ألضحايا الشواذ يفضحون مقياس أمريكا علي السوداني

وهذه واقعة موجعة مثل أخياتها بالمعنى ، قد وقعت قبل ثلاثة أيام بفلوريدا الأمريكية . شاب أمريكي من جذر أفغاني اسمه عمر متين ، دلف إلى نادٍ ليليّ وأطلق النار على المبتهجين الراقصين العاشقين المنتشين ، فقتل منهم خمسيناً وجرح مثلهم . حادثة مهمة جداً لكنها لم تأخذ مداها الحقيقي على صفحات الفيسبوك وأخوتهِ في التواصل ، ويبدو أنّ السبب يكمن في وقوع الواقعة وضحاياها بملهى للمثليين والمثليات ، وهذا أمر تفضّل الناس تغطيته بأقنعة ليس بينها أنهم إزاء حالة مرضية أو شاذة أو بلاء خارج الطبيعة . تنظيم الدولة الذي صار اسمه المختصر داعش ، أشهرَ بعد ساعات قليلات مسؤوليته عن تلك الغزوة المروعة ، لكنّ أمريكا بصنوفها المشهورة التي منها الرئيس أوباما والمخابرات المركزية والشرطة الإتحادية ، لم يصدّقوا بإعلان داعش ، في الوقت الذي كانوا فيه يصدّقون وينشرون ويروّجون لإعلان داعش مسؤوليته عن تفجير جامع في العراق ومرقد بسوريا وكنيسة بمصر ، حتى لو صدر من دعدوشتهم المدللة ، بعد عشر دقائق من صوت الإنفجار . تصريحات ألأسمر أوباما كانت من باب الرئيس المنشغل بحزم حقائبه والرحيل ، أما الرئيس الجمهوري المحتمل ترامب إبن أم ترامبة ، فلقد فعّل وجدد دعوته لمنع دخول المسلمين لبلاده والتضييق عليهم ومراقبتهم . ديك تشيني أحد صقور حكم الناقص بوش الإبن ، ظهر وإبنته بلقطة مؤثرة وجمل قليلة ، كأنها عزاء جمعيّ ، وأيضاً خاص بوصف ابنته الدلوعة من الشواذ المثليين . شركاء وأصدقاء ووكلاء أمريكا بالمحمية الخضراء ببغداد ، لم يجبروا خاطر أوباما وعائلات الضحايا برسالة عزاء ، وأرجح الظن أنهم لم ولن يفعلوا ذلك خوفاً من أنْ تفسّر الرعية الجاهلة ذلك التعاطف المعلن ، بأنه نوع من ممارسة جنسية شاذة معيبة !!!
في أمريكا وهي واحدة من أكبر مواخير تصنيع وتصدير الإرهاب على الأرض ، صار مثل هذا الأمر طبيعياً أو عادياً ، فلا يكاد يمر أسبوع إلا وقرأنا وشفنا وسمعنا فيه نبأ يقيناً ، عن مقتل وجرح أمريكيين في حوادث إطلاق نار ، بمدرسة أو جامعة أو قاعدة عسكرية أو حانةٍ ، طبيعية كانت أم شاذة ، حتى صارت هوليود التي هي أعظم وسيلة سينما ودعاية في العالم ، على انسجام تامٍّ وتناغم مع روح الجمهور وطلباته ، وصار جلُّ نتاجها الإبداعي الخلّاق وأشرطتها المدهشة ، بثيمات أشهرها أفلام مصاصي الدم والشذوذ والمخدرات والجنون والقتل المرضيّ المبين ، الذي تريده المافيا الحاكمة وسماسرة السلاح والنفط ، أن يسود الأرض كلها من أجل أن يبقى الدولار الأمريكي العزيز ، هو علامة عافية اقتصاد الناس أو مرضهِ .

Facebook
Twitter