بشار الجعفري في مؤتمر استانة: المؤتمر يهدف لتثبيت اتفاق وقف الأعمال القتالية وزرع بذور الثقة بإمكانية العمل سوية كسوريين لمواجهة الحرب الإرهابية

اميركا استخدمت الإرهاب كسلاح سياسي لتدمير دول مستقلة بغرض فرض هيمنتها عليها وتحقيق أهدافها

 

 

 

 

أستانة-سانا : أكد الدكتور بشار الجعفري رئيس وفد الجمهورية العربية السورية إلى اجتماع أستنة أن الاجتماع يهدف إلى تثبيت اتفاق وقف الأعمال القتالية باستثناء المناطق التي فيها التنظيمات الإرهابية مثل “داعش” والنصرة والمجموعات المسلحة الأخرى التي رفضت الانضمام إلى الاتفاق مشيرا إلى أنه تم استجلاب قطعان الإرهابيين التكفيريين من زوايا الأرض الأربع وتجميعهم وتدريبهم وتسليحهم وتمويلهم عبر حدودنا مع دول الجوار.

وقال الجعفري في بيان له خلال افتتاح اجتماع أستنة الاثنين الماضي.. “أستهل بياني الافتتاحي هذا بتوجيه جزيل الشكر لرئيس وحكومة وشعب جمهورية كازاخستان الصديقة على استضافتنا في بلادكم الجميلة التي تجمعها بسورية بصمات التاريخ ومآثره التي لا يمحوها الزمان ويشهد عليها المكان.. فها هو ضريح الظاهر بيبرس وضريح الفارابي وغيرهما كثر ممن ضمت رفاتهم الأرض السورية تقصر مسافات الجغرافيا وتبنى جسور الصداقة بين شعبينا وبلدينا”.

وأضاف الجعفري.. “تحتضن العاصمة أستانة هذا الاجتماع السوري السوري ترجمة لدبلوماسية الوساطة والانفتاح الكازاخية وثمرة لجهود مشتركة بذلتها عدة أطراف ولاسيما الأصدقاء/روسيا الاتحادية وجمهورية إيران الإسلامية بهدف تثبيت قرار وقف الأعمال القتالية على كامل أرجاء سورية باستثناء المناطق التي فيها تنظيمات داعش وجبهة النصرة والتنظيمات المسلحة الأخرى التي رفضت الانضمام إلى اتفاق وقف الأعمال القتالية وحضور هذا اللقاء وكذلك بهدف التوصل إلى زرع بذور الثقة بإمكانية العمل سوية كسوريين لمواجهة الحرب الارهابية المفروضة على سورية”.

وتابع الجعفري “يأتي هذا الاجتماع ثمرة لجهود فخامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبعد مرور سنوات من عمر الحرب على سورية والتي يطلق عليها من باب التبسيط اسم /الأزمة السورية/ ومع ان هذا الاجتماع هو.. ويجب أن يكون سوريا سوريا بامتياز.. لمناقشة كيفية الخروج بقرار وطني جامع ينهى حالة الشذوذ الخطرة السائدة إلا أن تقييما موضوعيا لإبعاد هذه الحرب لدى الباحثين والمحللين السياسيين يوضح بجلاء أنه من المجافي للحقيقة والمجحف للواقع ان يصر البعض على اعتبار ما يجرى في سورية من حرب إرهابية دولية هو عبارة عن /أزمة بين السوريين/ أو /حرب أهلية/”.

وأكد الجعفري أنه تم “استجلاب قطعان الإرهابيين التكفيريين من زوايا الأرض الأربع وتجميعهم وتدريبهم وتسليحهم وتمويلهم ونقلهم عبر حدودنا مع دول الجوار ومن ثم دفعهم لسفك دماء السوريين وتبرير إرهابهم الجاهلي هذا بأنه /معارضة سورية معتدلة معدلة وراثيا/ وفق أجندة معدة مسبقا كل ذلك ينصف المشهد ويضفي المصداقية على أن كثيرا مما جرى في البلاد مصدره قوى خارجية وأجندات تدخلية ومشاريع شيطانية لا علاقة لها من قريب ولا من بعيد بطموحات وآمال الشعب السوري والدليل على صحة ما نقول هو ما أدلى به مؤخرا وزير الخارجية الأميركي جون كيري من /أن توسع داعش في سورية قبل تدخل روسيا ومساعدتها لدمشق في قتال التنظيم كان سيجبر الدولة السورية على التفاوض مع واشنطن/ وهذا يؤكد بصريح العبارة قيام الإدارة الأميركية الراحلة وحلفائها الإقليميين والدوليين باستخدام الإرهاب كسلاح سياسي لتدمير دول مستقلة بغرض فرض هيمنتها عليها وتحقيق أهدافها”.

