كلفة تدمير العراق العلنية بلغت73 تريليون دولار وما خفي اعظم


خمسون الف قتيل و110 جريح امريكي في حرب العراق ولا سبيل لامريكا سوى الاعتراف بالهزيمة

تعتبر المعنويات احد المبادئ الأساسية للحرب وفق المفهوم العسكري,وتستخدم دول العالم بشكل منظم حملات إعلامية وحرب نفسية تستهدف رفع معنويات جيوشها وشعوبها وبنفس القوت تحارب بها خصومها وأعدائها بغية تحقيق الانهيار الإدراكي ‘ الاستلام وإلقاء السلاح وعدم القتال’, وقد خاضت الولايات المتحدة الأمريكية حروب كثيرة اعتمدت في منهجيتها علي الحرب الإعلامية والنفسية , لتحقيق أهدافها التوسعية الكونية منذ تسلقها سلم القوة وحتي يومنا هذا, وكان هدفها السيطرة علي الدول والقارات بالتوالي وفق نظرية “هنغتون” ‘صدام الحضارات واعادة بناء النظام العالمي’ وبطابعها الديني الراديكالي المتشدد, لغرض الاستيلاء علي الأرض والثروات, وتحقيق السيادة علي الجو والفضاء, في كافة دول الاهتمام ضمن قائمة الدول الإستراتيجية المستهدفة, واستعباد وإخضاع شعوب تلك الدول, وممارسة التجويع الشامل وفق جهد نفسي مدمج مع نظرة أيديولوجية راديكالية فحوها, السيطرة علي النعم والموارد الطبيعية الأساسية التي من بها الله علي البشرية واحتكارها , وتعتبره غاية محورية لربط الإنسان وبشكل مجرد وظيفيا ومعيشيا وغذائيا بمؤسساتها الجشعة, مما يجعلها تتلاعب بمصائر الشعوب ومقدراتها, وبذلك تهيمن علي مقرات الدول.

يعتبر الجيش الامريكي جيش عالمي يتسم بمعايير الجيوش الكبري المتطورة , والمحتكمة علي قدرات حربية فائقة قد لا تمتلكها عدد كبير من الدول, ويميز الجيش الامريكي اعتماده الأساسي علي الإعلام ومنظومة الحرب نفسية لهدم معنويات الخصوم وصولا للانهيار الإدراكي والاستسلام , لقد كان هوس القوة عامل محوري في السياسة الخارجية الأمريكية ,ونشهد اليوم انتشار اذرع هذا الجيش خارج حدود الولايات المتحدة, وفي كافة دول العالم ويكلف بمهام مختلفة تتباين بين حروب كبري وأخري مركبة محدودة ومهام حماية السفارات إضافة إلي حروب سرية شبحية, ويعد التواجد العسكري الأمريكي ما وراء البحار هو احد أعمق مرتكزات الإستراتيجية العسكرية الأمريكية, وتسعي إلي تأسيس شبكة قواعد دائمة من أجل توفير الإمكانية العسكرية واللوجستيه لديمومة السيطرة السياسية بالأدوات الحربية, ولمسافات واتجاهات مختلفة , ضمن الإطار الإستراتيجي الحربي.
