الغضب الساطع آت:انتفاضة شعبية عراقية شبيهة بالانتفاضات التونسية وشيكة الوقوع في بغداد والمحافظات

مواطن عراقي عاطل يعرض اطفاله للبيع على ارصفة سوق الشورجة

كتب: علي الحميد:

اثارت الانتفاضة الشعبية في تونس ردود افعال ضاجة في الوسط الشعبي العراقي المفجوع بالبطالة والعوز والفاقة، وتوقع مراقبون ان ردود الافعال هذه لاتلبث ان تفلت من عقالها للاطاحة بالفاسدين في الحكومة التي لم تنجح في محاربة الفساد ولا في تطويقه ولا في تقديم بدائل موضوعية للمواطنين تنقذهم من اشباح البطالة واليوم والغد المجهولين.
وقال مواطنون ان من عجائب الامور ان انتحار المواطن البوعزيزي اطلق شرارة الانتفاضة بينما هناك المئات من المواطنين العراقيين الذين انتحروا بسبب الجوع والفاقة ولم يطلق انتحارهم اية شرارة.
واشار اخرون الى ان بعض الاباء ومنهم المواطن (ع.ع.)(اصيب واعيق اثناء الغزو الوحشي وكلت قواه عن اتيان اي عمل كما مل من تقديم الاستغاثات الى الحكومة) عمدوا الى عرض بيع ابنائهم الصغار على ارصفة الشورجة بسبب عدم قدرتهم على توفير الحليب والمسكن والمشرب لهم ، لكن بعض الغيارى تطوعوا الى تقديم معونات مؤقتة لهؤلاء الاباء وردوهم عن بيع الاطفال.
وفي سياق متصل كشفت مصادر مطلعة في بغداد عن تعليمات امنية صادرة من اجهزة الدولة الى مديرياتها بشان توخي الحيطة والحذر من تكرار المشهد التونسي في العراق لاسيما عقب هروب زين العابدين بن علي وانهيار اجهزته الامنية ولفتت المصادر ان كبار السياسين عبروا عن قلقهم من انتقال عدوى الانتفاضة الى العراق. وتابعت ان سياسين عراقيين بدأوا بتسريب اموالهم خارج العراق تلافياً لاحداث قد تقلب الموازين في أي لحظة وشددت المصادرعلى ان الفقر والبطالة وقمع الاجهزة الامنية ونقص الخدمات وبالتحديد الماء والكهرباء قد يفجر الوضع في أي لحظة. ووصفت المصادر حكومة المنطقة الخضراء بانها فاسدة اكثر من حكومة تونس وقد تواجه نفس المصير الذي لاقاه بن علي حين يتم رفع الحماية الاميركية عنها . وفي تطور كبير وتزامنا مع الانتفاضة التونسية تظاهر العشرات من اهالي ناحية التون كوبري شمال كركوك مؤخرًا وقطعوا الطريق العام بين كركوك-اربيل مطالبين الحكومة بإنهاء معاناتهم من انقطاع التيار الكهربائي لاكثر من 20 ساعة يومياً فيما عقد محافظ كركوك اجتماعاً مع مسؤولي قطاع الكهرباء لمناقشة الموضوع. وقال أحد المتظاهرين ويدعى بكر محمود خورشيد إن “العشرات من اهالي ناحية التون كوبري قاموا بقطع الطريق الرئيس بين كركوك واربيل مطالبين الحكومة العراقية وحكومة كركوك المحلية بتوفير الطاقة الكهربائية التي نخجل من الحديث عن انقطاعها فيما تفتتح دول العالم محطات كهرباء تدار بالطاقة النووية” متسائلاً “إلى متى يستمر هذا التهاون الحكومي بمصالح الناس؟”. مبيناً أن “ساعات قطع التيار تصل إلى 20 ساعة يومياً مما يضطر أصحاب المحال التجارية كافة إلى إغلاقها في وقت مبكر”. وقال متظاهر آخر يدعى محمد حسن كوبرلو “نحن نسمع منذ ما بعد عام 2003 بمشاريع بمليارات الدولارات من قبل وزارة الكهرباء وذهبت على الأرجح الى جيوب المسؤولين المفسدين” متسائلاً  “أيعقل أن تختزن كركوك ربع الإنتاج النفطي في العراق فيما أهلها محرومون من الطاقة؟”. وحذر كوبرلو من أن “على الحكومة والبرلمان التعجيل في ايجاد الحلول لهذه المعاناة التي تعصف بجميع المحافظات العراقية قبل توسع الاحتجاجات لتشمل باقي مناطق كركوك والمحافظات الأخرى”. وفي اطار الرفض الشعبي للحكومة التي تتحدى المواطنيين من خلال الابقاء على تدني مستوى الخدمات تظاهر المئات من أبناء أحدى القرى التابعة لناحية بني سعد في محافظة ديالى مطالبين بتحسين واقع الخدمات وتوفير فرص عمل للعاطلين وقال أحد المتظاهرين وهو سعد حسون اللامي “إن المئات من أهالي قرية خلوف غرب ناحية بني سعد (17كم جنوب غرب بعقوبة) خرجوا في تظاهرة سلمية بعد أن سئموا تردي واقع الخدمات في قريتهم التي يسكنها زهاء 5 ألاف نسمة”.
وأضاف اللامي أن “الخدمات في القرية تكاد تكون معدومة” لافتاً إلى أن “المدرسة الابتدائية الوحيدة في قريتهم آيلة للسقوط وسقوفها شبه منهارة” داعياً في الوقت نفسه الجهات الحكومية إلى “النظر بواقعية لمطالبهم والعمل على تنفيذها”. يما ذكر المتظاهر سعد الباوي أن “نسبة الفقر في القرية مرتفعة وينتشر فيها عشرات العاطلين عن العمل من الشباب “مطالبا الجهات الحكومية “بدعم الأسر الفقيرة وتوفير فرص العمل للعاطلين بعدما وصلت أحوالهم المعيشية إلى مرحلة لا يمكن وصفها”حسب تعبيره

Facebook
Twitter