عين النجيفي على ( ولاية الموصل العثمانية)

قال المحلل العسكري وفيق السامرائي، إنّ دخول ثلاثة أفواج تركية معززة بأسلحة ثقيلة من منفذ ابراهيم الخليل إلى أطراف الموصل، ومن دون علم المركز، تمثل خرقا خطيرا للأمن الوطني يمكن أن يتسبب في مشاريع تستهدف فصل الموصل عن العراق، ويفترض برئاسة إقليم كردستان إحاطة المركز، علما، بتفاصيل القوات التركية في الإقليم وتحركاتها، لا سيما أن القوة المشار إليها دخلت خلال زيارتيّ بارزاني وأردوغان للخليج.

ودعا السامرائي إلى الحذر من أي تحرك في أطراف الموصل، ومراقبة منطقة العمليات بدقة، فالمؤامرة قد تصاغ هناك، بين تركيا وانفصاليين من الموصل وأربيل، بحسب وصف السامرائي.

ويأتي التحرك التركي الجديد، بعد فترة من الاستعدادات العسكرية والسياسية، وحتى البرلمانية في الداخل التركي، بعدما وافق البرلمان التركي، في أكتوبر 2014، على اقتراح يفوّض الحكومة القيام بعمل عسكري ضد تنظيم داعش، يسمح باجتياح أراض في العراق وسوريا، وضمّها إلى تركيا، وفرض المعادلة الجغرافية والسياسية الجديدة كأمر واقع يجب القبول به، تحت ذريعة محاربة الإرهاب.

وتمثل الأطماع التركية في الموصل، إغراءً للكثير من القوميين الأتراك الذين يهددون باحتلالها بين الحين والآخر.

ووفق تحليلات، فانّ تركيا تسعى إلى إبقاء فوضى عارمة في المناطق المحاذية لها في كل من العراق وسوريا، تمهيداً لتعزيز المبررات التي تجعل من بقاء القوات التركية في الأراضي العراقية والتركية أمراً مشروعا، وبالتالي تحرير الموصل، وإبقاءها بيد قوات تركية، أو قوات عراقية يقودها سياسيون مقربون لأنقرة منهم اسامة النجيفي واثيل النجيفي، تمهيدا لضم الموصل إلى تركيا باعتبارها، ولاية تركية يقودها وال من آل النجيفي.
وكشفت تركيا، بعد حادثة إسقاط الطائرة الروسية عن نفسها كدولة مارقة، داعمة لجهود القضاء على التنظيم الإرهابي، وإنّ أطماعها التوسعية باتت على المحك، في سعيها إلى إنشاء منطقة آمنة تحت سيطرتها من حلب إلى الساحل، في خطوة أولى لاقتطاع أجزاء من سوريا، إضافة إلى ضمّ الموصل.

ولم يكن العراق في نظر تركيا، سوى سوق لاستهلاك بضائعها، ومصدراً نفطيا “مجانيا”، بعدما بات نفط الكثير من الآبار في العراق سوريا، يُصدّر لها بأسعار زهيدة على أيدي تنظيم داعش.

غير إن كل هذه “التورّمات” في العلاقة مع تركيا، إضافة إلى محاربتها العراق في المصادر المائية، لم تفرز عن دعوات جدية بقطع العلاقات معها.

وباتت تركيا اليوم، حليف من مخلّفات زمن مضى، انتهت صلاحيته، تقود تحالفا مع دول خليجية لأضعاف العراق وإبقاء فوضى عارمة في المناطق المحاذية لها، والسيطرة على أجزاء من العراق وسوريا وفرض معادلة جغرافية وسياسية جديدة، مستغلة داعش في تنفيذ هذا المخطط، مستعينة بأموال الخليج، وشراسة الجماعات الإرهابية.

 

Facebook
Twitter