مَا لَم يَقُلْهُ النَهر …. عبدالمنعم حمندي

وقفتُ على نهرِدجلةَ أبكِي

شآبيبَ روحٍ تشظّتْ بنارٍتدُور

يَغصُّ الوتينُ بذئبٍ يوزّعُ أشلاءَنا لِلقبور

دُخاناً،

وجمرَالشهيقِ الّذي فِي الصُدور

قرابينَ منذورةً تكظِمُ الغيظَ،

ماغيَّضَ الماءَ حينَ احتمَى بالنُذور؟

تُجيرُوه لْيُستجارُ الكريمُ

الّذي أغدق َالحُبَّ عبرَ العُصور؟

وعمرُكَ تسقي العَطاشى،

وتروي منَ الدَغلِ كرّادةَ النهرِ بينَ الصخور

لِماذا تأخّرتَ عَن طِفلةٍ

تستغيثُ بثديٍّ تفحّمَ وسطَ الثُبور

وأنت الطفولةُ فيكَ انتماءٌ،

تأصّلَ في الشمسِ قبلَ الجُذور

رأيتُ المراراتِ آهاتُها تستطِير

على صدرِ أمٍّإلهًا تصِيرْ ..

إذا ماحززْتَ حرارةَ قلبٍ

بيومِ دُجىً قمطريرْ

لِتزهقَ أنفسَهم مُكرهين

تعبتُ منَ الدورانِ بلَيلِ الحرائقِ،

في كلِّ حُلمٍ أرانِي،

وخوفِي الّذي صارَ يَتبعُني،

وينام ُمعِي في السَريرْ

وهذاالخرابُ الّذي يملأُ العينَ بَيتي

أُجَمِّعُ فيهِ حطامَ انتمائِي،

وصِدقي،

وبعضَ النقاءِ الّذي فِي الضميرْ

ولَم يبق َفِي الرافدَينِ

سوى الناذرينَ النفوس

ومَن يستطيعُ المَسيرْ

ويُحيي اليباسَ،

بلذع الدموعِ من الاحتباسْ

ولايَنزلُ القبرَالا بثوبٍ حَريرْ

انتظرتُ كثيراً، وطالَ الوقوفُ

فهذي جراحُكَ برجٌ بنصفِ نَهارْ

وهذي جهنمُّ تمشِي بحدِّ سُيوف

ومامِن قَرار

هَرِمْتُ، وجُنَّ جُنونِي

فمَنذا يَردّ إلَيَّ يَقيني

لَعلَّ الغيومَ تبلُّ الوَتَرْ

تُعيدُ الشتاءَ ويأتِي المَطَرْ

ويهفوُالحنينُ بقلبٍ حَجرْ

Facebook
Twitter