بسطالك يطمس أمريكا

/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”Table Normal”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-priority:99;
mso-style-qformat:yes;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:11.0pt;
font-family:”Calibri”,”sans-serif”;
mso-ascii-font-family:Calibri;
mso-ascii-theme-font:minor-latin;
mso-fareast-font-family:”Times New Roman”;
mso-fareast-theme-font:minor-fareast;
mso-hansi-font-family:Calibri;
mso-hansi-theme-font:minor-latin;
mso-bidi-font-family:Arial;
mso-bidi-theme-font:minor-bidi;}

 علي السوداني  


كان اسبوعاَ أسود ومسخماَ على وجه العمة أمريكا ، اذ فقدت تصنيفها الأئتماني كقوة اقتصادية اولى ، وانفتح الباب والشباك على منتحرين ومنتحرات في سوق البورصة والمقامرة . في نفس اليوم ، أسقط الطالبانيون – لا صلة للرئيس جلال بهذه التسمية – فوق سفح أفغاني ملتهب معاند ، طيارة أمريكية مطورة ، فقتل واحد وثلاثون جندياَ أمريكياَ من قوات النخبة والصفوة . ألجمهوريون المتكئون على سراب اليمين المتطرف ، قاعدون ” ركبة ونص ” أمام عتبة البيت الأبيض ، حيث يقيم الرئيس أوباما أبو البنت ساشا والبنت الأمورة مايا ، يتسقطون كل هفوة ، ويصطادون كل زلة ، وفي الليلة التي بصم فيها الرئيس الأسمر الرشيق ، فوق قانون خفض الدين ، خابرني الولد الفاهم ” شلش العراقي ” وهنأني برمضان ، وزاد أن أوباما انما ” حفر قبره بيده ” وأن الجمهوريين ، شياطين وليست لديهم ” لحى مسرّحة ” . ألتنين الصيني فزّ على وقع مصائب ” داو جونز ” وأخواتها ، ففتح نار الكلام ورش الزيت على أس الفجيعة وقال : ان أمريكا قد صارت مدمنة ديون . أمريكا تطمس في غير مكان ومكان ، بسطالها يغوص وينطمر ، والعالم كله يتفرج عليها وهي تغرق . ألشامتون كثرة ، وحوبة الضحايا نضجت أرطابها ، والمتعاطفون والأنصار ، قلة ، منهم واحدة بنوتة حلوة أعرفها ، كانت حلّاقة وحفافة قبل خراب البصرة ، لكنها الآن ، صاحبة دكان يفرخ ذهباَ وزعيمة منظمة مجتمع مدني مبين . أمريكا دولة مجنونة ، خسرت مئات مليارات الدولارات ، وآلاف الألتار من دماء شبابها الأبرياء ، من أجل قتل أسامة بن لادن ، وشلع صدام حسين ، فنجحت في الأمرين ، لكنها أنتجت واحداَ من أفسد الأنظمة على وجه الأرض – حتى الآن –  ببغداد ، وواحداَ من أضعف وأفسد الأنظمة في كابول ، وأراهنكم من سبعة ملايين دولار ، على أن طالبان ستعود لتجلس فوق عرش كابول ، بعد أربع وعشرين ساعة من هروب جيش أمريكا والناتو من هناك . هل قضت أمريكا على الأرهاب ؟ كلا . هل نجحت في نشر الديمقراطية ؟ كلا . هل خفضت منسوب الكراهية ضدها في العالم ؟ كلا . هل صارت أرض الله الطيبة أكثر أمناَ ؟ كلا . هل أن أمريكا الآن آمنة مطمئنة محصنة ؟ كلا . هل كان بمستطاع أمريكا أن تصنع غير الذي صنعت ؟ نعم ، كان بمقدورها وتحت يمينها ، فتخيلوا ترليونات الدولارات والدماء التي ضاعت في العراق وافغانستان ، لو صرفت على فقراء الأرض ، لما بقي ثمة جائع أو عليل ، أو سائل أو محروم ، في القرن الأفريقي ، أو في الهند والسند وما شابهها من جيوب الجوع والقهر . هل أنا شامت على ما آلت اليه أحوال العم سام والعمة سامة ؟ نعم أنا كذلك . طيب ليش ؟ . لأن أمريكا دولة غير عادلة ، وبرميل النفط لديها ، أثمن من برميل الديمقراطية . طيب ، هل من حل ؟ . بلى ورب الناس كلهم ، ثمة ألف حل وحل ، الأول أحلى من الثاني ، والعاشر أجمل من المائة ، وهكذا دواليك ودواليها ودواليّ . لم يعد مشهد ارتقاء الرئيس أوباما وهو يصعد دكة الخطابة متقمصاَ ردحة ” شلون ردح العمارة ، هيج وهيج ” مغرياَ . بلاد ما بين القهرين التي تحطمت وتفككت وتشرذمت وتسممت ، تحتاج حتماَ الى اعتذار وتعويض وبوسة أمريكية عملاقة ، فوق جبائن ورثة الضحايا والأوجاع ، بعدها ، سأحس بوجع عظيم وحسرة حارّة في القلب ، على نبأ سقوط طيارة أمريكية معسكرة مسلحة فوق نيويورك ، ومقتل ما في بطنها من جند وجنديات . كل سنة وأنتم بسعد أو ببعضه

Facebook
Twitter