ويكيليكس ينشر وثائق وبرقيات دبلوماسية اميركية سرية جدا

الملكان السعودي والبحريني ودولة الامارات يحرضون واشنطن على مهاجمة طهران

الكيان الصهيوني يتشاور مع مبارك ومحمود عباس قبل الهجوم على غزة

كشف موقع ويكيليكس الاحد عن نحو ربع مليون برقية دبلوماسية امريكية سارعت كبريات الصحف العالمية الى نشر اعداد منها تكشف عن خفايا الاتصالات الدبلوماسية الامريكية، مثل دعوة الرياض واشنطن الى ضرب ايران.
وتفضح الوثائق التي نشرها الموقع الاحد طريقة التعاطي التي غالبا ما تبقى سرية للدبلوماسيين الاميركيين مع عدد من القضايا، حساسة كانت ام لا. وعلى سبيل المثال، نقلت صحيفة الغارديان احدى هذه الوثائق الاميركية التي تكشف ان العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز دعا الولايات المتحدة الى ضرب ايران و”قطع رأس الافعى” لمنعها من انجاز برنامجها النووي. وبالنسبة الى الملف الايراني ايضا كشفت وثيقة نشرتها صحيفة لوموند الفرنسية ان اسرائيل ابلغت الولايات المتحدة في كانون الاول/ديسمبر 2009 ان استراتيجيتها للتفاوض مع ايران “لن تنجح”. وتعرض مراسلة اميركية محادثة جرت في الاول من كانون الاول/ديسمبر 2009 بين عاموس جلعاد مدير الشؤون السياسية والعسكرية في وزارة الدفاع الاسرائيلية وايلين تاوشر مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية. وقال جلعاد ان دبلوماسية الرئيس باراك اوباما التي تقوم على التفاوض “فكرة جيدة، ولكن من الواضح جدا انها لن تنجح”.
وقد تكون بعض الوثائق مربكة بالنسبة للقاءات مستقبلية بين الولايات المتحدة وشركائها. وفي هذا الصدد، نقلت مجلة در شبيغل تصريحات غير محببة اطلقها دبلوماسيون اميركيون ازاء المستشارة الالمانية انغيلا ميركل اذ قالوا انها “تخشى المجازفة ونادرا ما تثبت عن مخيلة واسعة”. اما بالنسبة الى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، فان اجهزة الاستخبارات الاميركية تعتقد بانه يبدي ريبة في تعاطيه مع الجميع و”احاط نفسه بحلقة من المستشارين الذين يمتدحونه الا انهم يكنون له الازدراء”. كما ان قادة اخرين نالوا حصتهم من هذه الوثائق الدبلوماسية، اذ ورد في احداها ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي “نزق وسلطوي”، فيما تصف احدى البرقيات الدبلوماسية رئيس الوزراء الايطالي بانه “ضعيف جسديا وسياسيا”.
وذكرت برقية دبلوماسية امريكية تم تسريبها ان العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز حث الولايات المتحدة مرارا على “قطع رأس الافعى” بشن هجمات عسكرية لتدمير برنامج ايران النووي.
ونشرت نسخة من البرقية المؤرخة في 20 ابريل نيسان 2008 في موقع صحيفة نيويورك تايمز على الانترنت الاحد بعد ان نشرها موقع ويكيليكس الالكتروني المتخصص في نشر الاسرار . واظهر الاتصال السري بين السفارة الامريكية في الرياض وواشنطن ان السعوديين يخشون من تزايد نفوذ ايران الشيعية في المنطقة ولاسيما في العراق المجاور.
وقالت الولايات المتحدة مرارا ان الخيار العسكري مطروح ولكن القادة العسكريين الامريكيين اوضحوا في نفس الوقت انهم يعتبرونه ملاذا اخيرا بسبب تخوفهم من ان يؤدي هذا الخيار الى اشعال صراع اوسع في الشرق الاوسط.
وذكرت برقية ابريل نيسان 2008 بالتفصيل اجتماعا عقد بين الجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الامريكية في الشرق الاوسط وسفير الولايات المتحدة في العراق في ذلك الوقت ريان كروكر والملك عبد الله وامراء سعوديين اخرين.
وقالت البرقية ان عادل الجبير سفير السعودية لدى الولايات المتحدة “اعاد الى الاذهان “خلال الاجتماع”نصائح الملك المتكررة للولايات المتحدة بمهاجمة ايران ومن ثم وضع نهاية لبرنامجها للاسلحة النووية. “قال لكم اقطعوا رأس الافعى”.
ولكن وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل حث على تشديد العقوبات بدلا من ذلك بما في ذلك فرض حظر على السفر ومزيد من القيود على الاقراض المصرفي على الرغم من عدم استبعاده الحاجة للقيام بعمل عسكري.
وذكرت برقية اخرى مرسلة من السفارة الامريكية في المنامة في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني عام 2009 بشكل مفصل اجتماعا عقد بين بتريوس والملك حمد بن عيسى ال خليفة ملك البحرين حيث مقر الاسطول الخامس للبحرية الامريكية .
وقالت البرقية ان الملك حمد جادل “بقوة من اجل القيام بعمل للقضاء على البرنامج النووي “الايراني” بأي وسيلة ضرورية كانت”. ونقل عنه قوله”هذا البرنامج لا بد من وقفه. “خطر السماح باستمراره اكبر من خطر وقفه”.
ووفقا لبرقية ارسلت من السفارة الامريكية في ابوظبي في ابريل نيسان 2006 اعربت دولة الامارات العربية المتحدة عن اعتقادها بان”التهديد الصادر عن القاعدة سيكون بسيطا اذا امتلكت ايران اسلحة نووية” ولكنها تحجم عن القيام بأي عمل ربما يثير جارتها.
وقالت البرقية ان حكام الامارة ابلغوا المسؤولين الامريكيين انه يتعين عليهم عدم السعي للحصول على مساعدتهم الا “كملاذ اخير جدا. اذا استطعتم حل شيء ما دون اشراك دولة الامارات فارجوكم افعلوا ذلك”.
وتنفي ايران ان برنامجها النووي ستار لبناء قنبلة نووية وتقول انه لاغراض سلمية تماما.
وقال الاميرال مايك مولين رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة في تصريحات نشرت يوم الجمعة ان الجيش الامريكي يفكر في الخيارات العسكرية بشأن ايران” منذ فترة زمنية كبيرة” ولكنه شدد على ان الدبلوماسية مازالت هي محل تركيز الجهود الامريكية.
وظهرت برقيات سرية أمريكية تم الكشف عنها الأحد إسرائيل تشاورت مع مصر وحركة فتح التي ينتمي إليها الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل بدء هجومها ضد حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في قطاع غزة في نهاية عام 2008. ووفقا لبرقية أرسلت من تل أبيب بتاريخ 2 حزيران/ يونيو 2009، قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك لوفد زائر من الكونجرس الأمريكي إن إسرائيل سألت عما إذا كانت مصر أو حركة فتح ستكون على استعداد لتولي السيطرة على قطاع غزة بمجرد هزيمة حماس.

Facebook
Twitter