المخرج الكبير نجدت انزور وفريق فيلم (فانية وتتبدد) يكشفون حقيقة الإرهاب ويؤسسون لآلية جديدة في إنتاج السينما السورية

دمشق-سانا : أكد المشاركون في المؤتمر الصحفي لفريق عمل الفيلم الروائي الطويل “فانية وتتبدد” برعاية شركة سيريتل وإذاعة نينار اف ام الذي عقد في فندق الداما روز اليوم أن الفيلم يكشف حقيقة الإرهاب الذي تعاني منه سورية ويؤسس في نفس الوقت لآلية جديدة في صناعة أفلام المؤسسة العامة للسينما.
تتمحور قصة الفيلم حول شخصية أم نور التي جسدتها الفنانة رنا شميس المرأة التي يقوم مجرمو تنظيم “داعش” الإرهابي باختطاف ابنتها التي لا يتجاوز عمرها احد عشر عاما من أجل تزويجها بأحد أمراء التنظيم الإرهابي إلا أن قوات الجيش العربي السوري تنجح باختراق تحصينات التنظيم وإنقاذ الطفلة نور من براثن أمير التنظيم.
وقال مخرج الفيلم نجدت اسماعيل أنزور في بداية المؤتمر الصحفي “طموحنا أن تصل السينما السورية إلى كل العالم حتى تخترق كل الحواجز بدءا من تواجدها في المهرجانات الدولية وهذا متوفر لكل الأفلام ولا سيما إذا كانت على مستوى المشاركة في مسابقة رسمية بالمهرجانات لأن التلفزيون لا يمكن أن يصل خارج حدود الوطن العربي إلا في استثناءات محدودة”.
وأضاف أنزور “ما نسعى إليه هو وصول الفيلم إلى العالمية وتسويقه عبر ترجمته إلى تسع لغات وتوزيعه عالميا” مشيرا إلى أن هناك إجماعا على محاربة الإرهاب لأن تنظيم “داعش” الإرهابي يشكل خطرا على الإنسانية ما جعله يخلص إلى أنه ليس في وسع أي دولة الامتناع عن عرض “فانية وتتبدد”.
وبين أنزور أن الفيلم كشف عن حقيقة الخلافات والانقسامات بين الجماعات الإرهابية التي تعيث فسادا في سورية وهي “ليست خلافات عقائدية أو مبدئية أو دينية وإنما على الحصص والغنائم لأنهم بالنهاية يخدمون أجندة واحدة
وأكد مخرج الفيلم أن “خير من يعبر عن هذه الأزمة هم أبناء الشعب السوري الذين تعرضوا لها ويرونها من وجهة نظرهم من كتاب ومخرجين وفنانين وإعلاميين” مبينا أن “الفنان السوري يستطيع التعبير بصدق وبوطنية وضمن ثوابت معينة أما الآخر سيستثمر الموضوع بشكل سلبي ناهيك عن حجم الإساءةالتي ستلحق بهذا الشعب وبتاريخ سورية بغرض تحقيق الأجندة السياسية لممول هذه الأعمال”.
وبالنسبة إلى الأطفال التي تم اختيارهم في هذا الفيلم أوضح أنزور أنه واجه بعض الصعوبات في انتقائهم لأن الأطفال في هذه السن الصغيرة لا يمتلكون الخبرة الكافية لكن عبر التعاون مع الممثلين الأكبر سنا تم إيجاد حالة من الألفة بينهم لافتا إلى أنه سعى لاختيار الممثلين خارج الحدود التقليدية ضمن رغبته الدائمة بإعطاء فرص لكل الوجوه الجديدة.
وحول مواقع تصوير “فانية وتتبدد” أشار مخرج الفيلم إلى أن تسعين بالمئة من المشاهد صورت في داريا حيث جرت إعادة تأهيل بعض الأماكن حتى تصلح للتصوير مضيفا “كنا قريبين من الخطر باستمرار إلا أنه بعد عدة أيام من بدء التصوير لم نعد نشعر بالخوف كما قدمت المؤسسة العامة للسينما كل ما لديها من إمكانيات ليخرج الفيلم بصورته النهائية إلى الجمهور”.
بدورها قالت كاتبة العمل ديانا كمال الدين “حاولنا عبر العمل التركيز على فكر داعش الإرهابي وسعيه لاجتزاء نصوص دينية وتفسيرها على هواه” مبينة أن تركيزها على المرأة في الفيلم من خلال شخصية ثريا التي جسدتها الفنانة رنا شميس جاء لتأكيد أن المرأة قادرة بوجودها لوحدها على تحدي الإرهاب وحتى تعكس حقيقة المرأة السورية.
من جانبه لفت محمد الأحمد مدير المؤسسة العامة للسينما التي أنتجت فانية وتتبدد إلى أن الفيلم سيعرض تجاريا بدءا من 14 شباط القادم في كل من مجمع دمر الثقافي و كندي دمر وصالة الدراما في دار الأوبرا حتى يكون متاحاً للجميع موضحا أن تكاليف إنتاج الفيلم النهائية والتي بلغت 130 مليون ليرة كانت متوازنة مع القيمة الإخراجية لباقي الأفلام التي تنتجها المؤسسة عادة وهي قيمة زهيدة للغاية إذا ما قورنت بإنتاج الأفلام في الدول العربية أو العالمية.
وذكر الأحمد أن فترة إنتاج الفيلم كان مجموعها 35 يوماً و هو زمن قياسي جداً بالنسبة لإنتاج الأفلام الطويلة مؤكدا أنه “مكسب للمؤسسة أن تضم في هذه الفترة كل الأصوات التي تعمل في مجال الإخراج في سورية وأن هذا الإنجاز سيؤسس لآلية مختلفة في إنتاجات المرسسة القادمة”.
وعن دور مؤسسة السينما خلال المرحلة الراهنة قال “خلال السنوات الخمس الماضية حاولت المؤسسة تغطية الأزمة وآثارها لان هناك أجيالا قادمة ستتعرف على هذه الحرب التي مررنا بها من خلال ما نصنعه من أفلام برؤى متاحة للجميع”.

