هومسيك ، الوطن في غبار المثقفين كتاب جديد للدكتور نجم

 

 

عبدالله كاظم

 

 

 

ينطلق الدكتور نجم عبدالله كاظم، في كتابه الجديد “هومسيك.. الوطن في غبار المبدعين”، من ثلاثة منطلقات رئيسة. أولها ما شهده العراق في العقدين الأخيرين، وبعد العام 2003 بشكل خاص، من هجرة سريعة غير مسبوقة للعراقيين إلى خارج الوطن، مع ملاحظة أن عدداً كبيراً من الفنانين والأدباء والمثقفين كانوا ضمن الوجبات الأولى منها. ثاني المنطلقات، وتعلقاً بالمنطلق السابق، هو أن المؤلف وجد، تحت سقف هذه الهجرة، تنامي مبالغات أفراد، ولاسيما من السياسيين والكثير من المثقفين، في تغنّ بمفاهيم ومبادئ معينة يكونون غالباً غير مطبّقيها ولا متمثلّيها عملياً، مثل التشدّق بالديمقراطية، والكلام في حقوق الإنسان، والمبالغة في التعبير عن حب الوطن. والمبالغة الأخيرة من أدباء وفنانين في التعبير عن حب الوطن، وبما قد يبدو متناقضاً مع فعل الهجرة، هي التي أغرت الدارس بالانتباه إليه ودراسة مدى مصداقيته. آخر المنطلقات الرئيسة، الذي ربما يكون الحصيلة التي خرج بها المؤلف من المنطلقين السابقين، هو سلبية النخبة الثقافية، وضمنها المبدعون، من كل ما جرى، الأمر الذي جعل المؤلف يحمّل هذه الفئة جزءاً من مسؤولية ما حدث، فكان هذا الكتاب. ويتعرض المؤلف فيه بدايةً لطبيعة المثقف أو المبدع وذاتيته، ثم للمبدع العالمي والعربي خصوصاً في ظل هيمنة الذات عليه، ليخصص جل كتابه بعد ذلك للمثقفين العراقيين وما رآه في بعضهم من سلبية خلال السنوات 2003-2006. وهو يتعرض خلال ذلك للعشرات منهم ممن تغنوا بالوطن وتباكوا عليه في كتاباتهم وأغانيهم، دون إقران ذلك بالفعل، من أمثال سعدي يوسف، وفاضل العزاوي، وسليم مطر، وصاموئيل شمعون، وجمعة اللامي، وكاظم الساهر، ونصير شمه، ومظفر النواب.. وآخرين. وخلال ذلك هو ينوّه أيضاً بإيجابيات مواقف مبدعين ومثقفين آخرين من أمثال كامل شياع، ومفيد الجزائري، وسلام عبود، ولطفية الدليمي، وشهاب التميمي، وأطوار بهجت، ومهدي عيسى الصقر، والدكتورة نادية العزاوي، وغيرهم.

 

Facebook
Twitter