وقال الجعفري.. إن “حكومة الجمهورية العربية السورية لم تدخر جهدا منذ بداية الحرب الإرهابية على سورية لإيجاد تسوية وقد أثبتت ذلك مرارا وتكرارا واستمرارا لهذا النهج وانطلاقا من حرصها على وقف سفك الدم السوري وعلى إعادة الأمن والاستقرار وتنفيذ إرادة الشعب السوري فقد انخرطت الحكومة السورية بشكل فعال مع الشريكين الروسي والإيراني للبناء على تحرير مدينة حلب من الإرهاب للتوصل إلى اتفاق وقف الأعمال القتالية”.

وأضاف إن “ما تأمله الجمهورية العربية السورية من هذا الاجتماع هو تثبيت وقف الأعمال القتالية لمدة زمنية محددة يتم خلالها الفصل بين التنظيمات الموقعة والراغبة بالتوجه إلى مصالحة وطنية والاشتراك في العملية السياسية من جهة وبين تنظيمي داعش والنصرة الإرهابيين والتنظيمات المرتبطة بهما على أمل أن تتضافر جهودنا جميعا في محاربة الإرهاب تلبية لمطالب شعبنا الأمر الذى يتطلب لإنجاحه إغلاق الحدود السورية-التركية لتجفيف منابع الإرهاب وبذلك نكون قد مهدنا الطريق نحو حل سياسي للحرب بمشاركة أوسع طيف من السوريين”.

وقال الجعفري.. “من هنا نحن مدعوون جميعا للعمل سوية لتحصين الوطن ضد وباء الخيانة لصالح قوى خارجية تروم بكل السوريين الشر والعداء وضد العمالة لأجندات تخريبية تدميرية إرهابية فالسوريون قادرون وحدهم على تجاوز خلافاتهم وبناء جسور حوار مثمر يعيد الوطن واقفا على قدميه بشموخ وعزة فالسلام قبل أن يولد في المؤتمرات لابد أن يولد في عقولنا وقلوبنا وكلما ازداد عدد المؤمنين بيننا بذلك اقتربنا من تعزيز مسار المصالحة والمصارحة الوطنية”.

وتابع.. “لقد أجمعت القوى والتيارات السياسية الوطنية السورية /حكومة ومعارضات/ وكذلك قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بتطورات الوضع في سورية إضافة إلى اجتماعات الحوار السوري-السوري واللقاءات التشاورية على احترام سيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها وسلامة أراضيها ووحدتها أرضا وشعبا وعدم جواز التنازل عن أي جزء منها ورفض أي شكل من أشكال التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية السورية بصورة مباشرة أو غير مباشرة حيث يقرر السوريون وحدهم مستقبل بلادهم عبر الوسائل الديمقراطية من خلال صناديق الاقتراع وامتلاكهم الحق الحصري في اختيار شكل نظامهم السياسي”.

وأوضح الجعفري أن “سورية التي نحب هي وطن التنوع بكل أشكاله وصوره.. وطن يؤمن السوريون فيه بأسس وثوابت دولتهم المستقلة الديمقراطية العلمانية التي تقوم على التعددية السياسية وسيادة القانون واستقلال القضاء والمساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات وحماية الوحدة الوطنية والحريات العامة وضمان التنوع الثقافي والاجتماعي لكل مكونات المجتمع السوري والحفاظ على استمرارية عمل مؤسسات الدولة ومرافقها كافة والارتقاء بأدائها وحماية البنى التحتية والممتلكات العامة الخاصة”.

