(الآلهة والجواميس في مديرية الأمن) لنعيم عبد مهلهل

رواية الكاتب العراقي نعيم عبد مهلهل الجديدة ( الآلهة والجواميس في مديرية الأمن ) صدرت عن دار ميزوبوتاميا للطباعة والنشر والتوزيع في بغداد ، حكاية أخرى من حكايات المكان وأساطيره ، عالم الأهوار وعولمته الأبدية مع المتغيرات الحضارية والروحية في عالم صنع فتنته من خلال غرائبية ما ما يحدث هناك.
الرواية سيمفونية عشق اخوي بين أخ وأخته ليكون هاجس التذاكر والإيحاء هو ما يملهما في لحظة استذكار الطفولة والأحلام والأزمنة الغابرة .
هو يسكن على ضفاف الراين الألماني وهي تسكن على ضفاف الأهوار ، وعلى أديم المكانين تبدأ عصور ألحكي تفسر ما يحدث في وطن أجمل غرامياته تصنعها حروبه ودموع ضحاياه منذ موتى الاقبية الجنائزية في مقبرة مدينة أور المقدسة  وحتى ضحايا جبهات الحروب الأخرى منذ شجار السلالات وحتى زيارة الحاكم المدني بول بريمر لمدينة الجبايش في 2004.
الرواية رؤى تتشابك في هواجس التاريخ والجغرافية والغرام ، وفيها استطاع الراوي ( نعيم عبد مهلهل ) أن يجد لذاكرته فسحة من التمتع بهاجس الشهرزادي في الإنصات الى متعة الأساطير في التعبير عن الحقيقة الخفيفة لهذا العالم عبر أدراك حقيقة أن المكان الحقيقي هو المكان الذي يسكب على ترابه الأب عرق الجبين وتنحب فيه حنجرة أمك بمواويل فراقك لها ، وتصنع فيه أختك ( هاشمية ) دمى آلهة الطين لتعيد الى فمك عطر كل لحظة طفولية صنعها عومكما معا في قيلولة الجواميس بمياه الأهوار الخضراء.
(الآلهة والجواميس في مديرية الآمن ) رواية الجنوب وخصوصيته أينما يكون ويعيش.
إباحية المشاهد في ليل أوربا ، ولحظات نعاس الشقق وسيمفونيات بتهوفن وباخ موزارت واديث بياف لن تمنع اللحظة الشهية الى تلك الأمكنة التي صنعتها خواطر آلهة المدن التي كل بيوتها من الطين والقصب.
حكاية يعيشها اثنان فقط .أخ وأخته ولا يشاركهما متعة استذكار تلك الرومانسيات الساخرة سوى خيال الأب والجد والنساء اللائي تعرف عليهن في منفاه ، وهناك فصل المدينة التي بناها الوالي العثماني مدحت باشا لتأتي بعد اغتاله مخنوقا بحبل في سجنه الحجازي زوجته الشركسية لتسجل خواطر الحنين إليه على جدران بيوت المدينة التي أسسها وتحاذي تماما مدن الأهوار التي كلما هدها الجوع واليباب ، حملت أمتعتها وهاجرت الى المدينة.
نعيم عبد مهلهل ، في روايته الجديدة ) الآلهة والجواميس في مديرية الأمن ) يعيد ترتيب الصدى الذي تعشقه مسامعه في محاولة استعادة سحر المكان الذي ينتمي إليه.

الرواية رحلة رومانسية وحزينة وشهية في عالم استعادة الكريات وصعود شهوات الوسائد الى سقوف الشهقات المتبادلة ، وقراءات تأملية لمتغيرات العالم في ثوراته وثقافاته وأحلامه.

Facebook
Twitter