معهد اميركي : حكومة بغداد اضحوكة والعراقيون لايثقون بالبرلمان الجديد والحكومة الجديدة

حذر معهد السلام والحرب في واشنطن السياسيين العراقيين من عواقب استمرار “الأيام المظلمة” في حياة العراقيين. وقال إن مشكلة الكهرباء وحدها جعلت الحكومة العراقية أضحوكة سياسية في المنطقة، إذ برغم “الدعم الأميركي لها” تعجز عن حل أهم المشاكل. وأوضح خبير سياسي في المعهد أن الكهرباء جعلت “النظام الديمقراطي” الحالي يتسم بالفشل والفساد ونهب المال العام والضعف.ويرى الخبير الأميركي أنّ استياء المواطنين العراقيين من فشل الحكومة في توفير الحد الأدنى من حاجتهم الى الطاقة الكهربائية، يؤكد ضروة أن تتشكل حكومة جديدة على جناح السرعة أولاً، وثانياً أنها يجب أن تركز جلّ انتباهها على “تزويد العراقيين بالخدمات الضرورية الأساسية”. ويقول جارلس مغديرمد، الخبير السياسي لمعهد الحرب والسلام في واشنطن، إن “الأيام المظلمة” التي يمر بها العراقيون، تكاد تكون مخزية بنظر العراقيين أنفسهم، فهم -برغم أنهم أبناء ثالث دولة غنية بالنفط في العالم- عاشوا محبطين بشدّة منذ سبع سنوات. وكان من أيسر ما حدث في رأيه اندلاع تظاهرات في الشوارع تطالب بمعالجة النقص في الكهرباء، لكن الحكومة ستبقى -وقد اعترفت بذلك- عاجزة عن معالجة هذه المعضلة المستعصية، وربما يكون الفساد المالي هو السبب الرئيس وراء هذا الإخفاق. وأوضح الخبير السياسي أن أزمات العراقيين لا تنحصر في الطاقة الكهربائية، لكنها أصبحت عنواناً لجملة أزمات اجتماعية خطيرة، والمشكلة هي أن العراقيين نادراً ما يتحدثون بصوت واحد، فقد جزّأتهم الانقسامات الطائفية والإثنية، ، فيما تشتغل الأحزاب السياسية على أجنداتها الخاصة، سوى بعض الذين “يستغلون” القضايا الاجتماعية لـ”مآربهم”، لا من باب تحسس مشاكل الفقراء العراقيين. وعلى صعيد الكهرباء -يقول جارلس مغديرمد- إن العراق يجب أن ينتج في الأقل نحو 14,000 ميغاوط من الطاقة الكهربائية، لكن شبكته القديمة والتي لم تُجر عليها أية تجديدات، لا يمكن أن تنتج إلا نصف هذه الكمية أو في الحد الأعلى 8,000 ميغاواط. ولم يحصل العراقيون على غير الوعود من الحكومة المستمرة بعملها، برغم انتهاء مهماتها منذ 4 شهور، بانتظار تشكيل الحكومة الجديدة في ضوء نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة.وحال الكهرباء الآن -برأي المواطنين -طبقاً لمعلومات سجلها مندوبون عن المعهد في بغداد- أسوأ مما كانت عليه في السنوات السابقة. ولا ثقة في أوساط الشعب العراقي بالبرلمان الجديد، أو بقدرة الحكومة التي ستشكل على إيجاد حل سريع لمشكلة الطاقة الكهربائية. والمشكلة التي يواجهها السياسيون العراقيون في الوقت الحاضر، هي أن الناس تقارن دائما بين سبع سنين مضت في الظلام والدم والهجرة والبطالة والنزاعات الطائفية القاتلة والفساد والدمار الاجتماعي والاقتصادي، وبين ما كانوا عليه زمن “النظام الدكتاتوري” هذه اللفظة التي بدأ الناس يسخرون منها، لأنهم يشيرون الى أن الأمن كان أفضل، والحياة أيسر، والكهرباء منظمة ومستقرة يومياً برغم الحصار الاقتصادي الذي كان مفروضاً على البلاد(الملف برس).

Facebook
Twitter