يوميات ابن عبدالله الناعم عبدالرضا الحميد

 

الغفل جحا العبادي

يذهب رجال علم النفس الى ان زلات الناس في معظمها تعبير عن مكنون حقيقي في النفس، او انها احد مخرجات الانا السفلى الاصدق من الانا العليا.
وفي الغالب تؤسس مؤسسات البحث السياسية مناهج تعاط مع اية حالة اعتمادا على زلة لسان من هذا الزعيم السياسي او ذاك فهي تعدها افصاحا عن حقيقة غيبها كذب الانا العليا.
ولان حبل الكذب قصير، غالبا، ما تنتصر جوانيات الانا السفلى على تمظهرات الانا العليا، في لحظات الغضب او الانكار او فوران العاطفة او عند محاولة استحلاب عطف او استجلاب موقف مضاد للمتحدث الى جانبه.
ويبدو ان الانا السفى عند الغفل جحا العبادي اشد حضورا على لسانه من اناه العليا، وهو بسبب ذلك ( يسوقها بتبنها) كما يقول المثال العراقي.
وفي الايام الماضية سقط العبادي في ورطتين لا يحسده عليهما الا الاشد غفلة وبلها منه، ففي الاولى زعم ان المتظاهرين مادخلوا المنطقة الخضراء الا بإذن منه، مما استحق عليها توبيخ مستشاريه، وفي الثانية لم يجد حرجا في ان يقول ان ” في العراق خيرا يكفي الكتل السياسية جميعا”.
واذا كان في الاولى قد افصح عن رغبة باطنية ففي الثانية كشف عن حقيقة ان اموال العراق وخيراته ذاهبة الى الكتل السياسية منذ ان التقط الاميركان معارضي صدام من ارصفة الاستجداء والتسول والاستخذاء والمهانة وسلموهم عروش العراق المالية والاقتصادية والسياسية.
ولانه كان مسؤولا عن اللجنة المالية في مجلس النواب لفترة تجاوزت الثماني سنوات فهو ادرى من غيره بجهات الصحراء السياسية التي ابتلعت كل اموال العراق كما ابتلعت صحراء جحا الرومي الاموال التي ورثها عن جده.
تقول المدونة الجحوية ان رجلا وفد على جحا الرومي من مدينة بعيدة واخبره بان جده قد مات وترك له ثروة كبيرة، وطلب منه أن يسافر على الفور ليتسلم ثروته.
ساعتها ، لم يعرف جحا هل يحزن على موت جده أم يفرح بالثروة التي نزلت عليه!، لكن زوجته قطعت عليه حيرته وطالبته بالذهاب فورا لاحضار الثروة اذ لا يوجد في بيتهما طعام يأكلانه.
ركب جحا حماره وسافر مع الرجل وتسلم الثروة وكانت مالا وذهبا كثيرا، وضع الثروة في كيس وركب حماره عائدا إلى بيته.
في الطريق فكر طويلا في كيفية الحفاظ على الثروة واين يضعها كي لا يسرقها السراق ولا تسيل لعاب زوجته فتجهز عليها.
وعندما وصل جحا إلى وسط الصحراء نزل عن حماره وفتح الكيس وأخرج منه بعض الدنانير، وحفر حفرة عميقة تحت سحابة كبيرة ودفن فيها الكيس!
وصل جحا إلى منزله فوجد في انتظاره زوجته وكثيرا من الجيران والأصدقاء فقال لهم : رحم الله جدي فقد كان رجلا طيبا ولكنه ترك قليلا من المال، حزنت الزوجة وانصرف الجيران والأصدقاء دون أن يأخذوا شيئا من الثروة.
بعد أيام ركب جحا حماره وذهب إلى المكان الذي دفن فيه الثروة، وأخذ ينظر إلى السماء ويبحث عن السحابة الكبيرة،فلم يجد لها اثرا بل لم تكن في السماء اية سحب ذلك اليوم!
أخرج مجرفته وشرع بالحفر في الصحراء هنا وهناك حتى انهك تماما وغربت الشمس فقفل عائدا الى بيته منهوكا بائسا حزينا قانطا فقد ضاعت ثروته في جوف الصحراء.

