الوفد الرسمي السوري يقدم بياناً سياسياً يتضمن احترام سيادة سورية ووحدة أراضيها والعمل على استعادة أراضيها المغتصبة ورفض الإرهاب ووفد الائتلاف المسمى المعارضة يرفضالزعبي: رفض وفد الائتلاف المسمى (المعارضة) للسيادة الوطنية والتعددية السياسية والديمقراطية رفض فاضح لبيان جنيف الأول

شعبان: الشعب السوري هو من يعرف مصلحته وليس دول الغرب وعملاءها بالمنطقة

 

 

 

جنيف/سانا/ الصحيفة العربية: تقدم وفد الجمهورية العربية السورية الرسمي المشارك في المؤتمر الدولي حول سورية جنيف2 الاثنين الماضية ببيان سياسي يؤكد “على احترام سيادة الجمهورية العربية السورية ووحدة وسلامة أراضيها وعدم جواز التنازل عن أي جزء منها والعمل على استعادة أراضيها المغتصبة كافة” إلا أن وفد الائتلاف المسمى /المعارضة/ رفض ذلك.

ونص البيان على “رفض أي شكل من أشكال التدخل والإملاء الخارجي في الشؤون الداخلية السورية بشكل مباشر أو غير مباشر بحيث يقرر السوريون بأنفسهم مستقبل بلادهم عبر الوسائل الديمقراطية من خلال صناديق الاقتراع وامتلاكهم للحق الحصري في اختيار نظامهم السياسي بعيدا عن أي صيغ مفروضة لا يقبلها الشعب السوري”.

وأكد البيان أن الجمهورية العربية السورية دولة ديمقراطية تقوم على التعددية السياسية وسيادة القانون واستقلال القضاء والمواطنة وحماية الوحدة الوطنية والتنوع الثقافي لمكونات المجتمع السوري وحماية الحريات العامة.

وشدد البيان على رفض الإرهاب ومكافحته ونبذ كافة أشكال التعصب والتطرف والأفكار التكفيرية الوهابية ومطالبة الدول بالامتناع عن التزويد بالسلاح أو التدريب أو الإيواء أو المعلومات أو توفير ملاذات آمنة للجماعات الإرهابية أو التحريض الإعلامي على ارتكاب أعمال إرهابية التزاما بالقرارات الدولية الخاصة بمكافحة الإرهاب.

ويدعو البيان إلى الحفاظ على كافة مؤسسات ومرافق الدولة والبنى التحتية والممتلكات العامة والخاصة وحمايتها.

ونقلت مصادر مقربة من الوفد الرسمي تأكيده أنه “كان وما زال منفتحا على نقاش جميع النقاط لكنه طرح هذه المبادئ لإيجاد أرضية مشتركة الأمر الذي لا يمكن لسوري شريف يفتخر بسوريته ويحب وطنه أن يرفضه إلا أن وفد الائتلاف المسمى /المعارضة/ رفضها”.

وحول ذلك كد وزير الاعلام  السوري عمران الزعبي أن البيان السياسي الذى تقدم به الوفد الرسمي السوري تضمن مجموعة من الفقرات التي من المفترض أنه لا يمكن لأي سوريين اثنين مهما اختلفا أو تباعدا أو اقتتلا أن تكون موضع خلاف بينهما ورفض وفد الائتلاف المسمى /المعارضة/ للسيادة الوطنية وللتعددية السياسية وللديمقراطية هو رفض فاضح لبيان جنيف الأول.

وأوضح الزعبي في تصريحات للصحفيين أنه لا يوجد في البيان السياسي أو في مشروع العناصر الأساسية له أي ذكر لمقام الرئاسة أو لشخص الرئيس على الاطلاق في أي فقرة من الفقرات بالمطلق لافتا الى انه تم توزيع البيان باللغتين الانكليزية والعربية على وسائل الإعلام ويمكنها التأكد مما جاء فيه.

وتساءل الزعبي.. هل يمكن أن نتصور أن هناك سوريا يمكن أن يختلف مع سوري آخر حول سيادة الجمهورية العربية السورية وسلامة أراضيها ووحدة ترابها الوطني إلا إذا كان أحد هؤلاء المختلفين ليس سوريا بل /إسرائيلي/ على سبيل المثال.

كما تساءل.. هل يمكن أن نفترض أن هناك سوريا واحدا يرفض نبذ الإرهاب أو مكافحته والعمل على عدم توفير السلاح للإرهابيين والملاذات الآمنة لهم في الدول المجاورة.. المفترض أنه لا يوجد سوري يختلف مع سوري على هذا إلا إذا كان أحد هذين الطرفين سعوديا أو تركيا أو قطريا أو إسرائيليا أو متآمرا على سورية.

