عبد الرضا الحميد
أما من ناصح ينصح اهل ( المنطقة الخضراء) فيكف عنهم ، لوجه الله ، ووجه عباده المستضعفين في ارضه ، والساكنين قاعها ، سوءات انفسهم ، ويقيهم وبيل عاقبة أماراتها عليهم وعلى العباد ، يوم لاينفع دولار ولا بوش ولا اوباما ولا بلير ولا المصون كوندي ؟
أما من هاد يهديهم ، لوجه الله ، ووجه المشردين من اهلنا في مغارب الارض (الامريكيةالبوشية الاوبامية) ومشارقها ، الى ان دربا يدرب فيه بوش واوباما هو ( درب الصد مارد) فالدارب فيه خلاف رغبة شعبه مفقود مفقود مفقود ، فلا ثواكله تثكل به ولا ارامله تترمل ولا الصغار الى يتم يصيرون ، لانه ليس اكثر من ذاك الذي اذا غاب لايفتقد واذا حضر لايعد وان صور له الاميركان نفسه عملاقا كعوج بن عنق رأسه في مشرق النيل وقدمه في غربها.
أما من مذكر يذكرهم ان الزرازير لو طار طائرها ، يجب الا تتوهم انها صارت شواهينا ؟ او ناعب ينعب في رؤوسهم (لو دامت لغيرك ماوصلت أليك )؟
أما من مناد ينادي بهم : الا ايها الخضرائيون اسمعوا وعوا ، واذا سمعتم فأنتفعوا ، فأن من قبلكم كانت ملوك تتوجت برعاية الخالة بريطانيا ، وسلاطين تسلطنت بحماية الامبراطورة التي لاتغيب عن ارضها الشمس ، فلا الخالة ولا الامبراطورة ولا التيجان شفعت للرؤوس التي حملتها ولا السلطنات درعت سلاطينها ساعة تيقظ الناس من غفلة او من نوم او من سهو حدث سهوا ، فما رد الناس عنهم الا انفسهم ، وسكوت الناس حلم ، ولكنه حلم الى حين ، وما أغضب الحليم اذا غضب .
اما من محدث يحدثهم ان في كل منزل وفي كل عائلة عراقية خارج منطقتكم الخضراء كارثة قائمة ، وحاضر مهدور، ومستقبل دمه مسفوك ، وخوف قائم من يوم آت مجهول ، وسبب الاسباب بوش وجنده الابقين ، وان توقيع صك انتداب، او بورتسموث جديدة مع غزاة البلاد ومحتليها ، وقاتلي شعبنا وسافحي دم بنيه ، وهاتكي شرف حرائره وعرض صباياه ، وسارقي ثرواته وناهبيها ، ومهرئي نسيج شعبنا وممزقي وطنه ، والوالغين في دمه من الوريد الى الوريد ، هو مكافأة لهم على جرائم ماوقع مثيلها على ايدي عتاة المجرمين في كل التواريخ ، وهي مكافأة لن تقرها كرامة الشعب ولا وعيه ولا صبره ، وان مآلها مآل بارتسموث وغيرها.
واما من قائل لهم وقد وقعوا على صك الانتداب ان حالهم مع بوش واوباما أقل شأنا واكثر سوءا واشد بلاء من حال الصياد مع معز الدولة.
قال ابو الحسن الدامغاني ـ صاحب معز الدولة ـ كنت في دهليز معز الدولة فصاح صائح (نصيحة نصيحة ) فأستدعيته وقلت ( ما نصيحتك؟) فقال ( لااذكرها الا للامير ) فادخلته على الامير وقال بين يديه( انا رجل صياد بناحية المدائن وكنت أصيد فعلقت شبكتي بأسفل جرف فاجتهدت في تخليصها فتعذر علي ذلك حتى نزلت وغصت في الماء فاذا هي معلقة بعروة حديد فحفرت فاذا قمقم مملوء مالا فرددته وجئت لاخبر الامير.
وقال الدامغاني : فانحدرت معه الى المدائن العتيقة وقصدنا الجرف ووجدنا القمقم وقلعناه وسعيت بنفسي في تتبع الموضع فتقدمت الصياد فوجدت سبعة قماقم مملوءة مالا فحملنا الجميع الى معز الدولة فسر به فأمر للصياد بعشرة الاف درهم فأمتنع عن قبولها وقال : الذي اريده غيرها:
فقال له معز الدولة : ماهو؟
قال : تجعل لي صيد تلك الناحية وتمنع كل احد غيري من الصيد
فضحك الامير وعجب من جهله وحمقه فالارض ارض الصياد نفسه