استشهاد 294 صحافيا خلال 13 عاما – القسم الثانيفي مدينة الموصل وحدها استشهد 60 صحفيا منذ يوم الغزو حتى الان

 

عصابات داعش الارهابية تبطش بالصحفيين والاعلاميين في نينوى

 

 

ما يزال العراق يتصدر مشهد مؤشرات قائمة الإفلات من العقاب التي تصدرها لجنة حماية الصحافيين، اذ بلغت نسبة الإفلات 100. %

ولم تبد السلطات العراقية، على مدار العقد الماضي، الاهتمام المناسب لملاحقة المتهمين بجرائم القتل المتعمد للمراسلين والكتاب والنشطاء الصحافيين، التي لم يُكشف عن مرتكبيها الى الآن. على الرغم من فتح العديد من التحقيقات ووجود أدلة دامغة لإدانة جهات بعينها، لكن من دون اتخاذ اي إجراءات تذكر، اذ قُيدت اغلب جرائم القتل المباشر للصحافيين ضد مجهول.

ووفقا لتحليلات مرصد الحريات الصحافية (JFO)، فإن غالبية جرائم الاستهداف المباشرة للصحافيين والفرق الإعلامية جاءت بسبب طبيعة التغطيات الصحافية ونقل أنباء عن ملفات فساد ضد جهات حكومية نافذة وانتقادات لمجاميع مسلحة مختلفة.

تظهر المعطيات والدلائل المتوفرة أن أغلب الصحافيين الذين استهدفوا في مناطق العراق تعرضوا للاختطاف  والتعذيب قبل مقتلهم.

والامثلة على ذلك:

في 12-1-2016  قُتل مراسل ومصور قناة الشرقية الفضائية في محافظة ديالى، وقال ممثل مرصد الحريات الصحافية (JFO) في محافظة ديالى، ان مراسل قناة الشرقية سيف طلال ومصوره حسن العنبكي قتلا عندما كان عائدين من تغطية اعلامية لجولة ميدانية مع قائد عمليات المحافظة.

وأبلغ ضابط في قيادة شرطة محافظة ديالى مرصد الحريات الصحافية ، إن “مسلحين مجهولين يستقلون سيارة حديثة اجبروا السيارة التي يقتادها طلال والعنبكي على التوقف في منطقة شهربان التابعة لقضاء المقدادية، واطلقوا عليهما النار من اسلحة رشاشة مباشرة ما أدى لمقتلهما في الحال”.

وفي 17-5-2015 اعدم تنظيم “داعش” المنسق الصحافي فراس ياسين الجبوري الملقب بفراس البحر، بعد اختطافه من منزله في منطقة القادسية الثانية شمال شرقي الموصل، مصادراً اجهزة هواتفه النقالة وكمبيوتره الشخصي.

 وابلغ محمد صالح، وهو أحد أقارب البحر، مرصد الحريات الصحافية (JFO)، إن “عناصر التنظيم كانوا يتحدثون عن معلومات وتقارير صحفية تخرج من المدينة إلى وسائل إعلام في العاصمة بغداد وأخرى أجنبية.”

عائلة الضحية الصحافي فراس البحر تلقت بلاغاً، في تمام الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، في 17 من آيار/مايو 2015 يخبرهم بضرورة الحضور إلى دائرة الطب العدلي التابع لمستشفى الجمهوري في المدينة، لاستلام جثة ولدهم التي بدت عليها آثار الرصاص في منطقة الرأس والصدر، لأنه “اعدم بتهمة الخيانة والتجسس”.

وفي 16-7-2015 اعدم تنظيم “داعش” المصور الصحافي جلاء عدنان العبادي وابلغ عائلته بالتوجه إلى دائرة الطب العدلي في مستشفى الجمهوري وسط الموصل، لتسلم جثته، ليترك خلفه زوجة وطفلين.

وفي 5-8-2015 اعدم تنظيم “داعش” الكاتب الصحافي عائد غازي العبيدي بعد ان اختطفه التنظيم واحتجزه لاكثر من اسبوع قبل ان يبلغ ذويه بضرورة استلام جثته من الطب العدلي بعد اعدامه باطلاق ناري.