أثبتت تداعيات العدوان علي العراق حقائق ووقائع مختلفة يدغمها الإعلام الامريكي والإعلام الناطق باللغة العربية , وذلك من خلال تنميط المقاومة المسلحة بالإرهاب, واستخدام أساليب التشويه والضغط النفسي والمحاكة عن بعد لتحقيق الانهيار الإدراكي, وشهدنا تطبيق الإستراتيجية الأمريكية “الطريق الجديدة الي الأمام” مطلع عام 2008 ونسختها الحكومة العراقية باسم “معا الي الأمام” وذلك باستخدام الاندفاعة العسكرية وما يطلق عليها “سورج” أي زيادة القوات وتطبيق سياسة بترايوس “صيد الأفعى” التقرب واختيار الهدف والتطويق والانقضاض والذي يحاول اجترارها اليوم في أفغانستان, وقد استهدف بترايوس الحاضنة الشعبية ومزقها , وذلك باستخدام الرشوة المالية عبر عقود التجهيز وإنشاء القواعد العسكرية في العراق, ورواج ظاهرة التجسس الوشاية مقابل ثمن , وما يطلق عليه “المخبر السري” وقد سخر بشكل بشع وبمنحي طائفي من قبل الحكومة وأدواتها التنفيذية, وتمكن من تجنيد سكان هذه المناطق للقتال بدلا من القوات الأمريكية , وكان الجنرال “جيان جينتل” الذي قاد قوات الاحتلال الأميركية في العراق قد ذكر في مقال نشرته صحيفة “إنترناشيونال هيرالد تريبيون” في شهر أكتوبر 2009 “أذا كان التاريخ دليلا مرشدا، فإن النصر ليس قريبا وفكرة أن “زيادة” القوات كانت عملا عسكريا عظيما وحاسما إلي حد ما، وهو ما مهد السبيل لمصالحة سياسية ، هي من قبيل الوهم والسراب”, واستشهد بتجربة المقاومة الجزائرية قائلا :-اختار الثوار الجزائريون تخفيض وتيرة القتال بينما شغل الجيش الفرنسي والشعب الفرنسي نفسه بالمشاكل السياسية للحكم الاستعماري وفي النهاية أمر الرئيس “شارل ديغول” الجيش الفرنسي بالخروج من الجزائر في عام 1961 وحصلت الجزائر علي استقلالها, واتجه مستشهدا بتجربة المقاومة الفيتنامية عن هجوم “تيت” في عام 1968 بما يشابه الاندفاعة ضد المقاومة الفيتنامية “فيتكونغ” ‘وهي المقاومة الفيتنامية التي حاربت القوات الأميركية وصفحتها السياسية’ بحيث أن المقاومة كان عليهم أن يأخذوا متنفسا أو يلتقطوا أنفاسهم، في ظرف سنتين، بينما استعدت للهجوم العسكري النهائي في عام 1975 , وبذلك هزم الجيش الأمريكي وطرد من فيتنام,

حقائق رقمية
خلف العدوان الامريكي علي العراق ,ملفات كارثية عصفت بالشعب العراقي وأبرزها تدمير دولة عمرها 81 سنة , وتهجير وقمع شعبه , وممارسة التميز العنصري ضده , والسعي المستمر لتقسيم العراق الي دويلات طائفية عرقية , ناهيك عن مقتل ما يقارب مليوني عراقي, وتهجير أربعة ملايين خارج العراق عنوة, ونهب وسرقة موارده الإستراتيجية, وفتح أبواب النفوذ الإقليمي الدموي علي مصراعيها,وقد بلغت الكلفة التخمينية لتدمير العراق ما يقارب 73 تريليون دولار, وبنفس الوقت عصفت بالولايات المتحدة كوارث إنسانية واقتصادية كبري من جراء العدوان علي العراق وأفغانستان , وأثبتت التقارير تراجع القدرة العسكرية الأمريكية وازدياد حجم الخسائر في القدرة البشرية للجيش الامريكي , ويمكن أن نستعرض حقائق رقمية كما وردت من مؤسسات ولجان وتقارير أمريكية, تؤكد حقيقة قدرة المقاومة العراقية وبصماتها علي الأرض ومعالم ضرباتها الرقمية علي القدرة العسكرية الأمريكية علي عكس ما تروجه وسائل الإعلام وتنميط المقاومة بالإرهاب لإغراض الدعاية الحربية وأبرزها مايلي:
1. يحتفظ البنتاغون بنوعين من السجلات الأول قائمة الإصابات الرسمية التي تجدها في موقع وزارة الدفاع علي شبكة الانترنت, والثاني هو مجموعة بيانات من الصعب العثور عليها وهي متوفرة فقط في موقع مختلف علي الشبكة, ولا يمكن الحصول عليه إلا بمقتضي قانون حرية الوصول الي المعلومات FOIA, وتظهر تلك البيانات أن عدد الجنود اللذين جرحوا او أصيبوا بالأمراض المختلفة يبلغ ضعف عدد الجنود المصابين بالمعارك وهذه تعتبر إصابة في الحرب وليس من جرائها’إصابة تبعية غير مباشرة’.
2. بحلول أكتوبر2007 , نشر 564,769 من أصل 1,641,894عسكري مرتين او أكثر للقتال في حربي العراق وأفغانستان, وخرج 750,000جندي من الحرب بين جريح ومعوق وقتيل ومسرح من الخدمة, واضطر البنتاغون لرفع بدلات التطويع بغية عدم تسريحهم مع رفع رواتب العسكريين في القوات المسلحة بمقدار 28% وكذلك ضاعف الرواتب الخاصة.
