طلب الزوجة ولو كانت في الصينعلي السوداني

1
كتبنا قبل ستة شهور إنَّ أسباب الطلاق الحديث صارت كثيرة ، أشهرها الآن هو الفيسبوك .
أليوم أعلنت الصين الشعبية عن تصنيع زوجة من مادة السليكون الطريّ الأقرب إلى اللحم البشريّ وبدرجة حرارة لطيفة ، وتتحدث بإثنتي عشرة لغة . لا أعرف إن نجحوا أيضاً في صناعة زوج بذات المواصفات الجنسية المتاحة . بمقدور المشتري والمشترية أيضاً ، إسكات الزوجة أو الزوج الإصطناعي المغفّل في الوقت الذي يشتهي ويحب .
أظنّ وظنّي ليس إثماً ، إنّ العالم يتصحر ويتصخر ويفقد عاطفته ورومانسيته ، والآدمية على انقراضٍ مبين ، والضحك هنا أو الّلطم ، يجوز بالصيني أو الياباني فقط .
2
زمان ألكتروني يابس ناشف لا طعمَ ولا عطر له ، كأنه حفلة ضاجة بأسلحة الدمار الكلّي .
في إعلان الأكل والشرب ، ستنصحك الجرائد والتلفزيونات أن تبتعد سنة ضوئية عن تناول المأكولات المعالجة بالأصباغ والروائح المقبّ المشهّية لة ، والمكبوسة بعلب التنك والألمنيوم والصدأ . وفي باب المشروبات الغازية ابنة الغازي ، سيُطلب منك هجراً فورياً لها لأنها تنعنع العظم وتفسد الجسم والدماغ ، لكنهم لن يحسموا مسألة القهوة أبداً ، فمرةً هي ضارة إن أفرطتَ في احتسائها ، ومفيدة ومصحية حين تتشعوط بالنار ، ومكسرة لكريات الدم في حال ما من أحوال كانون الحطب ، وبمثابة خط دفاع ضد مهلكة السرطان ، والجبس زين والشامية موزينة والطماطة بها رملٌ والخس يدمر القولون ، وبرأيي فإنّ كبة السراي هي الحل الناجع .
3
لباس البشر ومركوبه القندرة والنعال ، خاضع أيضاً لسمسرة الإعلان ، فالقميص الماركة سعره شدة دولارات ، والقميص الذي تصنعه العوائل المتعففة بجنوب سنغافورة سعره لا يترك كدمات في جيوب الفقر ، والفرق بينهما كثرة من المبالغة وطمغة ميتة خلف الياخة أو تحت البطين الأيسر . هذا الشامبو يسوّي الشعر أسود كلبدوناً لمّاعاً مثل ابتسامة زنجيّ ، وغيره سيجعل منك أصلعَ تعيش باقي العمر على حسرة ، وهلمَّ جرا وجرّات .

Facebook
Twitter