العبيدي، الذي يبلغ من العمر 65 عاما، أشتهر بكتابته لعمود ثابت في عدد من الصحف المحلية في الموصل، تحت عنوان “ياسيدي يا صاحب الحوت”، بالإشارة الى النبي يونس الذي يعد ابرز معالمها، وكان مهتما بقضايا الفساد المالي في عادته وربطها بملف العنف والارهاب.

وفي 9-8-2015 اعدم التنظيم المتشدد طالب الإعلام في جامعة الموصل زهير كنان النحاس، بعد أقل من اسبوع على اختطافه من منزله في منطقة المثنى شرقي الموصل.

النحاس البالغ من العمر 20 عاماً، طالب إعلام  في جامعة الموصل بالمرحلة الثانية وهو الابن الوحيد لأهله، كان قد التقط صورة صحفية من داخل منزله لاحدى العجلات المتفحمة، عند استهدافها من طيران التحالف الدولي، وقد انتشرت الصورة التي التقطها في وسائل الاعلام المحلية، وكانت السبب وراء اعدامه.

وفي 16-8-2015 أقدم تنظيم “داعش” على إعدام المراسل الصحافي يحيى الخطيب، بعد مرور 13 يوماً على الاحتفال بدخول ربيعه الثامن والعشرين من عمره.

الخطيب عمل مراسلاً رياضياً ومقدماً للبرامج في الفضائية الموصلية، ثم انتقل للعمل في قناة نينوى الغد الفضائية، حتى وقوع المدينة بيد داعش الاجرامي.

الخطيب غادر مدينة الموصل في نهاية عام 2014 متوجهاً للعاصمة بغداد، ثم عاد الى اربيل شمالي العراق بعد ثلاثة اشهر بعد ان عجز عن الالتحاق باحدى وسائل الإعلام في العاصمة أو الحصول على اي مساعدة مالية او معنوية من قبل نقابة الصحافيين العراقيين عاد إلى مدينة الموصل.

وتشير الإحصائيات التي أجراها مرصد الحريات الصحافية (JFO) منذ عام 2003، عن مقتل 60 صحفيا عراقيا في الموصل من العاملين في المجال الإعلامي، بضمنهم 37 صحفياً و فنيا ومساعدا إعلاميا لقوا مصرعهم أثناء اداء مهامهم الصحافية، فيما شهدت المدينة ذاتها اعدام 13 صحفيا ومساعدا اعلاميا على يد تنظيم “داعش” بعد سيطرته على المدينة، فيما شهدت المدينة على مدار العقد الماضي مقتل 10 صحفيين وفنيين اخرين لم يات استهدافهم بسبب عملهم الصحافي.

وفي 6-5-2015 وجدت الشرطة العراقية الصحافي رعد الجبوري مقتولا  في منزله بعد يوم من اختفائه، فيما قال والده ان “رعد قتل في منزله عندما واجه اكثر من اطلاقة نارية، واحدة منها اخترقت قلبه وخرجت من ظهره”.

واتصل رجل بمرصد الحريات الصحافية، وقال ان داره يقع بالقرب من منزل الصحافي رعد الجبوري “وجدنا صديقكم الاعلامي مقتولاً في شقته”.

واوضح الرجل الذي رفض الكشف عن اسمه، ان “الجبوري زودنا بارقام هواتفكم وثلاثة صحفيين آخرين واوصانا بابلاغكم عن اي طارئ يحدث له”.

ووجد اصدقاء وجيران الجبوري جثته في شقة له تقع في منطقة القادسية غرب بغداد بعد اختفائه لمدة يوم.

وقال وعد الله الجبوري، وهو والد الضحية، ان عملية قتل ابنه رعد الجبوري كانت متقنة ودقيقة وليست عملية انتحار مثلما روج لها البعض.

وابلغ مرصد الحريات الصحافية، بان “رعد قتل برصاصة في القلب ولكننا وجدنا رصاصة اخرى اصابت الوسادة التي كان ينام عليها واخرى اصابت كرسيا كان بقربه”.

