الامام الخالصي يدعو العلماء الى ان يكونوا دعاة للخير ووحدة الامة

دعا المرجع الديني الكبير الامام المجاهد الشيخ جواد الخالصي إلى تقوية كلمة الأمة وجمع كلمتها ووحدة أبنائها والسير الحقيقي على نهج النبي ( ص) والتمسك به كأمر واجب لا يجوز التخلي عنه.
وقل سماحته في خطبة صلاة الجمعة الموحدة في قرية ركة حجي سهيل التابعة لقضاء المحمودية بمحافظة ديالى إن سبب التخاذل والتراجع الذي نراه اليوم في واقعنا ومجتمعنا هو رفع شعار إلقاء المسؤولية وعدم تحملها, لذا يجب علينا أن نتحمل الأمانة التي امرنا ربنا تعالى بها، ونتمسك بذلك لخلاصنا من المحن والفتن .
وجدد سماحته دعوته العلماء الى أن يكونوا دعاة للخير ووحدة الأمة، وأُحذرهم من أن يقصرّوا بتوجيه الأمة للتمسك بالإسلام، وقوة الأمة تكمن في وحدتها وهو طريق النجاة والخلاص لكافة الشعوب.
واضاف سماحته ان مخطط الأعداء هو تفريقنا، وما كان لينفذ بيننا لو كنا نملك الوعي والبصيرة والفهم، لكي لا نستدرج إلى هذه المخططات، ووجدوا عند البعض استعداداً لتفريقنا، ثم لنسير بمشروعهم الخبيث ليتحكموا بنا وبمقدراتنا ومصيرنا، ان الاعداء يخططون كما يريدون ويضعون الأنظمة والقوانين كما يشاؤون، ويطلبون منّا أن نسير خلفهم، ومن يعترض منّا فسيكون في موضع الإدانة، فهم يفعلون كل أفعال القسوة على البشر، ثم ينسبون هذا إلى غيرهم، ويشردون شعوبا كاملة ثم ينسبون الإرهاب إلى هذه الشعوب المستضعفة، وهذا أمرٌ بدأوا هم يحسون بخطورته بعد ان انكفأ عليهم.
واكد سماحته، ان الأمم الضعيفة التي لا تركن لحكم الله تعالى تتراجع رسالتها، والأمة المنكفئة تتخلف دعوتها، ولكن أمة الاسلام حتى في لحظات التراجع تتوسع لأنها مصونة بأمر الله تعالى وتنشر بتسديد من الله تعالى ففي هذه الأيام يُمنع المسلمون من دخول بعض الدول والمدن، ولكن ماذا كانت النتيجة؟ انقلبت المطارات إلى مساجد، ، وانقلبت الشوارع إلى مسيرات، وأرتفع الأذان في الكنائس، وهذا من تفاعل وتعاطف الناس هناك.
واشار سماحته الى إن واجب أهل العراق أكبر من واجب بقية بلاد المسلمين، لأن العراق هو البلد الذي تجتمع فيه كل الأفكار وكل المدارس وكل التيارات الفكرية والعقائدية وغيرها، وهو بلد أئمة المسلمين والعلماء الذين كانوا على نفس هذا المنهج، ولم يكونوا من جهة أُخرى أو فئة أُخرى.
واضاف سماحته: متوهم من يظن أن أئمة المسلمين كانوا على خلاف مع أئمة أهل البيت(ع)، بل ان أئمة المسلمين كلهم اثبتوا وقالوا: أن منهج أئمة المسلمين كافة مرتبط بمسيرة الأئمة من أهل البيت (ع)، ومنهج أهل البيت (ع) مرتبط بكتاب الله وسنة رسوله محمد (ص)، فنحن أمة واحدة بمرجعتيها ودينها، وليس عندنا مذاهب بمعنى التضييق والطائفية، بل عندنا إجتهادات ومدارس وأفكار، وهذه موجودة في كل الإتجاهات الإسلامية.
ونوه سماحته الى ان من يرتقي منبراً أو يجلس في مركزٍ للإعلام، أو يتحدث بحديث ويدعو إلى غير وحدة الأمة، فهو يخدم أعداء الله ان كان يعي ذلك.
وعرج سماحته على إن مسؤولية أهل العراق مسؤولية عظيمة، لإننا إذا تمكنا من إجتياز هذه المحنة، سنعطي مثالاً على أن الأمة لا تنهزم وستبقى موحدة مهما فعلوا وخططوا، ونؤكد إننا سنخرج من المحنة ونحن أمة أصلب في عبادتها لله وفي وحدتها وتطبيق شرع الله تعالى، وعلى إن من السعادة العُظمى أن يلتقي أبناء الإسلام في جمعة جامعة، لنؤكد أن أحكام الشرع تجمعنا, ونُعلن من هذا المكان المبارك إننا في لحظة مهمة من لحظات الوعي المتجدد، وأن هذه الجمعات الجامعة هي المرتكز الذي ينقلنا إلى مشروع الوحدة والنهضة والقوة وإلى تجاوز الأزمة التي خططها لنا الأعداء ووقع فيها البعض جهلاً أو عمداً.
وقال سماحته، انالعالم كله اليوم ينتظر المنقذ للخلاص من الفساد، ولكن من هو المنقذ؟ لا يمكن أن يأتي المنقذ من حانات الخمور والفجور ولا من الأماكن السياسية التي تعمل سراً في ظل الارتال الوافدة من الصهيونية وفروعها. المنقذ ليس الذي يتجبر على الناس ويأتي بقرارات ظالمة بكل لحظة، ويدعو إلى نقل السفارة من بلد محتل إلى بلد محتل أكثر قدسية منه وهي القدس، ان المنقذ كما نراه هو الذي يأتي من هذه الامة التي تتمسك برسالتها من خلال السير على سيرة النبي محمد ( ص) وتكاتفها ووحدة كلمتها، ليأخذ بالبشرية كلها إلى طريق الإنسانية الصالحة والإيمان الحق بالله تعالى ونصرة المظلوم ومعاقبة المستكبرين أينما وُجدوا.

 

Facebook
Twitter