وأكد الجعفري أن “شعبنا يقدس الحياة ويعظم السلام والأمان ويرفض الإرهاب أيا كان مصدره أو دوافعه فالجاهل بيننا هو الوحيد اليوم الذي يتشبث بقراءة المشهد الذي يحرقنا جميعا قراءة استنسابية واستمزاجية تبرر الإرهاب وتضفى عليه سمات عقائدية تسيء لدورنا وتاريخنا الإنساني والحضاري”.

وقال الجعفري في ختام بيانه.. “لنكن جميعا على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقنا في حقن الدماء السورية وتحقيق تطلعات الشعب السوري الذي له الحق الوحيد والحصري في تقرير مستقبله بنفسه وتحديد شكل نظامه السياسي”.

وفي رده على بيان وفد المجموعات الإرهابية المسلحة قال الجعفري “شكرا لإعطائي فرصة الكلام للحديث مرة ثانية ولا أنوي الإدلاء ببيان ثان.. مجرد بعض الملاحظات التي وددت أن أشاطركم إياها في ظل ما سمعته من بيانات”.

وأضاف الجعفري.. “نحن حرصنا في بياننا الافتتاحي على أن نكون إيجابيين ومنفتحين بعقولنا وقلوبنا وأن ننسجم مع أجواء التفاؤل وأن نحترم الجهود الجبارة التي بذلتها وفود روسيا الاتحادية وجمهورية إيران الإسلامية وحكومة كازاخستان الصديقة لضمان إنجاح هذا الاجتماع ولذلك ضغطنا على جروحنا النازفة ولم نذكر أحدا بالاسم”.

وقال الجعفري.. “أود أن أعلن أن وفد الجمهورية العربية السورية ملتزم بالقراءة السياسية الدقيقة بمرجعيات وأهداف هذا الاجتماع وإننا لن نكون جزءا من أي تلاعب استفزازي يهدف إلى إفشال اجتماع أستانة ومع ذلك يبدو أن وفد الجماعات الإرهابية المسلحة الذي قرأ بيانا أعده له مشغلوه لم يكن على مستوى تلك الجهود فأساء تقدير الموقف وأضاع بوصلة الحكمة والحس السليم”.

وأوضح الجعفري “لقد فهمنا من الضامنين الروسي والإيراني وممثل الأمم المتحدة والدولة المضيفة أن بيان وفد الجماعات الإرهابية المسلحة التي وافقت على اتفاق وقف الأعمال القتالية سيحترم حدود اللباقة الدبلوماسية لكننا فوجئنا بالاستماع إلى بيان استفزازي غير واقعي وغير ذي صلة بهذا الاجتماع.. بيان لا يحترم ذكاء الحاضرين وحافل بالأكاذيب والتطاول على رموز السيادة الوطنية.. إن بيانا لا يحترم الأسس والمرجعيات التي تنظم إطار وجوهر هذا الاجتماع في أستانة هو بيان غير مسؤول ولا ينبئ بالخير”.

وفي تصريح صحفي عقب الجلسة الافتتاحية أكد الجعفري أن اجتماع أستانة حدث مهم على طريق التحضير للتسوية السياسية للأزمة في سورية.

وأشار الجعفري إلى أن مجريات الجلسة الأولى كانت جيدة التنظيم من قبل الدولة المضيفة وكلمة وزير الخارجية الكازاخستانى كانت بمستوى الحدث.. وكلمة وفد الجمهورية العربية السورية كانت موجهة للحاضرين وكذلك للرأي العام السوري والعربي والعالمي وحافلة بالإيجابية ورسائل التفاؤل لأن اجتماع أستنة فعلا سيكون حدثا مهما على طريق التحضير للتسوية السياسية للأزمة في سورية.

وقال الجعفري.. “كان هناك مفاجأة وحيدة في مجريات هذه الجلسة وهذه المفاجأة شكلت هاجسا ومشغلا مقلقا بالنسبة لمعظم الحاضرين وتمثلت بخروج وفد المجموعات الإرهابية المسلحة الذي حضر إلى أستانة عن اللباقة الدبلوماسية واتسمت الكلمة التي ألقاها رئيس وفدها بأنها كلمة غير ذات صلة بالاجتماع وفيها كثير من اللمسات التي لا تليق بمن أتى إلى أستانة وهو يعتقد أنه يمثل تياراً”.