3. تشير إحصائيات الإصابات في العراق وأفغانستان أن نسبة القتلي 1/7جريح في العمليات ومع ما تسميهم القتل خارج العمليات بحوادث غير قتالية يصل الي نسبة القتلي 1/15 جريح , وبذلك حتي عام نوفمبر/ تشرين الثاني 2007 بلغ عدد الجرحي 67 ألف جندي أمريكي ممن أصيبوا بجروح وأضرار بدنية وذهنية وأمراض في العراق وأفغانستان ويشمل ذلك زيادة قدرها 50% من معدل الأضرار والأعطال التي وقعت في خارج القتال علي سبيل المثال اثر تحطم المركبات والطائرات وغيرها من الإصابات, وتشير التقارير أن 90% من القتلي والوفيات والإصابات حدثت في العراق.
4. استقبلت المرافق الطبية الأمريكية حتي عام 2007 أكثر من 263,000 ألف جندي, و 100,000 جندي تعالج لأسباب تتعلق بالصحة النفسية , و52,000الف جندي ثبت تعرضهم لاضطرابات الضغط العصبي عقب الصدمة’, و185,000جندي تحت المشورة الطبية لإعادة التأهيل, وبحلول عام 2007 تقدم ما يقارب 224,000 ألف جندي بطلبات العجز الجسدي والذهني من الجنود العائدين , وستصل عدد الطلبات لتعويضات الإعاقة الي 850 ألف جندي والتي تصل الي ألف دولار شهريا[7] -استنزاف بشري ومالي.
5. بلغ عدد الجرحي من الجنود الأمريكيين حتي عام 2007 أكثر من ‘110000 ألف’ جريح ‘65000 ألف’ منهم إصابات متوسطة وشديدة غير قاتلة ‘ 14000 ألف’ منهم إصابات خطرة قاتلة و ‘35000’ ألف منهم إصابات أخري[8], وأكدت التقارير بإصابة 45 ألف جندي أمريكي إصابة بالغة استدعت نقلهم جوا للعلاج من مسارح العمليات, وتعرض 52 ألف جندي أمريكي باضطرابات الضغط العصبي عقب الصدمة في مركبات القتال المصفحة, الشاحنات, الطوافات, طائرات القتال.
6. استهلك الجيش الامريكي والمارينز ومشاة البحرية50% من معداتهما وعتادهما في العراق وأفغانستان ,وكذلك القوات البرية بمقدار40% وسلاح الجو استخدم 30% من قدراته , وتراجع جاهزية أهم عشرين نوع من أنواع المعدات والاعتدة , وان 7% فقط من المعدات الرئيسية من مخزون’ الدعم والمساندة’ القائم بالميدان قادر علي تلبية المهمات المطلوبة منها , ناهيك عن الذي تضرر في المعارك..
7. سجلت التقارير منسوب عالي من الإصابات على مدى قرن من الحروب تقريبا, قد اوهن الرأسمال البشري للقوات المسلحة الأمريكية, إضافة الي العزوف عن التجنيد والتطوع , مما يجعل مستوي الكفاءة -اللياقة البدنية والجاهزية متردية, وقد رفعت البنتاغون سقف العمر للتطوع من 38 الي 42سنة, مع تخفيف تدريجي لشكل المظهر والسلوك وفق السياقات الموضوعة للتطوع وارتفع بذلك عدد المتطوعين من الفئة الرابعة, وهذا التآكل في المقاييس يؤدي الي خفض فعالية وكفاءة ومعنويات الجيش ويخضعه الي تأخر في أعادة التنظيم وبناء القوات المسلحة وبذلك يكون أكثر كلفة.
8. يعاني الحرس الوطني وقوات الاحتياط في الجيش وسلاح المشاة في البحرية من عجز لافت في التطوع مما يثير مخاوف قيادة الموارد البشرية من حصول نقص مقداره 3000الف ضابط من رتبة نقيب فما دون بالرغم من أعطاء ترقيات سريعة من نقيب الي رائد وعلاوات وحوافز , وتشير الحقائق الرقمية أن الجيش حاليا لا يملك حاليا إلا نصف العدد من النقباء المتمرسين الذي يحتاجهم.
