يكتب عبده جبير في “أهم أسباب الليل” عن صديقه الفنان التشكيلي ثروت فخري، الذي مات منتحرا يائسا من الحياة مقالا عذبا يرثيه فيه بعنوان “موت الحجرة”.
كما يكتب عن الشعراء الذين رحلوا عن عالمنا تاركين تراثا شعريا خالدا، فيكتب عن نجيب سرور وعن أمل دنقل وعن عبدالرحمن الأبنودي ويكتب “صرخة قصيرة بطولة يحيى الطاهر عبدالله”، وكذلك عن محمود درويش وإبراهيم عبدالعاطي وصلاح جاهين وغالي شكري والمناضل المثقف محمد السيد سعيد وغيرهم.
ولعل أكثر ما يميز كتاب “أهم أسباب الليل” أنه لم يقتصر على كتابة “بورتريهات” عن الشخصيات التي يتناولها، وإنما نوّع في كتابته بين طريقة الشهادات الحيّة، أو كتابة “سيناريو” مقسّم إلى مشاهد ولقطات، ويحوي طرفا من حياة الشخصية وآثاره مثلما كتب “سعاد حسني.. فيلم مصري طويل” أو كتابة مقال يذكر فيه مواقف وأحداثا ذات صلة بمن يتحدث عنه.
كما يذكر جبير نبذة من آراءه النقدية الهامة حول بعض كبار الكتّاب مثل فرجينيا وولف ومرغريت دورا وغابرييل غارسيا ماركيز” وغيرهم.
ويتناول أيضا في كتابه شهادات خاصة عن تجربته في الكتابة والرواية منها شهادته التي ألقاها في مؤتمر الرواية العربية بالمغرب عام 1986 بعنوان “رسالة في النظر”، وكتب كذلك عن “محركات الكتابة” وعن العلاقة بين الرقابة والنص الإبداعي، وغير ذلك من المقالات الأدبية والثقافية الهامة.
تجدر الإشارة إلى أن عبده جبير، روائي وكاتب مصري من جيل السبعينات، صدر له عدد من الروايات والمجموعات القصصية منها “تحريك القلب” و”مواعيد الذهاب إلى آخر الزمان” و”سبيل الشخص” و”رجل العواطف يمشي على الحافة”.
كما أصدر عددا من الشهادات الهامة حول نجيب محفوظ في كتابه “بفضل كل الخيال” و”النغم الشارد عن المعركة بين الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم” وغيرهما من الكتب التي صدرت مؤخرا عن دار آفاق للنشر.