أيام خارج التصنيفجمال حافظ واعي

1
أن تعيش في وطن لا يفسح مجالا ليومك، ولا يمنحك نافذة لتبصر منها، تلك هي مشكلة الكائن المحشور
في هذه التراجيديا
التي لادور له فيها.
2
شروق الشمس لا يعني يوما جديدا، في تقاويم المدن
الممسوخة. انه تركة ثقيلة أخرى، ينوء بحملها الممسوخون.
3
قال لي صديقي المتشرد الذي وجدوه
متجمدا قرب دجلة ذات يوم: سيأتي البرد قريبا، قال ذلك وكأنه يترقب عدوا سوف ينقضّ عليه.. في أندنوسيا كنتُ
أرى المشردين نائمين على المصاطب، وعلى الأرصفة، وكنتُ في سري أحسدهم على ذلك. فالمناخ هنا ليس عدوانيا وليس متطرفا
يقتل أبناءه العزّل.
4
صمتتْ المدافع على جبهات القتال، وأصبح الجنود العائدون من الحرب، أعداء للوطن، حين طالبوه بحقوقهم، وبأيامهم المسفوحة على سواتر الموت. وبدلا من أن يناموا في ملاجئ مسقّفة أخذوا ينامون في العراء. والحرب ذاتها لم تتوقف إلاّ في بيانات الدولة. فالموت الحقيقي هو موتها الذي تقترحه، لا الموت الذي يحدث خارج سطوتها.
عندما تنتهي الحرب المشبوهة يستحيل الجنود الذين
بقوا على قيد الحياة مشبوهين مثلها!
5
قردة السيرك ذاتهم لا يتغيرون،
وهواجسنا مشدودة إلى ذلك السيرك، الذي يوجز مصائرنا، فهل ثمة سقوط أكثر من هذا؟

Facebook
Twitter