صاحب الامتياز
رئيس التحرير
عبدالرضا الحميد

وليد المعلم من طهران : أهمية استثمار الانتصار على الإرهاب في حلب للعمل على تسوية سياسية للأزمة تحفظ وحدة سورية وسيادتها تعميق التنسيق السوري الإيراني الروسي في مواجهة الدور الخبيث الذي تلعبه بعض الدول الاقليمية

طهران-سانا : تلبية للدعوة التي تلقاها السيد وليد المعلم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين السوري من محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني وفي إطار التنسيق والتشاور الوثيقين بين الجمهورية العربية السورية والجمهورية الإسلامية الإيرانية استقبل الرئيس الإيراني حسن روحاني السبت الماضي الوزير المعلم الذي نقل إلى الرئيس روحاني تحيات الرئيس بشار الأسد وبحث معه سبل تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين إضافة إلى تطورات الأوضاع في سورية والمنطقة وخاصة اتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية الذي تم الإعلان عنه أمس الأول وكذلك الاجتماع القادم الخاص بسورية والمقرر عقده قريبا في الاستانة.

وأعرب الرئيس روحاني خلال اللقاء عن حرص القيادة الإيرانية على تطوير العلاقات التاريخية بين سورية وإيران وأهمية تعزيزها في مختلف المجالات مؤكدا استمرار دعم إيران لسورية في معركتها ضد الإرهاب حتى تحقيق النصر وعودة السلام والاستقرار إلى الأراضي السورية كافة.

وأشاد روحاني بصمود ومقاومة الشعب السوري في مواجهة الإرهاب وداعميه مقدما تهنئته إلى الشعب السوري بانتصار حلب ومشددا على أن تقرير مستقبل سورية يعود للسوريين أنفسهم دون أي تدخل خارجي.

وأكد الرئيس الإيراني أهمية استمرار التنسيق الثلاثي الإيراني السوري الروسي في مكافحة الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع سورية.

وحمل الرئيس روحاني الوزير المعلم أطيب تحياته وأمنياته إلى السيد الرئيس بشار الأسد وإلى الشعب السوري الشقيق.

بدوره أكد الوزير المعلم متانة العلاقات الثنائية بين سورية وإيران اللذين تجمعهما وحدة الرؤية والمصلحة والمصير المشترك مشددا على حرص سورية على تعميق هذه العلاقات في مختلف المجالات ومعربا عن تقدير سورية الكبير قيادة وحكومة وشعبا للدعم الذي تقدمه لها الجمهورية الإسلامية الإيرانية في معركة الصمود ومكافحة الإرهاب في ظل الحصار والعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها مؤكدا أهمية التنسيق والتشاور بين البلدين خصوصا في هذه المرحلة المهمة بعد الانتصار الذي تم تحقيقه في حلب.

هذا وكانت عقدت في مقر وزارة الخارجية الإيرانية جلسة محادثات رسمية بين الوزير المعلم ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف جرى خلالها استعراض واقع العلاقات الثنائية المتينة وسبل تطويرها في مختلف المجالات وتطورات الأوضاع في سورية والمنطقة حيث كانت وجهات النظر متطابقة في كافة المسائل التي تم التطرق اليها.

بعد ذلك عقد اجتماع موسع ضم إلى جانب وزيري الخارجية عددا من العسكريين من الجانبين جرى خلاله بحث الوضع الميداني بعد اتفاق وقف الأعمال القتالية وتم الاتفاق على استمرار التنسيق والتشاور بين الجانبين.

وكان المعلم التقى أيضا خلال الزيارة التي يقوم بها إلى طهران علي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني وعرض معه سبل تطوير وتعزيز العلاقات القائمة في مختلف المجالات بين البلدين وقدم المعلم إلى شمخاني شرحا لتطورات الأوضاع السياسية والميدانية بعد انتصار حلب معربا عن تقديره لاستمرار الدعم المقدم من الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى الجمهورية العربية السورية.

كما التقى الوزير المعلم مع الدكتور على أكبر ولايتي مستشار قائد الثورة الإيرانية للشؤون الدولية وبحث معه سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين بالإضافة إلى تطورات الأوضاع في سورية.

ونقل الوزير المعلم تحيات وأمنيات السيد الرئيس بشار الأسد إلى المرشد الأعلى لجمهورية إيران الإسلامية سماحة السيد علي خامنئي معربا عن تقدير القيادة السورية والشعب السوري للدعم الذي تقدمه إيران إلى سورية في مختلف المجالات والذي يسهم بشكل فعال في صمود سورية في المعركة التي تخوضها ضد الإرهاب التكفيري ومن يدعمه من قوى ودول إقليمية ودولية معروفة تسعى لتدمير سورية خدمة لمصالح “إسرائيل” وتنفيذا لأهدافها المعادية.

وأشار الوزير المعلم إلى أن هذه الزيارة تأتي في إطار التنسيق والتشاور المستمرين بين البلدين الشقيقين وأن هذا التنسيق والتشاور سيزدادان في هذه المرحلة المهمة مؤكدا أهمية الدور الايجابي الذي تلعبه الجمهورية الإسلامية الايرانية.

