النفاق الامريكي نادية العبيدي

في المعركة ضد الارهاب التكفيري الظلامي الجاهلي الجديد الجارية وقائعها في كل من العراق وسورية تطفو الى السطح حقيقة ان الارهاب الذي يستهدف البلدين الشقيقين واحد وفكره واحد وادواته واحدة وزعيمه واحد وبرنامجه واحد ووسائل دعمه من دول وجهات واحدة، لكن المعيار الاميركي الغربي لهذا الارهاب متناقض مع نفسه، فعصابة داعش في سورية تغدو في المقياس الاميركي ثوارا بينما في العراق منظمة ارهابية واجبة الردع بالطائرات المسيرة وبفريق خبراء وقوات تستقدم على عجل تسبقها جولات مكوكية لعراب الارهاب الجديد وزير الخارجية الاميركي جون كيري.
في سورية تقدم اميركا الاسلحة والدعم لداعش وتوفر لها معسكرات تدريب يشرف عليها خبراء اميركان في منطقة الصفاري الصحراوية في الاردن، وترعاها وتدافع عن جرائمها سواء كانت بالاسلحة المحرمة والغازات او بالاسلحة التقليدية، وفي العراق تعلن اميركا الحرب على داعش.
اي نفاق هذا واي لعب مكشوف واستهتار بكل القيم الانسانية؟
يتوهم جدا من يظن ان التنظيمات الارهابية والجماعات المتأسلمة المتطرفة قد ولدت ونشأت وترعرعت بعيدا عن مختبرات وكالة الاستخبارات الاميركية ورديفتيها البريطانية والصهيونية، فالمنهج الذي دأبت عليه الادارة الاميركية بعد فشل حروبها المباشرة في السيطرة على العقد الاستراتيجية في الخارطة الكونية وعلى منابع الطاقة، ذهب الى الحروب غير المباشرة التي تقوم بها التنظيمات الارهابية التي ولدت في حواضنها، ففي ذلك وحده تستطيع ان تمضي اميركا الى غاياتها في تفتيت الاوطان وتمزيق الشعوب والامم واشعال الفتن والاقتتال في ما بينها مستغلة التاريخ الاسلامي المليئ بالاحقاد والضغائن والهرطقات التي اوجدها كذبة االتاريخ.
ويتوهم جدا من يظن ان اميركا قد ارسلت بعض طائراتها وخبرائها لانقاذ العراقيين من وحش الارهاب، فاميركا راعية الارهاب الاولى في العالم وصاحبة نظرية تقليل سكان العالم بالحروب والابادة الجماعية لتوفير الغذاء، ابعد ما تكون عن الحرص على دماء العراقيين، وما دفعها الى ذلك الا فشلها المريع في كسر عزيمة الشعب السوري الذي هزم الارهاب بجميع مسمياته، وان الوجود الاميركي الجديد في العراق ليس اكثر من محاولة لاحياء الارهاب الذي يلفظ انفاسه الاخيرة في سورية.

Facebook
Twitter