نافع أبو المدافع

علي السوداني

كنت نويت الليلة أن أكتب مدونة دسمة عن دارفور ، ودارفور هو اقليم من أقاليم السودان الشاسعة ، باطنه نفط وذهب والناس التي تدب فوقه جياع عراة حفاة . أسقطت الفكرة فوراَ لأن مزاجي لا يحتمل سحلي الى الطيب صالح وسيد خليفة وجعفر النميري والرئيس الديمقراطي الجميل عبد الرحمن سوار الذهب الذي ذكّرتني كنيته الدالة بأغنية سبعينية طيبة ملونة بصوت  فؤاد سالم ومن ورائه كورس مختلط يردد " يا سوار الذهب يا معذّب المعصم " . سأكتب نصاَ ينفع الناس ويمكث في الأرض . أضرار التدخين الذي يدمر الصحة ويجلب السرطان وسوس الأسنان . سأطلب من الأوادم أن يكفوا عن انتاج الدخان والنيكوتين الذي يقتل الوالد والولد والزوجة والجدة التي حلّت عليك ضيفة مبروكة تعطس كل ساعة ست عطسات متصلات وتسعل كما لو أنها صالنصة فولكا روسية بائدة . بعد ثلاثة سطور من كتاب السيجارة ، تبلبلت الروح وضربت المزاج عكرة وكدرة وذهب الفكر الى باب أقل قسوة . دخت وتمعمعت وتتعتعت وتهت في لجة لا قرار لها حتى قيّض الله الجميل العالي الجبار نبأ ثقة يقول ان نخبة بلد العراق لكرة الطائرة للمعاقين ذوي الأحتياجات الخاصة قد نجحت في الأنتقال والترشح الى نهائيات كأس العالم القادمة ، وهذه الفعالية الرياضية ستقام في أمريكا . تلك فرصة لا تضيع يا ولد . سأحتفي بهؤلاء الأبطال مقطوعي الأرجل وأطلب منهم نزف العرق والروح والدم والفوز بتلك البطولة الأرضية واذ يحين زمن تسلم الكأس ، سينادي المنادي أو تنادي المنادية على كابتن الفريق المقعد . سيزحف الرجل البطل صوب منصة الذهب وسيرفع الكأس بما تبقى من حيل وحيلة وسينفذ وصيتي وييمم وجهه صوب راعي الأحتفاء ، الرئيس الأسمر باراك حسين اوباما فيهدي كأس الذهب اليه والى أمريكا الرحيمة الكريمة التي قطّعت أرجلنا وصمّت آذاننا وجعلتنا نفوز فوزاَ عظيماَ . سيقول قائل من أهل المزاد : ما لك يا فتى لا تفوت شاردة ولا تهمش واردة فتلعن أمريكا فتقول عنك الناس ان هذا ولد لا يعجبه العجب فتبّت يده وتب ، وأقول فوراَ أي نعم فأشخط النص وأهاجر الى دفتر آخر تحت اليمين مكتظ بالبديع وبالسمين الذي منه : أطوار الغناء في أهوار وأرياف العمارة وحكاية مسعود العمارتلي الذي قيل أنه مسعودة . استعمال نعال اسفنج أبو الأصبع في جلد الأطفال على مؤخراتهم وهذا الفعل سيؤدي تماماَ الفعل الذي يخلفه نعال اللاستيك في مسألة التنويم المبكر . ألأحتفاظ بالرئتين الفشّتين المخلوعتين من بطن الخروف ونصب المنقل المجمر على سطح الدار وأيهام الضيف بأن ما يشوى هناك أنما هو معلاق تازة من نعجة هرفية عزيزة . استعمال الشيالات لشيل البنطرون وحلق الشارب ، وهذا التدبر الحكيم سيخلصك من عبء وطني ثقيل ، فلا السياسي سيطمع بك ويطلب منك شد الحزام والحيل ليوم واقعة آت لا ريب فيه ، ولا ابن الخائبة المثقوب جيبه سيدق بابك أول الفجر ويقول لك انه بشاربك وزوجته تطلق على الرصيف وهو لا كروة بعبه ولا دواء . الأنتخابات . برد العجوز اللذيذ . غبرة الصحراء . قصيدة النثر . مظفر النواب . أكلة اسمها محروق أصبعه . فياغرا النسوان . البحر الميت . صناعة الفحم . حصاد الحجر . الطاحونة الحمراء . كراج النهضة . ملهى لميعة توفيق . صدر مذيعة أخبار العاشرة . ولد سمين في الصف الثالث الأبتدائي اسمه نافع ، تركض وراءه ثلة أطفال شياطين تموسق بلكنتها المحببة لازمة يومية مضجرة : نافع أبو المدافع . نافع يبكي . ام نافع تأتي الى المدرسة وتخمط معلم الرياضة براشدي مجيدي . معلم الرياضة شيوعي طيب يقبل الصفعة . الأولاد يضحكون . نافع يضحك ومع ضحكته المجلجلة تنتهي حرثة مكتوبنا لهذا اليوم . تصبحون وتليلون على خير

Facebook
Twitter