 

( خالتهم اميركا )

قد يكون سرا ، لكنه ليس سرا:
امبركا تمنع الحكومة العراقية من تحرير الفلوجة، والحكومة العراقية تمنع الحشد الشعبي من الاقتراب منها.
منذ اكثر من سنة دفعت الحكومة نحو ناحية الكرمة مفتاح تحرير الفلوجة من القوات التي لو فرشت اعقاب سكايرها لغطت الكرمة بقضها وقضيضها، لكن هذه القوات لم تنجز المهمة، والسبب : اميركا لا تريد الاقتراب من الفلوجة.
لماذا لا تريد اميركا تحرير الفلوجة؟
قائد في الحشد الشعبي قال لي قبل قليل : اميركا تقول هناك اولويات ، والفلوجة ليست من الاولويات.
الفلوجة خاصرة بغداد.
وفي الفلوجة عتاة الارهابيين.
وهؤلاء صناع الموت الابشع في بغداد.
اذن المطلوب اميركيا ان تبقى الفوجة عنصر تهديد لبغداد وهراوة اميركية بوجه قطعان العملية السياسية في المنطقة الخضراء.
واذن ثانية، اميركا تريد بغداد بحيرة دم.
هل ثمة ابن سحاقية يتطوع للدفاع عن خرفان الخضراء ويزعم عدم عمالة معممهم وغير معممهم لاميركا؟.

 

واقعة القنفة

اتسخت قنفة بفعل زحام المتظاهرين في اقتحام البرلمان فهرع رئيس الحكومة ورئيس البرلمان وقائد العمليات المشتركة ومسؤولو الاجهزة الامنية لتفقدها، وعندما سقط 95 شهيدا وجريحا في تفجيرات مدينة الصدر لم يجد هؤلاء القردة اي داع لتفقد الناس.
اذا كان رئيس الحكومة يستحي ( وانا اشك في ذلك ) فعليه مايلي:
اقالة مسؤولي الاجهزة الامنية في مدينة الصدر ومحاكمتهم
القبض على جميع افراد السيطرات المحاذية لمكان التفجير وطردهم من الخدمة ومحاكمتهم.
اعلان استقالته تحت عنوان ( فاشل سبع نجوم ).
الدم العراقي لن يستحيل ماء ايها القردة.

 

أجمل ما قرأت

من اجمل ما قرأت الاسبوع الماضي قصائد قصيرة للشاعر المبدع علي الجبر:

والله حسره
الـ ضحكه من تصير صفره
واللّـ گمه من تنگلب جمره
والـ نهر لو تيّه الـ مجره
والـ يتيم الـ راد ابوه
وما گدر يوصل الـ گبره
والـ بعيد الـ خلص صبره
والـ غريب الـ ضاع عمره
والـ گاع من تكره الـ خضره
والـ فقير الـ ذلّه فقره
والـ نخل لو نشف تمره
والـ حزن لو شاع سرّه
والـ وطن لو دار ظهره
شلون حسره

***

ذاك مات
وهذا ينزف
وذاك ايده انگطعت
وهذا اختنگ
وايام تگضي ورايحه
وذيچ طفله تيّتمت
واجساد بـ الدمّ سابحه
وهذا ابّ شايل وليده الـ جريح
وذيچ أمّ اسمعها تثغب نايحه
وهناك جثّه تفحّمت
ودموع تچوي وسايحه
ونيران تاكل بـ اللّحم
والريحه كلّش فايحه
وارواح تصعد للسمه
وطيور تقره الفاتحه
خو مانسيتوا الفاتحه ؟

 

Facebook
Twitter