هكذا الديمقراطيات والا فلا

 

 نادية العبيدي

في خضم الامواج المتلاطمة التي ابحرت فيها قوارب العراقيين مفتقدة توازنها في وسط يم متلاطم تتصارع امواجه بعضها مع بعض محدثة تسانومات تبتلع كل ما يعترضها .. تطل علينا مرة اخرى الانتخابات النيابية البرلمانية والتي يقال انها الخطوة التي تعد الحد الفاصل بين اربع سنوات عجاف ماضية مرت ، تذوق فيها العراقيون السم الزعاف ورقصت ابانها الثعالب على اجساد الشرفاء كما ارتعدت الملامح تحت التهديدات وابيدت من على الارض السمراء بعض وجوه نادت بالحرية وطالبت بالتحرر وكسر القيد ، فتسابقت الى كبت صوتها ايد حرباوية تتلون حسبما تحتاج اليه اللحظة الانية واغتصبت حتى الضحكة من شفاه الاطفال …!! في هذا العالم اختلفت الاراء وانقسم العراقيون الى عدة فئات وطالما كنا نرفض هذه التسمية … القسم الاغلب كان معارضا بشدة لهذه المهزلة التي رسمت وخطط لها من شخوص غير معلومة ، والفئة الاخرى التي صفقت وهللت ورقصت وتدحرجت فوق سجاد احمر من وعود لها اول وليس لها آخر روجت للعملية كأنها آخر عمل تقوم به في حياتها ..وفئة اخرى لا حول ولا قوة لها سوى الصمت واللوذ بالعبرات فوق وجوهها الكابية القانطة واخفاء حزنها ولا شيء يرقص فوق الشفاه غير قول (حسبي الله ونعم الوكيل (….!!
كانت الايام تتراصف بعضها مع بعض منتظرة الثمن من آذار .. وقد غصت جميع شوارع بغداد بلوحات ملونة كل واحدة تقول للاخرى اذهبي الى الجحيم فمن احمل صورته هو الاوحد …
سؤال واحد كان هو محور الكلام وان كان موضوع الكلام اكبر من ان يصاغ ويصار مجرد حروف مصفوفة ولم استطع  ان اجد ما يشفي الصدور او اصل الى نتيجة. ما رأينا بالانتخابات ؟
وان كنا رافضين لها فما هو الحل البديل؟
وما الذي نتوقعه بعد تغييرالخارطة السياسية الجديدة ؟
على ابواب المراكز الانتخابية تفاوت الحضور اليه فهناك من حضر وهو مقتنع وهناك من اكتفى بالفرجة فيما امتنع الاخرون عن الحضور … كان البعض يقول ان الانتخابات ضرورية جدا فها نحن نمارس حقنا الانتخابي بكامل الحرية ودون ضغوط وسنختار من يمثلنا كي نحقق ما فاتنا في السنين الاربع الماضية .. انا متقاعد او عاطل او موظف هالك وحالتي المادية ضعيفة جداً ولقد وعدنا الساسة المرشحون بخير وما بيدنا الا ان ندفعهم للوصول الى البرلمان كي نحقق جزءا من احلامنا ..
على الجانب الاخر كان الاصرار على الحضور والمشاركة كي لاتذهب البطاقة الخاصة الى ديادير التزوير.
كل ما نتمناه ان يتحول الصراع على الكراسي الى صراع لتحقيق الامان والخير والتغيير للشعب العراقي .. لقد عشنا اصعب الايام في عراقنا ورغم كل الظروف لم نغادر البلاد بل بالعكس فلقد حتمت علينا الظروف التمسك بعراقيتنا وان شاء الله سيذهب الاشخاص الطارئون الذين لم يلقوا منها اهلا ولانزلوا من ديارنا سهلا لان العراق وشعب العراق يرفضهم رفضا تاما.
لو عدنا الى شرعيتها فسنجد ان هذه الانتخابات ناقصة الشرعية فما من انتخابات جرت في اي بلد من البلدان واقع تحت نيران الاحتلال الا وتحولت اصوات الناخبين الى سلاح بيد المحتلين يشهرونه متى شاءوا وكيفما شاءوا بوجه الشعب ، وديمقراطية هكذا توصيفها لايمكن الا ان تشرعن ماخططه الاحتلال وما برمجه في دهاليزه الخفية . اما ارادة الشعب وقراره فانه ليس اكثر من ورقة ترمى في صناديق الاقتراع ذرا للرماد في العيون ثم تهمل لاربع سنوات مقبلة.
وهكذا الديمقراطيات والا فلا

Facebook
Twitter