وتابع الجعفري.. “كان هناك إسفاف في القول وسوء سلوك في الأداء وعدم ارتقاء إلى مستوى الحدث وتطاول على أهميته وعلى كل الجهود الجبارة التي بذلتها الدول الضامنة روسيا الاتحادية وجمهورية إيران الإسلامية والدولة الكازاخية المستضيفة لهذا الحدث المهم”.

وأشار الجعفري إلى أن اللهجة الاستفزازية والخفة في القول والفعل التي اتسم بها بيان رئيس وفد المجموعات الإرهابية المسلحة استفزت الحاضرين ولذلك ظهر هناك تفاوت وتباين واضحان بين أداء الوفود التي أتت من العواصم وأداء الوفد الذي يمثل المجموعات الإرهابية المسلحة.

وأوضح الجعفري أنه في مثال على مدى خفة وفد المجموعات الإرهابية في التعامل مع ما يجري في سورية من مؤامرة دولية وحرب إرهابية تطرق ذلك الوفد إلى الوضع فيما سماه وادي بردى مدافعا عن جريمة الحرب التي ارتكبها إرهابيو “جبهة النصرة” الذين قاموا بتسميم نبع عين الفيجة ولغموه وفجروا قسما منه ووضعوا مادة المازوت في المياه وسكبوا ملايين الأمتار المكعبة في الشوارع والأنهار.

وأوضح الجعفري.. “إننا نعرف أن تلك المجموعات تستخدم المياه كأداة عسكرية وأن الطرف الذي يفعل ذلك جبهة النصرة وهي وفق الأمم المتحدة منظمة إرهابية” مبينا أنه لا يمكن الدفاع عن تنظيم إرهابي أو اعتبار العملية العسكرية ضد الإرهابيين الذين يحرمون سكان دمشق من المياه الصالحة للشرب خرقا للمفاوضات.

وعن توقعاته بنجاح الاجتماع قال الجعفري.. “وصلنا إلى أستنة لتنفيذ بنود الاتفاقيات التي تم التوصل إليها من قبل الأطراف الضامنة الثلاثة في كانون الأول من العام الماضي.. وهذا هو سبب قدومنا إلى هنا إذ يجب علينا أن نمارس إجراءاتنا وفقا لهذه الاتفاقيات”.

وأوضح الجعفري “أن هذا يضع ترتيبا أساسيا لهذه المفاوضات التي لها مميزات وإطار خاص ونحن هنا لتنفيذ هذا الإطار بشكل كامل لكن بعض المشاركين وأسميهم ممثلي المجموعات المسلحة الإرهابية يفسرون هذه البنود والاتفاقيات بطريقتهم ويتجاوزون هذه الأطر وهذا يؤسس لكثير من المشاكل بالنسبة لجميع المشاركين في المفاوضات لأن وفد المجموعات الإرهابية لا يحترم بشكل قاطع بنود الاتفاقية”.

وحول ما إذا كان وفد المجموعات الإرهابية يمثل المعارضة بين الجعفري أن هذا الوفد لايمارس عمله وفقا لبنود الاتفاقية التي تم التوصل إليها من قبل الأطراف الضامنة لافتا إلى أن الجميع متفاجئون بهذا التصرف.

وعن توقعه بحصول اختراق في العلاقة السورية التركية قال الجعفري “إن هذا الاجتماع ليس من إعداد الحكومة السورية ونحن مدعوون إليه ولم نشارك بشكل فاعل في إعداده ولم نكن من بين من يوصفوا بالضامنين ولذلك نحن غير مسؤولين عن الترتيبات الموجودة في هذا الاجتماع”.

وأضاف الجعفري.. “إن تركيا ضامن للمجموعات الإرهابية المسلحة لأنها هي أحد مشغليهم وعلى هذا الأساس نحن جئنا إلى هذا الاجتماع وروسيا والجمهورية الإسلامية الإيرانية هما ضامنان آخران غير تركيا فتوزيع المسؤوليات اقتضى أن يكون شكل الاجتماع هكذا.. لكن لسنا نحن من أعد الترتيبات وجئنا لمناقشة أجندة اطلعنا عليها مسبقا ووافقنا عليها لكن يبدو أن هذه الأجندة لم تكن ثابتة حتى بعد وصولنا.. وإلى هذه اللحظة ليست منتهية وغير جاهزة”.

 

Facebook
Twitter