عبد الرضا الحميد
في الاسبوع الماضي اعلن رئيس مجلس النواب عن اختفاء اربعين مليار دولار من خزائن الحكومة العراقية دون ان يعثر احد على كيفية انفاقها ومن انفقها وعلى ماذا ولاجل ماذا.
ولان اعلانا مثل هذا ينطوي على الكثير من التفسيرات والتأويلات ويستدعي ازمة سياسية يفترض ان تأكل من عمر الوطن والشعب سنة اخرى بعد ان اخفق الفائزون في الانتخابات الماضية والفائزون بالاضافة والفائزون على طريقة ( شيلني واشيلك) والفائزون بدعم الخالة اميركا او الخالة طهران والفاشلون الذين حصدوا ما لم يحصده الفائزون طيلة سنة كاملة في ستر عورة الحكومة ، الا ان مجرد التصريح به من قبل ثاني اثنين او ثالث ثلاثة في مقصورة الرئاسة الخضراوية يعطي مؤشرا الى موجة جديدة من الفضائح التي لاحقت وتلاحق هذه الحكومة منذ ولايتها الاولى تفوق بخطورتها وثائق ويكيليكس.
وبعيدا عن لغة التصفيات والتسقيطات التي يعمد اليه الشركاء الانداد في حكومة المنطقة الخضراء ، الجأ مرة اخرى الى لغة الرياضيات البسيطة لنعرف الحجم الحقيقي لجريمة اختفاء او لطش او هدر او سوء استخدام او تهريب الاربعين مليار دولار من اموال الشعب العراقي المسكين الجائع العاري المشرد المسلوبة حقوقه من الفها الى يائها.
* لو استخدمت هذه الاربعين مليار دولار في بناء مدارس لابناء العراق بدل مدارس الطين والقصب التي يتعلم فيها التلامذة جنبا الى جنب مع العقارب والافاعي والفئران والجرذان ، وخصص لبناء كل مدرسة مبلغ نصف مليون دولار، لقامت عندنا 8000 مدرسة من اثني عشر صفا نموذجيا تستوعب 32 مليون تلميذ وطالب. ولان اعداد طلابنا وتلامذتنا اقل من ربع هذا العدد، فسيكون امامنا امران: اما ان نستورد طلابا وتلامذة من افريقيا وشرق اسيا ونعلمهم لوجه الله تعالى ، او نرجع كل الشعب الى مقاعد الدراسة.
* ولو وزعنا هذا المبلغ على المواطنين بدون سكن بواقع خمسة وعشرين الف دولار لكل عائلة من خمسة انفار لبناء دور صغيرة لهم على اراضي الوطن الشاسعة لقامت عندنا مليون وست مئة دار تأوي ثمانية ملايين مواطن، ولانتهت مشكلة السكن الى الابد.
* ولو وزع هذا المبلغ على الشباب بلا زواج وبواقع عشرين الف دولار لكل عروسين لضج الوطن من اقصاه الى اقصاه فرحا وتكبيرا بزواج اربعة ملايين شابة وشابة، ولانتهت ازمة الزواج مرة واحدة.
* ولو وزع هذا المبلغ على العوائل المهجرة والعوائل التي دمرت التفجيرات منازلها بواقع مئة الف دولار لبناء او شراء مساكن لها تعويضا عن مساكنها التي دمرت او نهبت، لانقذنا اربع مئة الف عائلة تتكون مما لايقل عن مليوني مواطن من التشرد والتهجير، ولانتهت ازمة هؤلاء مرة واحدة ايضا.
* ولو وزع هذا المبلغ على العاطلين عن العمل بواقع 25 الف دولار لفتح ورشة او بقالة او عطارة او مقهى او مطعم صغير او او او ، لوجد مليون وست مئة عاطل عن العمل مصدر رزق دائم شريف لعوائل لايقل عديدها عن ثمانية ملايين مواطن، وبذلك لانتهت مأساة المواطنين الواقعين تحت خط الفقر المشؤوم.
* ولو وزع هذا المبلغ على مليوني ارملة لكانت حصة كل ارملة عشرين الف دولار ، ولو وزع على اربعة ملايين يتيم لكانت حصة كل يتيم عشرة الاف دولار.
الا يستحق مبلغا مثل هذا يوفر هذه الفرص المثالية النادرة لانقاذ شعب العراق من اخطر ازماته ان يتظاهر لاجله العراقيون ويعتصموا حتى تقديم (اللاطشين واللاهفين واللاغفين) بين ايديهم ليقتص منهم تحت نصب الحرية؟؟؟