9. تشير التقارير الطبية حول الإصابات الي أن العبوات الناسفة المرتجلة والكمائن المفخخة وأنواع القنابل الأخري التي يتم زرعها علي جوانب الطرق شكلت ثلثي مجموع الإصابات القتالية الرضية, والانفجارات تولد انزياحات ضغطية سريعة او موجات عصفية يمكنها أن تتسبب أذي مباشر للدماغ مثل الارتجاج المخي والكدمات الدماغية ‘إصابات لا يهتك فيها الجلد’ والاحتشاء الدماغي ‘ جانب من نسيج المخ يموت من جراء قلة كمية الدم الواصل أليه’ ويمكن للموجات العصفية أن تصيب أبدان ورؤوس الجنود بشظايا المعادن او مواد أخري متطايرة.
10. شكلت الانجراحات الرضية للدماغ ‘tbi’ النسبة الأكبر من الإصابات بالقياس الي الحروب الأخري الذي خاضتها الولايات المتحدة مؤخرا, وقد عرفت الحرب بالعراق بأنواع الإصابات البدنية والنفسية , والناجمة عن المرابطة الطويلة بالميدان من خلال سياسة سد الثغرات في الصفوف الحربية- تعويض النقص,والإرهاق العصبي من العمليات السيالة في الحرب, وعدم المعرفة بتوقيتات الإجازة والتسريح, وابرز ما شخصته المرافق الصحية من أعراض مرضية هي: حالات الاضطراب والضغط العصبي عقب الصدمة, حالات الاكتئاب الحادة, تعاطي الكحول والمخدرات,انجراحات الدماغ الرضية, بتر الأطراف, إصابة العود الفقري.
11. استنزفت الحرب الولايات المتحدة اقتصاديا وبلغت المديونية التي تعاني منها الميزانية الفدرالية 10ترليون دولار حتي نهاية عام 2007 , مع ضرورة تسديد الفوائد المترتبة عليها , ناهيك عن الفوائد عن القروض المستقبلية التي يستوجب دفعها. وقد تضاعفت أسعار الطاقة ثلاث مرات مما يرفع مقدار العجز بمقدار 12 بليون دولار بالسنة , إضافة الي الرهن العقاري, وانهيار الأسهم المالية, والعجز المتزايد في الميزانية, وأثار التغذية الارتجاعية, وانكماش التنمية, وانكماش العرض وترجع الطلب, وفقدان الوظائف وتعاظم البطالة , ونفقات الجنود المسرحين والرعاية الطبية, والاكلاف الاجتماعية..الخ. وأشار تقرير صدر من “وحدة الاستخبارات الاقتصادية البريطانية” يحذر من مضاعفات الأزمة الاقتصادية والتي ستخلف مشاكل اجتماعية واضطرابات أمنية في ’95’ دولة اغلبها تعصف بها الأزمة الاقتصادية.
المراسم السرية لجنازات القتلى في العراق
حسب ما ورد في تقارير الإصابات فان القتلي الأمريكيين ليس كما تعلنه وزارة الدفاع الامريكي ما يقارب 5000 آلاف جندي أمريكي فان أعداد القتلي بازدياد ومن مختلف الصنوف والأسلحة , خصوصا أذا علمنا أن كل جندي يرافقه ثلاثة من المرتزقة لإغراض المعلومات والدعم اللوجستي والأسلحة المتطورة, ولا يمكن القفز علي حقيقة عدد الإصابات ضمن العجلات الأمريكية التي أثبتت فشلها في التصدي لعمليات المقاومة  مقارنة مع عدد العمليات التي صرح بها جنرالات الاحتلال, ولو ذهبنا بعملية حسابية مبسطة تشير الي أن الخسائر في كل عملية جندي مضافا إليها الإصابات القاتلة والبالغة 14 ألف جندي وهم في عداد الأموات , ناهيك عن الإعاقة الجسدية الكامل 100% والذي يفضي الي الموت خلال سنوات قليلة , ناهيك عن العطب الجسدي والنفسي عقب الصدمة سيتجاوز عدد الخسائر 50 ألف جندي وقد يصل الي ضعف العدد, إذا ما أدرجت خسائر المرتزقة وهي تعد القوة الخامسة في القدرة العسكرية الأمريكية الشاملة, ناهيك عن المتطوعين لإغراض منح الجنسية الأمريكية, وبات من الضروري لديمومة الحرب في العراق وأفغانستان أخفاء هذه الخسائر عن الرأي العام الامريكي وعن وسائل الأعلام تحسبا من الوقوع في فخ فيتنام ,عندما عرضت صور الخسائر الأمريكية مما اجبر الرأي العام الحكومة علي الانسحاب, وقد أنشأت الإدارة الأمريكية السابقة مقابر تهبط طائرات الشحن الجوي من طراز سي5 و سي17 وأحيانا سي747 المحملة بالنعوش للقتلي الأمريكيين العائدين من العراق وأفغانستان علي مدار الساعة في قاعدة سلاح الجو في “دوفر” بولاية “دويلاوير” التي تبعد حوالي1.6 كيلومتر عن خليج “دويلاوير” التي تستقبل نعوش الجنود القتلي الأمريكيين في العراق وأفغانستان حيث يوجد اكبر مستودع جثث في العالم هناك’ مستودع جثث ميناء قاعدة دوفر الجوية التي تبلغ مساحتها 6500كيلو متر مربع’ وهو المستودع الوحيد بهذا الحجم في الولايات المتحدة وكلف300مليون دولار وافتتح في عام 2003 ومنذ بداية الحرب علي العراق ويعملون فيها حوالي12 ساعة بدون توقف[18] , وجري التعتيم علي مراسم دفن القتلي في العراق وأفغانستان وسط إجراءات سرية وغياب الرئيس الأمريكي عن تشييع تلك الجنازات وعدم تقديم العزاء لأسر القتلي,وكان النائب الديمقراطي “جاك ميرتا” قد طالب الكونغرس بخروج القوات الأمريكية من العراق خلال ستة اشهر في2005/11/17 وطالب اتخاذ قرار بإقالة الرئيس بوش بسب حرب العراق؟ أكدت صحيفة” إنترناشيونال هيرالد تريبيون” أن الإدارة الأمريكية ترفض عرض النعوش علي التلفزيون أو حضور الرئيس لجنازات الجنود القتلي لأنها سوف يقوض دعم الجمهور الأمريكي للحرب , وهذا يعتبر اعتراف صريح بقذارة هذه الحرب ومروجيها ومخططيها, وعدم تأييد الرأي العام الأمريكي لها, ولم يحظر بوش أي مراسيم تشييع لأي جندي, وأما وزير الدفاع غيتس يقول أن أسوأ اللحظات لديه تلك التي يجلس فيها كل مساء ليوقع برقيات العزاء لآسر القتلي في العراق وفي تصريح له نشرته وكالة الصحافة الفرنسية في25/5/2007 أنه يأمل أن يتوقف عن توقيع رسائل التعزية اليومية لأسر الجنود القتلي وانه أمر رهيب والناس يعانون منه لكننا لن نستطيع قلب الأمور بين عشية وضحى, واعترف بذلك في تصريح لإذاعة سوا الأمريكية ألموجهه الي الرأي العام العراقي ‘إذاعة حرب’ واعترف بما سماهم أعداء العراق يتصرفون بذكاء وبوتيرة أسرع ويملكون تكنولوجيا معقدة. تشير الحقائق العسكرية والمنهجية الحرفية الحربية, إلي ضرورة وجود دافع أساسي يخضع للمنظومة العقائدية واتساقها إنسانيا, لحث المقاتل أو المحارب الاستمرار بالحرب والانتصار ‘ الهدف من الحرب’ ، ولا يمكن لأي دولة مهما كانت قدراتها وتفوقها الحربي تحقيق نصر عسكري من دون تعزيز مبدأ أساسي وهو “إيمان المقاتل بالقضية التي يحارب من أجلها” ،وهنا يرتبط بمفهوم ‘العدو’ ويخضع لمعاير أساسية أبرزها صد العدوان الأجنبي العسكري علي الأراضي الوطنية- الثروات الوطنية- انتهاك الحدود السياسية -استهداف الشعب واحتمال تعرضه لإبادة بشرية , وهنا يبرز فرق كبير بين المقاوم والمدافع عن دينه وطنه وأمته وبين المحارب مع المحتل الغازي الطامع ومن يقاتل بالوكالة مقابل ثمن وغنائم سياسية, وكما كتب الصحفي الأميركي “مايك ويتني” فأن خطة الإدارة الأميركية في العراق محكوم عليها بالفشل، لأنها مستندة علي منطق خاطئ غير عقلاني وفق منطق القوة المفرطة السادية وإذكاء العنف المتطرف وبذلك لن يحقق حل سياسي ومخرج للقضية العراقية، بل نشهد مزيد من إراقة دماء الأبرياء, وإن الطريق الوحيدة نحو الأمام هو إعلان وقف إطلاق نار فوري والانسحاب الكامل لكل القوات الأميركية من العراق.
مركز صقر للدراسات الستراتيجية

Facebook
Twitter