وفي 29-10-2015 عثرت الشرطة المحلية في محافظة البصرة على جثة مراسل موقع “العراق تايمز” الاخباري سياب ماجد العقابي، في منطقة ياسين خريبط وسط البصرة، بعد مرور اقل من 24 ساعة على اختطافه على يد مجموعة مسلحة.   وقالت الشرطة، ان مفرزة امنية عثرت على جثة الصحافي الشاب سياب ماجد العقابي الذي اختطف في منطقة ياسين خريبط وسط البصرة.

واشارت الشرطة الى ان الجثة بدت عليها اثار تعذيب واطلاقات نارية في منطقة الرأس.

 حالات الاختطاف والتعذيب

أستمر تنظيم “داعش” بملاحقة الصحافيين والعاملين في وسائل الإعلام، لاسيما مع استمرار تدفق المعلومات من داخل المدن التي يسيطر عليها، لوسائل الإعلام المحلية والأجنبية، مما دفع التنظيم الى التشديد على متابعة مصادر المعلومات والصور المسربة والبحث عن مصادرها.

وتُظهر أبحاث مرصد الحريات الصحافية (JFO)، أن بعض الصحافيين المختطفين من قبل “داعش” غالباً ما يصبحون مجهولي المصير، حيث ما يزال 10 صحفيين ومساعدين اعلاميين خطفوا في اوقات متفاوتة لم يعلن عن مصيرهم.

وعمد التنظيم الى اختطاف 18 صحافياً ومساعدا اعلامياً من ضمنهم 4 طلاب يدرسون الاعلام في جامعة الموصل، يعتقد أن اغلبهم مازال محتجزاً في سجن التسفيرات، وسجن بادوش، ومعسكر الغزلاني، بينما ادت وساطات عشائرية وقبلية الى  الأفرج عن 25 منهم بعد تعرضهم للتعذيب الشديد.

وغالباً ما تكون عمليات اختطاف الصحافيين في الموصل عنيفة وتتضمن الضرب والإساءات ومصادرة مقتنيات من يكون المستهدف.

وفي 25 اب / اغسطس 2015 أقدم التنظيم على اختطاف المصور الصحافي عادل الصائغ من منطقة باب الطوب وسط المدينة.

الصائغ، البالغ من العمر 40 عاما، عمل مصوراً صحفياً لفضائية صلاح الدين في الموصل، لسنوات عديدة، حتى اجبر على ترك عمله بشكل نهائي خوفاً من بطش التنظيم المتشدد، وذهب لمزاولة مهنة بسيطة في احد اسواق المدينة، واطلق التنظيم سراحه بعد اسبوعين، بعد التحقيق معه وتعرضه للتعذيب.

وفي  1-8-2015 اختطف تنظيم داعش اربعة طلاب يدرسون في جامعة الموصل في كلية الاداب قسم الاعلام. بعد ان هاجم منازلهم في مناطق مختلفة من المدينة.

ممثل مرصد الحريات الصحافية (JFO) في محافظة نينوى، قال ان عناصر من التنظيم شنو حملة بحث عن طلاب في كلية الإعلام في وقت متاخر من ليلة امس الجمعة واختطفهم بتهمة التواصل مع مؤسسات صحفية عراقية واجنبية.

واودع تنظيم داعش الطلاب الاربعة في سجن (الغزلاني) لعرضهم على القاضي الشرعي للتنظيم.

ويقول سكان محليون من المدينة، ان الطلاب الاربعة الذين تم  اختطافهم، “متهمون من قبل التنظيم بنشر الاخبار والمعلومات في وسائل الاعلام العراقية والاجنبية كونهم من الطلاب المتميزين في كلية الاعلام”. حسبما ابلغهم عناصر التنظيم عند تنفيذهم لعملية الخطف.

ويتحفظ مرصد الحريات الصحافية، عن ذكر أسماء وقضايا  13 صحفياً ومساعداً إعلامياً تعرضوا للاختطاف والتعذيب، قبل ان يفرج عنهم، استجابة لرغبتهم بحجب اسماءهم، خوفاً من أية عمليات انتقامية تتعرض لها عوائلهم التي ما زالت ممنوعة من مغادرة مدينة الموصل.

 

 

Facebook
Twitter