وعبر الزعبي عن استغرابه من أن يرفض أي سوري الحديث عن الديمقراطية وصناديق الاقتراع والحرية العامة وحقوق الانسان والتعددية السياسية وحق المواطنة لافتا الى أنه من المفترض أن بعض القوى المعارضة كانت قد ضمنت هذا الكلام في الكثير من خطابها السياسي وهذا الكلام موجود أساسا في دستور الجمهورية العربية السورية النافذ وفي الدستور السابق كما هو موجود في خطابات الأحزاب والقوى الوطنية في سورية بما فيها القوى الوطنية المعارضة.

وشدد الزعبي على أنه ينبغي أن يكون هذا الخطاب هو الحد الأدنى للتعبير عن سوريتنا وعن وطنيتنا وعن انتمائنا الوطني فلا يمكن لأي سوري أن يرفض الدعوة لحماية الممتلكات العامة والخاصة وعدم الاعتداء على البنى التحتية للدولة السورية وعدم الاعتداء على المدارس والمستشفيات والجامعات وما إلى ذلك.

وقال الزعبي.. الموقف المدهش كان أنهم رفضوا هذا البيان في أقل من دقيقتين والموضوع كلفهم خروج أحدهم خارج القاعة وأجرى اتصالا هاتفيا ثم عاد ليهمس في أذن من سموه /كبير المفاوضين/ ليقول /نرفض هذا البيان جملة وتفصيلا/ الأمر الذي /صعق/ الوفد السوري الذي كان موجودا.

وأوضح الزعبي أنه كان يفترض بهم على الأقل إذا كان هناك ما يمكن أن يعتقدوه أو يروه نقاط اختلاف ربما جملة أو عبارة في سياقها أو في غير سياقها أن تناقش أو يقولوا إننا سنناقش الموضوع وسنخرج ونعود غدا ونقول رأينا.. أما أن يرفضوا البيان بهذه الطريقة فهذا يعني بكل وضوح أن الذي رفض البيان والشخص الذي اتصلوا به هو على الأقل روبرت فورد أو داود أوغلو أو سعود الفيصل أو أحد من هؤلاء.

وبين الزعبي أن بيان جنيف يتحدث عن وحدة وسيادة وسلامة أراضي الجمهورية العربية السورية وعن التعددية وغيرها ويبدو انهم لم يقرؤوه فعندما يرفضون هذه المسائل هم يرفضون أيضا جزءا مهما من بيان جنيف الأول والذي على أساسه ينعقد هذا المؤتمر.

وأعاد الزعبي التأكيد على أن الوفد الرسمي السوري منفتح على النقاش في أي مسألة سياسية وجاء بنية النجاح لتقديم صياغات وأفكار وطرائق جديدة وقراءة عميقة بهدف إطلاق المسار السياسي لكنهم لا يريدون أساسا اطلاق هذا المسار.

وقال الزعبي.. هم جاؤوا إلى هنا على اعتقاد وظن منهم ومن سادتهم بأننا سنأتي وسنغضب وسنستفز وسننسحب وهذا لم يحدث ونعدهم أنه لن يحدث.. نحن في السياسية لا نغضب ولا نستفز لذلك مستمرون في بذل الجهود وسنبقى نبذلها مع مبعوث الأمم المتحدة الى سورية الاخضر الإبراهيمي ومع كل الذين نعتقد بأنه يجب أن نكون على تواصل معهم من أجل إنجاح هذا المؤتمر.

وأضاف الزعبي بتقديري الشخصي وبالعقلانية السياسية يفترض بتجربة الإبراهيمي انه لم يكن مسرورا وربما كان مندهشا ويجب أن يكون شعر بخذلان لأن البيان لم يقرأ ولم يناقش ولم يأخذ وقته من القراءة وهناك صفحة كاملة تحتاج إلى قراءة عادية خمس دقائق وقراءة سياسية معمقة نصف نهار على الأقل ولكن الرفض جاء في دقيقتين.

وأضاف الزعبي.. يجب أن تكونوا على ثقة بأن الوفد الموجود في جنيف سيبقى يتصرف وفقا لوطنيته وإيمانه بسورية ووفقا لتوجيهات السيد الرئيس بشار الأسد التي تؤكد على أهمية حقن الدماء ورفع المعاناة الإنسانية والعمل من أجل إطلاق مسار سياسي والدفاع عن الثوابت الوطنية والقومية وعن عروبة وسيادة سورية ووحدة أراضيها ونحن نتصرف على هذا النحو.

ولفت الزعبي إلى أن هناك كذبا وافتراء كثيرا في وسائل الإعلام وتزويرا لما يقوله الوفد السوري الرسمي ولكن جميع أعضاء الوفد متفائلون وجديتهم وعزيمتهم عالية جدا.