الفنان فايز قزق الذي أدى دور أمير التنظيم الإرهابي في الفيلم قال إن “شخصية أمير التنظيم صعبة للغاية وتوجب علي أن ألبس ثوبه في كل تفاصيل شخصيته والتي تبين أنه أراد تصميم إمارة خاصة له رغم أنه لا يصلح للقيادة ورغم كونه شخصا استغلاليا يهتم بالنساء والمال فقط ويحمل فكراً دينياً مشوها يعتمد عليه في تطويع المجموعة التي يرأسها”.
وأضاف قزق “لدي كممثل على الخشبة تراث عمره عشرات السنين قدمت خلاله العديد من الأعمال واعتمد عليه في الشخصيات التي أؤديها على المسرح أو في السينما والتلفزيون انطلاقا من حقيقة أن الشر جانب في شخصية الإنسان وعلى الفنان أن يتعامل معه كجانب موجود لديه ولدى الجمهور لإظهار خطورته وتخليص النفس الإنسانية منه”.
يشار إلى أن فيلم “فانية وتتبدد” الذي عرض لأول مرة مؤخرا على خشبة الأوبرا في دار الأسد للثقافة والفنون من إنتاج المؤسسة العامة للسينما وشركة أنزور للإنتاج الفني والتوزيع.
ويضم فريق العمل الفني فكرة ونص هالة دياب ونجدت إسماعيل أنزور كتابة السيناريو ديانا كمال الدين مدير الإنتاج فايز السيد أحمد مدير الإضاءة والتصوير يزن شربجي الصوت أسامة فوزي أيوب وتمثيل فايز قزق-زيناتي قدسية-عبد الهادي الصباغ-هناء نصور-بسام لطفي-رباب مرهج-علاء القاسم-أمية ملص-حسام عيد-مجد فضة-عادل حسون-رنا شميس-علي بوشناق-عروة العربي-والطفلة إيمي فرح.

Facebook
Twitter