عبد الرضا الحميد
السيد أسانج, الاسترالي البالغ من العمر 39 سنة الذي لايعرف العراقيين ولا العراقيون يعرفونه، زعم انه هتك ستار السرية الحديدية الاميركية، وطلع علينا باطنان من الوثائق التي تدمغ قوات الاحتلال الاميركي وبعض الاجهزة الامنية الحكومية العراقية بالوحشية واقتراف جرائم حرب مروعة، لم يكن يطمح في ان يكون نائبا في مجلس نواب المنطقة الخضراء ولا وزيرا في حكومتها، ومع يقيننا ان لابئر تنضح في واشنطن ولا بوق يصدح في لندن الا بامر الحكومة الخفية الماسونية الصهيونية القابضة على الحبل السري للعالم، الا ان في هتك السيد اسانج اسرار البنتاغون مجالا واسعا لاعادة وعي الذين غاب او غيب وعيهم سواء بفعل ماكنة دعاية حكومة العالم الخفية او بفعل ترويضات اعلام عملية المنطقة الخضراء السياسية.
السيد أسانج، المطارد، كما تزعم وسائل اعلام، من قبل اجهزة استخبارية عديدة, ليس اولها CIA ووكالات الامن القومي الاميركي, التي تصل الى ستة عشر جهازاً, وليس اخيرها اجهزة المخابرات البريطانية MI 5 + MI 6 وتوابعهما وافلاكهما, اضافة الى شركات الأمن الخاصة مثل بلاك ووتر ، لايعرف السيد المالكي ولا السيد المالكي يعرفه، ولايطمح ان ينافس السيد المالكي على رئاسة الحكومة المقبلة، ولا السيد المالكي يطمح في ان ينال شهرته، وليس بينهما غضاضة، ولا عداوة، لم يضع حتما نصب حدسيه ان يكيل السيد المالكي وثائقه بمكيالين، فيسمي الوثائق التي تجرم قوات الاحتلال بـ (اعترافات) ويسمي الوثائق التي تجرم الاجهزة الحكومية الامنية العراقية بـ (اتهامات) ، فيسلم بالاولى ويدينها ولا يسلم بالاخرى ولا يدحضها حجة بحجة او وثيقة بوثيقة او اسما باسم او رقما برقم او صورة بصورة.
ربما كان السيد أسانج الذي صار موقعه على ألسنة مليارات البشر وطبقت شهرته الافاق لتخصصه بمطاردة الفساد والجريمة بلغة العصر الاصدق (الوثيقة) ، مأمورا بالاجهاز على البقية الباقية من حزب المجرم بوش الجمهوري مع اقتراب موعد انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الاميركي نظير ماقدمه حزب اوباما الديمقراطي من خدمات خفية لحكومة العالم الخفية، او كان مأمورا بجر اذن اوباما قبل ان تنزلق قدمه بعيدا عن حلبة الجاز الصهيوني، مثلما كان غيره مأمورا باسقاط نيكسون في فضيحة (ووترغيت) واسقاط كلنتون في فضيحة مونيكا مونيليسكي، بعد ان غسلت الصهيونية يديها منهما.
لكن السيد أسانج الذي جلب عليه موقعه عداءات وكراهية ورغبات لا تنتهي بالتصفية أو الاغراء بالمال والامتيازات, ورفض “الجَزَرْ” واختار “مراوغة” العصيّ، لم يكن يدري قبل نشر وثائقه التي صفعت وجه العالم الغبي المطيع لاميركا، ان هناك وزراء ونوابا وزعماء سياسيين عراقيين سيواجهون وثائقه بتصريحات غبية مثل ( لاجديد ولا مفاجأة).
ولعله سيصرخ متسائلا:( كل هذا ولا جديد ولا مفاجأة؟ فأي جديد تنتظرون اوحش من هذا واية مفاجأة تنتظرون أقذر من هذا؟).
ولعله ايضا سيغص بلسانه وهو يصرخ بوجوههم : ( اذا كان انتهاك شرف الرجال واغتصاب النساء في السجون ليس امرا جديدا ولا مفاجأة، واذا كان موت رجالكم في السجون تحت وطأة التعذيب الوحشي ليس امرا جديدا ولا مفاجأة ، واذا كان الجلادون يبولون على جثث ضحاياهم الابرياء ليس امرا جديدا ولا مفاجأة ، واذا كان كان قتل العوائل العراقية الامنة على الطرقات او في مساكنها وقتل اطفال المزارعين العراقيين وهم يلعبون في مزارعهم، وقتل المؤمنين المطمئنين في مساجدهم ، واذا كان هد مبان كاملة على رؤوس ساكنيها الابرياء من قبل قوات الغزاة تحت شهوة النفس الامارة بالقتل والوحشية ليس امرا جديدا ولا مفاجأة ففي اية غابة وحوش من غابات وحوش الدنيا، انتم تتولون وزاراتها والنيابة عن اهلها وزعامة فئات سياسية منها؟؟..)
للمتشدقين بـ (لاجديد ولا مفاجأة) من الوزراء والنواب والزعماء السياسين اقول انكم واحد اثنين ، اما انتم شركاء بما فضحه السيد أسانج ، وان الله الذي يمهل ولا يهمل والشعب الذي يسكت بعض حين ولا يسكت كل حين سيحاسبانكم ذات ساعة حساب، واما انكم تعلمون فسكتم اتقاء لغضب ما او طمعا بغنيمة ما فيحق عليكم وصف الشياطين الخرس والخونة الذين خانوا الله والوطن والناس وخانوا الدين والقانون والعرف وحنثوا باغلظ الايمان.
ولله الامر من قبل ومن بعد.