وعما يحكى عن لقاءات جانبية مع وفود غربية مع وفد الجمهورية العربية السورية ووفد الائتلاف المسمى “المعارضة” وحقيقة ذلك قال الزعبي: هذه عملية سياسية ومسار سياسي لا يمكن الحديث عن مثل ذلك في الإعلام لكن الهدف من وجودنا هنا أن نلتقي مع الوفد الآخر “الائتلاف المسمى المعارضة” وفقا للقواعد والإجراءات اللوجستية المقررة وأن نسعى بجدية لنحرز تقدما بأي اتجاه وأن نؤسس لمسار سياسي وعملية سياسية

وبدورها أكدت الدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية العربية السورية أن الشعب السوري هو من يعرف مصلحته ووحده يحق له أن يقرر الجيد بالنسبة له وليس دول الغرب وعملاءها في المنطقة.

وقالت شعبان في حديث تلفزيوني “عمر سورية عشرة آلاف عام ونعلم مصلحتنا.. دعوا الشعب السوري يقرر ما الجيد بالنسبة له وليس الهيمنة الغربية التي تخبر بعض عملائها في المنطقة ما الجيد بالنسبة لسورية” من وجهة نظرها.

واستغربت شعبان أنه على مدى سنوات ثلاث من الحرب التي تسببت بدمار الكثير من البنى التحتية في سورية من مصانع ومدارس ومستشفيات لم يكن هم المعارضة سوى الحديث عن السلطة متجاهلين “6 ملايين نازح سوري داخل البلاد ومليوني مهجر” لذلك فإن المطلوب ممن يسمون أنفسهم /المعارضة/ أن يتحدثوا “عن سورية والخطر الذي يواجه الشعب السوري”.

وأكدت شعبان أن السبب فيما يجري في سورية “هو الكثير من التدخل فيها الذي تمارسه 83 دولة وإرسال الكثير من الأموال والارهابيين الأجانب إلى سورية” وليس كما يدعيه البعض عن السلطة في سورية مطالبة بالعودة إلى بيان جنيف1 الذي طالب “بوقف القتال والإرهاب وإطلاق عملية سياسية يقرر فيها السوريون مستقبل بلادهم”

وردا على سؤال عما إذا كان ما يجري في جنيف عملية سياسية وأن هناك إجماعا دوليا على تشكيل هيئة حكم انتقالي “وأن ما تسمى المعارضة لن توافق على الحكومة الحالية في سورية”… قالت شعبان.. أرغب في سؤال من في جنيف.. من هؤلاء الأشخاص… ومن يمثلون… نحن وافقنا على الجلوس معهم لأنه كان لدينا اعتقاد بأن أشخاصا آخرين سيأتون إذ ان لدينا طيفا كبيرا من المعارضة السورية لم تتم دعوته والسؤال هو لماذا.. إن كنا نتحدث عن سورية فلماذا لم تتم دعوة كل السوريين.

وأوضحت شعبان أن صناديق الاقتراع وحدها لها الكلمة بشأن اختيار القيادة في سورية و”أن على الشعب السوري الذهاب إلى صناديق الاقتراع والتصويت لمن يريدون التصويت له”.

وحول البيئة الملائمة لإجراء انتخابات في سورية بينت شعبان أن “هذه النقطة تم التعامل معها في جنيف1 وما ينبغي القيام به هو وقف القتال وخلق الأجواء الملائمة ومن ثم بدء العملية السياسية وليس القفز إليها في الوقت الذي تشتعل فيه البلاد”.

وبشأن “الجهود المبذولة في محاولة إيصال المساعدات إلى حمص” قالت شعبان.. يبدو أنه ليس لدى وفد الائتلاف المسمى /المعارضة/ شيء يعتمد عليه بالتالي يحاول الاعتماد على قضية صغيرة جدا تتعلق بالمساعدات الإنسانية.. ولكن الحكومة السورية “لديها برنامج لسورية بأسرها مع الصليب الأحمر والهلال الأحمر ووكالات الأمم المتحدة وكل يوم يتم تسليم المساعدات الإنسانية من غذاء ودواء لكل مكان في سورية” منبهة إلى أن وفد /الائتلاف/ يحاول //خلق بعض المصداقية// من خلال طرح مسألة حمص في جنيف.

وشددت شعبان على أن الأمر الهام بالنسبة للوفد الرسمي السوري “والسوريين البالغ عددهم 23 مليونا هو حل المشكلة لعودة المهجرين والنازحين ولإعادة بناء سورية كما يريدها السوريون.. هناك فرق أساسي واحد بيننا نحن السوريون الفخورون بوطنهم وبين هؤلاء الذين يريدون أن يقيموا ما تريده القوى الغربية في سورية وهذا أساس القضية”.

 

Facebook
Twitter