انا وسعد لمجردعلي السوداني

وهذه واحدة من محاسن المصادفات المبهجات أو من مساوئها، إذ ستصدر الجريدة صباح هذا اليوم الذي يفتتح نيسان والورد العاطر، ويوم مجيئي إلى هذه الحياة بما صار يُعرف بعيد الميلاد.

ولدت ببغداد العباسية العليلة في الأول من نيسان، وهذا يوم لطيف ظريف يسميه أهل الأرض يوم كذبة نيسان، وهو تقليد يكاد يكون عالميا يتسلّى فيه الناس بإنتاج وتصدير الأكاذيب التي يفترض بها أن تكون رحيمة من صنف الكذب الأبيض غير الضارّ، وليس من نوع الكذبات المروعات التي قد تصل حدّ موت فلان وطلاق علّانة وتوزير سفانة وحريق حانة، واستقالة الرئيس بعد ثبوت تورطه بتعيين خالته الفطيرة السمينة مستشارة شؤون وشجون العشائر والأفخاذ والزنود.

قرأتُ وسمعت أنّ الإنكليز هم أكثر شعب على وجه الأرض يستثمر هذا اليوم الجميل بنسج الكذب الأبيض، وأحيانا الأسود الفتاك الذي قد يخلّف الكثير من الضحايا ومفطوري القلوب، وبما أنّ جريدة “العرب” تصدر في صباحات لندن الحلوة، لذا يُسعدني أن أنبّه وأحذّر صحبي العاملين بمطبخها العاطر، من أن يكونوا ضحايا مساكين لرنين هاتفٍ ملحاح وجادّ من طرف عمدة لندن، الذي يذكّرني وجهه المسالم بعظيم السينما الهندية شامي كابور، وتكون زبدة المكالمة اللذيذة هي صدور فرمان رحيم من لدن حضرة العمدة، يأمر فيه البلدية بتخصيص قطعة أرض لندنية خضراء رائعة، لكلّ عامل في الجريدة، ردّا على جهودهم النبيلة اليائسة في تشجيع الإنكليز على عدم التصويت لصالح خروج الإمبراطورية العجوز من اتحاد أوروبا الذاهب إلى حتفه.

ولأنني أيضا من كتّاب الصفحة الأخيرة، فسوف أتدلل وأتدلّع وأتمنى عليها نشر صورتي المذهلة بلباس ريال مدريد، وتأجيل صور هيفاء وهبي وكاظم الساهر وكيم كاردشيان والولد المغربي الذي أحببت أغنياته الخفيفة الظريفة الراقصة سعد لمجرد، حيث يظهر في طقطوقة “غلطانة” مع ثلة صديقات وأصدقاء هائمين بصحراء وصخر وغبار، ومن جمال الأغنية وتأثير هارمونيها الصاعد النازل، فقد ردّد خلفه تمساح الصحراء المسالم المنتشي، مفردة غلطانة بقوة ويقين، ووافقه على عقاب الحبيبة بعد أكل الزبيبة.

طبعا أنا وسعد لمجرد من كوكب نيساني واحد، وفي مكالمته البارحة معي بعد عبور الليلة انتصافها والكأس أوشاله، كان سعيدا جدا بالنصّ الذي أرسلته إليه، وسيظهر مغنّى في ألبومه الجديد وعنوانه “أنا وعلّوكي روحين لكنْ فد جسم”

Facebook
Twitter