بيجي مدينة اشباح يروعها وحوش داعش

من جبل مكحول الى قرى شمال بيجي ومن ثم المصفاة والبو جواري هو طريق يشقه مسلحو تنظيم داعش للتنقل في تلك المناطق وايصال امدادات الاسلحة والمقاتلين.

وتقع المصفاة النفطية، وهي الاكبر في العراق، شمالي مدينة بيجي في محافظة صلاح الدين وتحدها قرية البو جواري من الشمال ومن الجنوب الغربي قرى اخرى وجبل مكحول.

وحتى يتسنى لمسلحي التنظيم الارهابي التنقل ونقل الامدادات شقوا طريقهم هناك بين الجبل ومحيط المصفاة، وما زاد من اهمية المنطقة بالنسبة لداعش وجود طريق مهم على مقربة من هناك يصل الى الحويجة والشرقاط.

ويبدو جليا حجم الدمار الذي حل بمدينة بيجي على مقربة من المصفاة، وتقول المعلومات ان الدمار طال 60 في المئة من المدينة.

ورغم ان القوات العراقية استعادت البلدة والمصفاة اكثر من مرة لكن الارهابيين كانوا يعودون الهجوم مرارا وتكرارا. ويتقاسم الطرفان الان السيطرة على المنطقة.

ووفق مصدر امني مسؤول فان التنظيم اعاد فرض سيطرته على اكثر من 60 بالمئة من المصفاة النفطية بالاضافة الى حيين شمال ووسط مدينة بيجي.

ولكن المصدر اكد ان “مناطق جنوب بيجي ومركزها لا تزال بيد القوات العراقية وتشهد هدوءا نسبيا خصوصا الجنوبية القريبة من تكريت”.

تحولت بيجي الى مدينة اشباح ولا صوت يعلو هناك غير صوت الة الحرب بعد ان فر منها سكانها هربا من المعارك وبطش الارهابيين الذين اجتاحوا شمال وغرب العراق صيف العام الماضي.

ولا يتسنى للسكان العودة الى المناطق المحيطة ببيجي رغم طرد مسلحي داعش منها بسبب المفخخات التي زرعها الارهابيون قبل فرارهم.

ويقول نازح يدعى حمد الجبوري وهو رجل ستيني عاد من اربيل الى تكريت مركز محافظة صلاح الدين انه من سكنة قرية الحجاج جنوب بيجي لكنه استقر في تكريت لان منزله لا يزال ملغوما في اعقاب طرد الارهابيين من هناك.

وينتظر الجبوري ان تقوم السلطات العراقية بتفكيك المفخخات ليتسنى له العودة الى مسكنه.

ولطالما لجأ مسلحو داعش الى تفخيخ المنازل والطرق لاعاقة تقدم القوات العراقية. لكنها تتحول فيما بعد الى مشكلة تحول دون عودة السكان فورا بعد طرد المتشددين.

ويؤكد مسؤول محلي استمرار القتال بين القوات العراقية التي يساندها مقاتلو الحشد الشعبي، فضلا عن عدد اقل من ابناء العشائر من جهة وارهابيي داعش من جهة اخرى في تلك المنطقة.

ويقول ان معارك الكر والفر التي تشهدها بيجي والمصفاة على مدى تسعة اشهر ليس لها مثيل في اي منطقة عراقية اخرى وهو ما يوحي بان الارهابيين لا ينوون الانسحاب بسهولة مهما كان الثمن.

ولا يتسنى في العادة الحصول على ارقام دقيقة لاعداد القتلى في صفوف الطرفين.

ويقول الجيش العراقي وفق ضابط ان “العشرات من داعش قتلوا خلال تقدمهم الاخير”.

وقال خالد عطية وهو صحفي ميداني ان “بيجي تعد منطقة صعبة للغاية واكثر صعوبة من تكريت وفق الوقائع على الارض”.

“تكريت ومحيطها تحررت في شهر بينما بيجي منذ تسعة اشهر يجري فيها قتال ولكن لم يحسم الامر” يقول عطية.

ويضيف الصحفي الذي كان شاهدا على معارك طاحنة خلال اشهر ان “المدينة استراتيجية فهي تضم مصفاة وشركات وقريبة نسبيا من الموصل”.

واغلب سكان المنطقة الذين فروا نحو كوردستان العراق او الموصل من المسلمين المحافظين لكن بينهم الكثير ممن يناهضون افكار تنظيم داعش الارهابي.

Facebook
Twitter