البطريرك لحام يطلق صرخة إنسانية من أجل حلب: أعطوا السلام لسورية تحصدوه في العالم

أطلق غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك صرخة وجدانية وإنسانية من أجل حلب دعا من خلالها المجتمع الدولي إلى العمل على وقف الاعتداءات الإرهابية على حلب وعلى سورية بأسرها.

وفي مؤتمر صحفي عقده في كاتدرائية سيدة النياح البطريركية في حارة الزيتون بدمشق قال البطريرك: باسم الإنسانية والإيمان وكل شريف في هذا العالم نرفع الصوت عالياً مطالبين المجتمع الدولي بأن يوقف الهجمات على حلب لا بل على سورية الحبيبة بأسرها وعلى العراق واليمن وعلى مخيم اليرموك حيث تهجّر إخوتنا الفلسطينيون.
ونقلت «سانا» عن البطريرك لحام قوله: ألم يقتنع العالم بعدم جدوى القتل والدمار والإجرام الذي يستهدف سورية لينال من صمودها وثوابتها وإرادتها ورغبتها بالسلام، لماذا لا ينضمون إلى مساعي محادثات السلام التي عقدت مؤخراً في روسيا؟.
وأشار البطريرك لحام إلى أن إطلاق الصرخة لوقف الاعتداءات الوحشية والمجازر الدموية التي تضرب حلب الشهباء وتدمر الحجر والبشر والمطرانيات والكنائس والجوامع والمؤسسات الخيرية والتعليمية والأملاك الخاصة وأحياء برمتها وقتلت أناساً أبرياء رجالاً ونساءً وأطفالاً ومنهم من لا يزالون تحت أنقاض الأبنية.
وقال البطريرك لحام: في عيد القيامة نطلق النداء الذي ورد في رسالة البطاركة الثلاثة غريغوريوس الثالث لحام بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك والبطريرك يوحنا العاشر يازجي بطريرك الروم الأرثوذكس والبطريرك مار أفرام الثاني كريم بطريرك السريان الأرثوذكس وفي رسالتنا الفصحية ندعو الجميع ولاسيما المسلحين ومموليهم وداعميهم وكل إنسان يؤمن بقيمة الإنسان مهما كان دينه وإيمانه إلى أن ينضموا لمسيرة القيامة والحياة.
ودعا البطريرك لحام الأهل في حلب وجميع المؤمنين والمواطنين إلى عدم ترك شعلة الأمل تنطفئ في قلوبهم، مؤكداً أن الرعاة الروحيين هم معهم في معاناتهم وآلامهم يبذلون أقصى الجهود في سبيل تخفيف هذه المعاناة.
وردّاً على سؤال حول الدور الذي يمكن أن يؤديه الأوروبيون في وقف الاعتداءات الإرهابية على سورية قال البطريرك لحام: حمايتنا كسوريين لا تأتي من أوروبا بل من تاريخنا وتراثنا وقيمنا ووحدتنا الوطنية وعيشنا المشترك وإذا تدخل الأوروبيون فإنهم سيصنعون الفرقة بين المؤمنين في سورية، مضيفاً: في سورية بعض المشاكل كما في جميع دول العالم لكن أبناءها أسرة واحدة منذ 1436 عاماً، عاشوا معاً وسيبقون معاً إخوة أشقاء، فهذه الأرض هي مهد الرسالات السماوية الثلاث وكان أتباعها يعيشون معاً أسرة واحدة ولكن «إسرائيل» أكدت عنصريتها وهي التي تحاول الآن فرض «اليهودية» على كيانها الغاصب.
وحذر البطريرك لحام من خطر تسلل الفكر الإرهابي التكفيري لـ»داعش» وغيره إلى سورية ودعا إلى تعزيز عرى المحبة بين أبناء الأسرة السورية الواحدة.
وردّاً على سؤال حول موقفه من الدول التي تساند الحرب الإرهابية على سورية قال البطريرك لحام: أوقفوا نزف الدماء السورية فالحضارة ليست فقط أن تعترفوا بخطأ ما اقترفتم بحق أبناء الشعب السوري بل أن توقفوا سفك الدماء وتتركوا الفرصة ليعود التناغم الجميل إلى فئات وأطياف هذا الشعب, وأضاف: أعطوا السلام لسورية اليوم تحصدوا السلام والاستقرار في المنطقة والعالم أجمع وتتخلصوا من «الإسلاموفوبيا» في بلدانكم، مبيناً وجود أمرين أساسيين يجب فعلهما كما أشار الحبر الأعظم في رسالته في عام 2013 وهما: تحقيق الحل الإقليمي المتوافق مع الأزمة في سورية وتحقيق العدالة لفلسطين وهما أمران يدركهما كل العالم.
وختم البطريرك لحام مؤتمره الصحفي بالتأكيد أن الكنيسة في سورية تعمل من أجل إحلال السلام فيها وبما يؤكد على رسالة سورية الحضارية وأن بطاركة سورية ومطارنتها جميعاً يجولون العالم حاملين هذه الرسالة باعتبارهم منبراً متنقلاً لسورية يحملون معهم حيثما حلوا وارتحلوا آلام الوطن وآمال شعبه وآلام فلسطين وآمالها معاً.

 

Facebook
Twitter