شبهات فساد قيمتها 134 مليار دينار عراقي تلاحق طبيب طالباني الخاص 850 مليون دينار ربح يومي لشيخ كردي عن عمليات غش الوقود

منذ نيسان 2011 يشغل القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني اميركي الجنسية، نجم الدين كريم، منصب محافظ كركوك، بعد ان خنقت الخلافات العنصرية والسياسية المدينة الغنية بالنفط، وتأجلت فيها انتخابات مجلس المحافظة والنوّاب غير مرة، فظل كريم يمسك بالمدينة ومقدراتها، بدعم من الاحزاب الكردية، وبنفوذ قربه من الرئيس السابق جلال طالباني.
 وطيلة الاعوام الاربعة الماضية، لم يُعرف عن البيشمركة العتيد سوى كونه، “صمام توازن” كركوك المنقسمة بين عرب وكرد وتركمان، غير ان التوازن لم يتحقق في المعادلة السياسية، بعد الهيمنة الواضحة للكرد على المدينة، التي يعتبرونها في قاموسهم النضالي “قدس الاقداس”، بحسب تعبير الملا مصطفى البارزاني، وبدل ان تكون المدينة منفتحة كعادتها، باتت مغلقة على الجميع سوى الكرد.
 ورغم ان الطبيب الخاص، وصاحب السر المؤتمن للرئيس السابق جلال طالباني، عالج قضايا حزبه في كركوك بحنكة الصبور، للحيلولة دون تمدد الحزب الخصم “الديمقراطي الكردستاني”، إلا أن ثمة مؤشرات تدل على قبضة نجم الدين المعلنة، قادت لبناء “امبراطورية” سرية، تحوم حولها شبهات فساد.
ووفقاً لكتاب موجه من دائرة الرقابة المالية الى محافظة كركوك، مع لائحة المشاريع المشبوهة، تمنع فيها من التلاعب بالمبالغ المرصودة لتلك المشاريع، وعددها 59 مشروعاً احيلت لمدة عام الى شركات بدعوة مباشرة خلافا لتعليمات تنفيذ العقود الحكومية.
 ويقول موقع “العالم الجديد”، انه حصل على وثائق ومعلومات تكشف عن تورط محافظ كركوك نجم الدين كريم ونجله، ومجموعة من أقربائه بشبهات “سرقة للمال العام”، من بينها تأسيسه او مشاركته في شركات وهمية، اضافة الى الى “غش مادة البنزين”.
 وبحسب مصدر رفيع المستوى في محافظة كركوك، فان “المحافظ نجم الدين منح مشروعا خاصا بنصب 20 كاميرا مراقبة في المحافظة بدعوة مباشرة لشركة وهمية”.
 ويبيّن المصدر أن “المشروع تبلغ كلفته 50 مليار دينار (نحو 41 مليون دولار)، ودفعت لها 80 بالمائة من المبلغ، المشروع لم يحظ بموافقة أعضاء مجلس المحافظة”، مضيفا ان “المشروع مضى عليه اكثر من عام لم تنصب اية كاميرا”.
 المصدر الذي رفض الكشف عن هويته، يلفت الى ان “نجل المحافظ يقود شركة نمساوية وهمية للتخطيط العمراني بعلم والده تحمل اسم (كالوبال)، ومنح لها مبلغ 5 مليارات دينار (نحو 4.1 مليون دولار)، لتنفيذ مشروع تصميم محافظة كركوك ولم تقدم اية مخططات حتى الان”.
 وفي سياق شبهات الفساد الاخرى، ان “المحافظ منح مشروع تشييد مدارس نموذجية وعددها 18 مدرسة لشركة ايطالية وهمية بدعوة مباشرة، وبلغت تكلفة هذا المشروع 52 مليار دينار ولم تنفذ حتى الان”.
 ويوضح المصدر ان “مشروع ماء جنوب كركوك، الذي لازال منذ فترة طويلة بمرحلته الثانية منح لشركة ايطالية وهمية بدعوة مباشرة وبقيمة 32 مليار دينار، دون المواصفات المطلوبة”.
 وفي صفقات بيع مادة البنزين، يبين المصدر أن “مقاولا يدعى اراز شيخ جنكي وهو من أقرباء نجم الدين، يقوم بموافقة المحافظ بأخذ 300 الف لتر من مادة بنزين من مصفى كركوك، ويقوم بعدها بغشه بخلطه مع 700 الف لتر من مادة (النفطة) الفاسدة،  التي تتسبب بتلوث البيئة واعطال في المركبات، من أجل أن يصبح لديه مليون لتر من البنزين”.
 وينوّه الى ان “شيخ جنكي يقوم ببيع المادة المغشوشة لمحطات كركوك، بوارد يومي يصل الى 850 مليون دينار، وشهريا لنحو 25 مليار و500 مليون دينار (نحو 20 مليون دولار”).

Facebook
Twitter