دمشق بوصلة العالم الى ( انسانيته )نادية العبيدي

 

 

في جملة من الغباء المتواصل للعقول المحدودة التي ابتلينا بها وحسبت على الصحافة والاعلام والثقافة والسياسة قسرا اصبنا خلال الايام المتصرمة بتسونامي من التحليلات السياسية بشأن تخفيض روسيا لعديد قواتها في سورية، وفي اكثر من خمسين اتصالا من بعض (المتنطعين) في تلك الحقول تلمست شماتة وسوء طوية ووجل وخشية.

ولان شمس الحقائق اعصى من ان يخفيها غربال ارى من موقع الارتماس في هدير الشأن السوري:
ان الاصدقاء الروس دخلوا الى سورية بعيد السنة الرابعة بعد اشنع هجمة ارهابية عرفها الكون وبعد ان سطر الجيش السوري اعظم الملاحم التي استعاد فيها ومشط معظم المناطق التي حاولت العصابات الارهابية المدعومة من اكبر ماكنة تسليحية واقتصادية ومالية في العالم الاستيلاء عليها، ولم يمنحها الجيش العربي السوري فرصة لالتقاط انفاسها في اي مكان دنسته.
روسيا هي حليفة استراتيجية لسورية وتعي جيدا ان علاقاتها التاريخية مع دمشق تمثل ارقى فرصها بالبقاء قرب المياه الدافئة، التي تحاول اميركا والغرب ابقاءها حكرا اميركيا غربيا صهيونيا، وان خسران هذه الفرصة تحت اي ظرف كان يعني ان نيران البندقية الاميركية الغربية ستصل الى الداخل الروسي، وحكمة القيادة الروسية اكبر من ان تهب اعداءها التاريخيين فرصة الدنو مما حافظت عليه رغم تحولاتها الدراماتيكية.
اضافة الى ذلك ان تحطيم استفراد القطبية الواحدة في العالم هو هدف استراتيجي روسي ذو اولوية كبيرة لدى موسكو، وليس من نافذة لهذا الهدف سوى مقاومة امركة العالم التي تقودها سورية باقتدار وهدوء راسخين.
اللعب الهاديء، والمناورات، سياسية كانت ام عسكرية، امر مطلوب في مواجهات يتحدد عليها مصير العالم مثل المواجهة التي تتصدى لقيادتها سورية بعقل سياسي شديد الهدوء، وفعل عسكري حازم وحاسم، وارادة شعبية متماسكة لا تقهر.
ليضرب ( المخللون السياسيون) اخماسا باسداس، وليتنطعوا بما شاءوا من تنطع، لكن الحقيقة الاسطع والارسخ هي ان سورية بقيادتها وشعبها وجيشها انتصرت وزهق الباطل، ان الباطل كان زهوقا.
طوبى لشعبنا العربي السوري ما انجز وما ينجز، فعلى بوصلته سيهتدي العالم الى نفسه.

Facebook
Twitter