مطالبات شعبية وبرلمانية وسياسية بطرد سفير بني سعود من بغداد

أثارت تصريحات السفير السعودي في بغداد، لفضائية “السومرية”، عاصفة رفض واسعة في أنحاء العراق لتطاوله على الشعب العراقي وخياراته في قتال تنظيم داعش الإرهابي، عبر فصائل الحشد الشعبي، واستخفافه بمشاعر المسلمين في العراق والسعودية والعالم، بنيله من شخصية الشيخ الشهيد نمر النمر، وسعيه الى بث روح التفرقة الطائفية بين مكونات الشعب العراقي حين اظهر ان بلاده هي المدافعة عن سنة العراق الذين “انتظروها ” بفارغ الصبر، لكنها غابت عنهم.
وفي رد فعل غاضب، طالبت هيئة الحشد الشعبي، بـ”طرد” السفير السعودي ثامر السبهان من العراق و”معاقبته” على خلفية تصريحاته الأخيرة ضد الحشد.
وقال المتحدث باسم الحشد الشعبي احمد الاسدي في بيان إن “ما تحدث به السفير السعودي من على شاشة السومرية تجاوز فيه كل الحدود واللياقات الدبلوماسية وهو ينم عن النوايا المبيتة سلفا لارسال سفير دولة تدعم الاٍرهاب ليكون ممثلا لها في دولة لاتزال دماء ابنائها تقطر من مفخخات ارهابهم ودواعشهم وبهائمهم البشرية المفخخة”.
وأضاف الاسدي أن “تجاوز هذا المدعو على الحشد والحكومة والاغلبية السكانية والسياسية لايزيدنا الا اصرار على القضاء على الدواعش ورفض ومحاربة داعميهم ومموليهم في الداخل والخارج”، مطالباً الحكومة العراقية ووزارة الخارجية بـ”طرد هذا السفير ومعاقبته على تصريحاته الوقحة وتجاوزه على الشعب العراقي وحشده الشعبي المقدس وسوقه لأكاذيب مفضوحة وتحريضه المباشر على الفتنة بين مكونات الشعب العراقي”.
وكان السفير السعودي في العراق ثامر السبهان اعتبر في حديث لبرنامج “حوار خاص” الذي تبثه السومرية الفضائية، رفض الكرد ومحافظة الانبار دخول قوات الحشد الشعبي الى مناطقهم يبين “عدم مقبوليته من قبل المجتمع العراقي”، فيما اشار الى ان “الجماعات التي تقف وراء أحداث المقدادية لا تختلف عن تنظيم داعش”.
وعلى صعيد الرفض لتصريحات السبهان، اعتبر وزير النقل باقر جبر الزبيدي، تصريحات السفير السعودي ضد الحشد الشعبي، “مخالفة” للأعراف الدبلوماسية و”تدخلاً سافراً” في الشأن العراقي.
وقال الزبيدي في بيان “ندين تصريحات السفير السعودي وهي مخالفة للأعراف الدبلوماسية وتدخل سافر في الشأن العراقي”.
وأضاف الزبيدي أن “الحشد الشعبي الذي حرر ديالى وصلاح الدين وقدم مئات الشهداء والجرحى وحرر 170 قرية وقضاء هو شرف هذه الأمة ورمز عزتها”.
وسعى السفير السعودي، الى التغطية عن دعم بلاده للإرهاب ولجماعات مسلحة وسياسية بعينها، على أساس مذهبي، عبر القول انه لمس “غضبا” من سنة العراق على بلاده بسبب “تخلي المملكة عنهم”، في محاولة منه لتبرئة ساحة بلاده من أعمال القتل والإرهاب التي قامت بها جهات مسلحة مدعومة سعوديا.
وارجع السبهان، السبت، إقدام سلطات بلاده على إعدام رجل الدين المعارض الشيخ نمر باقر النمر الى ارتكابه “محرمات في الاسلام”.
ومن وجهة نظر السبهان فان مقاومة العنصرية والطائفية والتهميش للطائفة الشيعية في المملكة، أحد أنواع الإرهاب، فيما بلاده تدعم الجماعات المسلحة في سوريا، فضلا عن العراق لأسباب طائفية بحتة.
ويبدو ان السعودية على لسان سفيرها في العراق، قلقة من ردود الفعل العراقية على اعدام النمر، حين كشف السبهان عن “تلقي السفارة تهديدات تم اخذها على محمل الجد، لكن الحكومة والقيادات العراقية تعاملت بعقلانية مع ذلك”.
وفضح السبهان نفسه عبر هذا المنطق، فبينما يعترف ان الحكومة تعاملت بعقلانية، في هذا الموضوع، كان عليه احترام خياراتها وخيارات الشعب في تأسيس الحشد الشعبي الذي اصبح مؤسسة رسمية مرتبطة بالحكومة وليس مليشيات كتلك التي تدعمها الرياض في سوريا واليمن.
 وعلى صعيد الانتقادات للسبهان، طالب عضو لجنة العلاقات الخارجية خالد الاسدي، السبت، بطرد السفير السعودي ثامر السبهان من العراق، معرباً عن إدانته لتصريحات الأخير بشأن الحشد الشعبي.
وقال الاسدي في بيان “ندين ما تحدث به السفير السعودي عن كلام بخصوص الحشد الشعبي وتدخله بالشأن العراقي الذي خرج عن إطار الدبلوماسية ولا يَصب في مصلحة تقوية العلاقات بين البلدين”.
وتزامنت تصريحات السبهان السلبية تجاه الشعب والحشد الشعبي، مع هجمة إعلامية شنتها السعودية على السياسة الخارجية العراقية، فقد هاجمت صحيفة “عكاظ” السعودية المقرّبة من أمراء السعودية، السياسية الخارجية العراقية، واصفةً الوفد العراقي في اجتماع منظمة التعاون الإسلامي في جدة في ‏21‏ كانون الثاني‏، 2016، بـ”التائه” الخارج على الإجماع العربي والإسلامي، في سياسة عدائية جديدة تجاه العراق الذي سعى الى الوساطة بين الرياض وطهران لنزع فتيل الأزمة بين البلدين.
وقالت الصحيفة إن الموقف العراقي حالة تقليدية تعكس “هشاشة” السياسة الخارجية العراقية.
وأضافت الصحيفة في تقريرها المنشور السبت، إن العراق ولبنان أرسلا مندوبين “تائهين” في زحمة المواقف الحازمة.
و كان السفير السعودي لدى العراق ثامر السبهان، اجتمع مع قادة في اتحاد القوى العراقية في خطوة على طريق التنسيق المشترك، وترتيب نفوذ سعودي في المناطق التي طرد منها تنظيم داعش، وتزاحم سياسيون سنة على نيل الدعم المالي والمعنوي من السفارة السعودية.

Facebook
Twitter