إلى أن لقاءه بترامب كان إيجابيا وقال إن “الضمانات التي قدمت لنا ليست باستمرار الدعم فحسب بل بتسريعه”.

وشدد على أن الإدارة الأمريكية الجديدة “تريد مقارعة داعش وجها لوجه واعتقد أنهم مستعدون لفعل المزيد في محاربة الإرهاب والمشاركة بشكل أكبر”.

ولم يصطحب الرئيس الامريكي دونالد ترامب احدا من ضيوفه الى باب البيت الابيض ممسكا به بحميمية كما فعل مع رئس مجلس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي.، وعزا مراقبون صحفيون ذلك الى موافقة العبادي على توجهات ترامب بشأن التخلص من النفوذ الايراني في العراق بأسرع وقت بعد القضاء على داعش، وتحجيم الحشد الشعبي ونزع السلاح عن الفصائل التي ترفض الانخراط في الجيش العراقي.
وسائل الاعلام الامريكية والعالمية رصدت ارتياحا واضحا في قسمات ترامب وهو يتابع ضيفة الذي تحدث بانكليزية طليقة ماازال الكثير من الحواجز النفسية بين الرئيسين.
ومن بين مارصده الاعلام الامريكي قول ترامب للعبادي( اتشرف ان تلتقي بفريقي الحكومي وهو اهم فريق في التاريخ الامريكي).
كذلك فانها المرة الاولى التي يتحدث فيها مسؤول عربي مع رئيس امريكي بعفوية وجرأ ة ووضوح ماجعل الانظار تنشد الى العبادي اكثر من مضيفه.
حصيلة الزيارة كما اجملها المراقبون في واشنطن تتلخص في دعم امريكي لامحدود لحكومة العبادي من اجل ان تتخطى مرحلة الحرب ضد داعش بقوة ، ودعم اقتصادي من اجل البدء بمرحلة مابعد داعش لتحقيق عراق مستقر ومحوري في محيطه.
ترامب بعد ان اصغى بعمق الى عبارات العبادي ايقن ،حسب مراقبين قريبين من البيت الابيض، ان رئيس الحكومة العراقة يقود بلاده بالاتجاه الصحيح وانه يستحق الدعم فعلا.
وعبر ترامب عن ارتياحه بلقاء العبادي بقوله “إن وجود رئيس الحكومة (العبادي) معنا شرف عظيم”.
وأكد ترامب خلال اللقاء على تواصل الدعم الأميركي للعراق وشعبه في الحرب المشتركة التي يخوضها البلدان ضد داعش، بحسب بيان مشترك صدر عقب اللقاء.
وثمن الرئيس الأميركي دور العراق، مبديا دعمه “للعلاقة الوثيقة التي تربط بين الشعبين الأميركي والعراقي”، ومعربا عن “أهمية العلاقة بين الحكومتين”.
كما أكد التزام الولايات المتحدة بشراكة شاملة مع العراق “تقوم على الاحترام المتبادل في ضوء اتفاقية الإطار الاستراتيجي العراقية-الأميركية”. 
وأشاد الرئيسان “بمستوى التعاون العسكري المتميز” بين العراق والولايات المتحدة في الحرب ضد داعش، واتفقا على استمرار الشراكة الثنائية على المدى البعيد لاستئصال جذور الإرهاب في العراق.

 

Facebook
Twitter