انتحارات واضرابات عن الطعام تعم السجون ومنظمات دولية تؤكد التعذيب الممنهج
رفض امام جمعة النجف، ما وصفه “الاستهانة” بالعراقيين عبر معاملتهم بـ”ذل” واظهارهم كـ”متسولين” بتخصيص مبلغ 15 الف دينار بدلا عن المواد التي لم يتسلموها من الحصة التموينية الشهرية، مطالبا المسؤولين العراقيين بالتنبه لمطالب الشعب وتصحيح “الواقع الفاسد” والعمل بانحياز لمصلحة “البلاد والعباد” ولاسيما وان الناس بدأت تفقد ثقتها بالوعود. وانتقد صدر الدين القبانجي خلال خطبة صلاة الجمعة التي اقيمت في الحسينية الفاطمية الكبرى بالنجف، وصف المسؤولين الحكوميين في البلاد للتظاهرات بأنها “تخضع لأجندات اجنبية”.معتبرا ذلك بـ”الامر المخجل”.وعبر القبانجي عن استهجانه لاقدام القوات الامنية على “قتل بعض المتظاهرين” دون ان تتم محاسبتهم، مشددا على ان “اولئك المتظاهرين شهداء لانهم خرجوا يدافعون عن شرفهم وحقوقهم ومالهم”.وقال قبانجي موجها كلامه للمسؤولين العراقيين “اعتبروا من تجربة حسني مبارك وشاه إيران وبن علي وسنقف معكم حينما تصطفون مع شعبكم”، مضيفا ان “الغضب الشعبي الذي يعيشه الشعب العراقي في عدد من المدن عراقية حالة لايريد منها المتظاهرون العودة إلى الماضي”.وشهدت العاصمة بغداد ومحافظات الموصل وواسط وبابل والبصرة اليوم تظاهرات شعبية شارك فيها العشرات، احتجاجا على سوء الخدمات، فيما طالب المتظاهرون في الموصل برحيل محافظها اثيل النجيفي وحل مجلس المحافظة، فيما طالب المتظاهرون في بابل بحل المجلس.وثارت ثائرة متظاهرين عراقيين في العاصمة بغداد والقادسية والبصرة والانبار وواسط احتجاجا على تردي الخدمات والامن في البلاد، ونقص ساعات تجهيز الكهرباء، وعدم إيصال مواد البطاقة التموينية ، وإيجاد حلول ناجعة للقضاء على البطالة.وفي سياق اخر، قال القبانجي ان تقرير منظمة العفو الدولية عن العراق بأنه “نقطة سوداء في التجربة العراقية”. بعد ان نص تقريرها على وجود سجون سرية وتعذيب ممنهج للسجناء والبالغ عددهم ثلاثين الف سجين.وطالب بضرورة “مراجعة السجون ومديريات مكافحة الإرهاب، ولاسيما وان الناس باتت تتهم على اساس مكائد سياسية قرارت قضائية ظالمة بحقهم”. وكان مصدر امني في سجن تابع لوزارة العدل في الحلة، قد ابلغ (آكانيوز) ان “نحو 1600 سجينا يضربون عن الطعام منذ ثلاثة ايام، وان اربعة منهم حاولوا الانتحار حرقا وشنقاً احتجاجا على سوء المعاملة التي يتعرضون اليها داخل السجن من قبل ادارة السجن”.وكانت منظمة العفو الدولية أعلنت، الثلاثاء الماضي في تقرير صدر عن ان العراق يدير سجوناً سرية، يتعرض فيها السجناء لعمليات تعذيب روتينية لانتزاع اعترافات يتم استخدامها لإدانتهم. وتضمن التقرير التأكيد على وجود 30 ألف معتقل من الرجال والنساء في السجون السرية، وهو مانفته الحكومة عبر وزارتي العدل وحقوق الإنسان.فيما قال المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء علي الموسوي لـ(آكانيوز) أن تقارير منظمة العفو الدولية بشأن العراق ستفقدها مصداقيتها، مبينا عدم نية الحكومة ملاحقة المنظمة قانونياً.بينما نفى وزير حقوق الانسان في حديث لـ(آكانيوز) ان تكون هناك حالات تعذيب منظمة، معترفا بوجود انتهاكات فردية لاتمثل منهج نظام السجون في العراق.يذكر ان منظمة العفو الدولية أكدت في تقرير لها صدر في 12من أيلول/سبتمبر الماضي على أن ما لايقل عن 30 إلف معتقل يقبعون في السجون العراقية من دون محاكمات مع احتمال تعرضهم لـ”التعذيب أو سوء المعاملة”.وبيّن التقرير الذي رفضته الحكومة مؤكدة إن دوافع سياسية تقف وراء صدوره، ان هناك توقيفاً غير قانوني، وتعذيباً في السجون من دون توجيه اتهامات مباشرة للمعتقلين او مثولهم امام القضاء.وكانت وزارة الداخلية قد أكدت على ان عددا من المعتقلين في السجون يديرون عمليات مسلحة بسبب التهاون في الإجراءات بحقهم من خلال منحهم حق استخدام الهواتف النقالة وهم داخل المعتقل.