وشدد وزير الخارجية والمغتربين على أن الانتصار الذي تم تحقيقه في حلب وغيرها من المناطق السورية على الإرهاب وداعميه هو انتصار مشترك لسورية وإيران وروسيا وحلفائهم مؤكدا أهمية استثمار الفرصة التي نتجت عن الانتصار على الإرهاب في حلب للعمل على التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة في سورية تحفظ وحدة سورية وسيادتها على كل أراضيها عبر حوار بين السوريين دون أي تدخل خارجي.

وأعرب الوزير المعلم عن تقدير سورية للمساهمة التي قدمتها روسيا الاتحادية الصديقة في الحرب على الإرهاب في سورية ولاطلاقها مبادرة سياسية لعقد اجتماع في الاستانة للوصول إلى حل للأزمة في سورية مشددا على أهمية التنسيق السوري الايراني الروسي بهذا الشأن.

بدوره قدم الدكتور ولايتي التهنئة بالنيابة عن القيادة والشعب الايراني إلى القيادة والشعب السوري على الانتصار الذي تم تحقيقه في حلب ضد الإرهاب مؤكدا أهمية هذا الانتصار كخطوة نحو التوصل إلى تحقيق الاستقرار الدائم في سورية وتوفير الأمن للشعب السوري وضمان سيادة سورية على كل أراضيها.

ولفت الدكتور ولايتي إلى أن جمهورية إيران الاسلامية ستواصل وقوفها الى جانب سورية والشعب السوري على كل الصعد مؤكدا محورية دور القيادة السورية في أي مفاوضات سياسية متعلقة بمستقبل سورية وإحلال السلام في سورية ومشددا على أهمية زيادة التنسيق الايراني السوري الروسي للتوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية.

وحمل ولايتي الوزير المعلم أطيب التحيات إلى السيد الرئيس بشار الأسد من المرشد الأعلى سماحة السيد علي خامنئي.

وفي تصريح له عقب اللقاء أكد المعلم أن انتصار وتحرير مدينة حلب من يد الإرهابيين هو انتصار مشترك لسورية وإيران معتبرا أن وقف الأعمال القتالية في سورية يعد خطوة تمهيدية تفتح الباب أمام حوار سوري سوري دون أي تدخل خارجي.

وأشار الوزير المعلم إلى ضرورة عزل المجموعات المسلحة نفسها عن إرهابيي “جبهة النصرة” و”داعش”.

وأعرب المعلم عن تقديره للدعم الذي تقدمه إيران إلى سورية وقال “نقلت امتنان الشعب السوري والقيادة إلى السيد علي خامنئي قائد الثورة الإسلامية في إيران وإلى القيادة الإيرانية على الدعم الذي تقدمه إلى سورية في مختلف المجالات”.

وأضاف المعلم “لقد ركزنا على اهمية ونجاح التنسيق والتشاور المشترك السوري والإيراني والروسي في تحقيق انتصار حلب وتحقيق الانتصارات في كامل ربوع سورية”.

من جانبه أكد ولايتي أن انتصار حلب هو انتصار كبير لجبهة المقاومة وأن الجميع يعترف بهذا الأمر.

وشدد ولايتي على أن الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة في سورية مؤكدا ضرورة إجراء الحوار السوري السوري دون أي تدخل خارجي.

ولفت ولايتي إلى التعاون والتنسيق الثلاثي الإيراني السوري الروسي لمكافحة الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار إلى سورية والمنطقة وقال “آمل أن يعتبر الأصدقاء السوريون إيران بيتهم الثاني.. وكما كان لإيران علاقات استراتيجية طويلة الأمد مع سورية في الماضي بدأت في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد ستستمر هذه العلاقات في المستقبل”.

كذلك التقى وزير الخارجية والمغتربين ظهر اليوم الدكتور علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الايراني وتناول الحديث العلاقات التاريخية بين سورية وإيران وأهمية تعزيزها وتطويرها في كل المجالات وخاصة في المجال البرلماني بالإضافة إلى تطورات الأوضاع في سورية والمنطقة.

وأعرب الوزير المعلم عن تقدير سورية العالي لوقوف جمهورية إيران الإسلامية إلى جانبها في الأزمة التي تمر بها مشددا على أن الشعب السوري لن ينسى على الاطلاق دعم إيران لسورية في مختلف المجالات.

وأشار وزير الخارجية والمغتربين إلى أن الانتصار الذي حققه الجيش السوري وحلفاؤه المخلصون في حلب هو انتصار تاريخي أدى إلى التوصل إلى وقف للأعمال القتالية في سورية بالتنسيق مع إيران وروسيا ومن شأن هذا الوقف تهيئة الظروف لحوار سياسي بين السوريين دون أي تدخل خارجي أو شروط مسبقة مشددا على أن الحكومة السورية ستشارك في اجتماع الاستانة لاستثمار الانتصار في حلب الذي يشكل فرصة للوصول إلى حل سياسي للأزمة في سورية.

وأكد الوزير المعلم أهمية تعميق التنسيق السوري الايراني الروسي في مواجهة الدور الخبيث الذي تلعبه بعض الدول الاقليمية والتي تستمر في تقديم مختلف أشكال الدعم للفصائل والمجموعات الإرهابي>

بدوره هنأ الدكتور لاريجاني القيادة والشعب السوري بالانتصارات التي حققها الجيش السوري في ساحات الحرب على الإرهاب في حلب وغيرها لافتا إلى أن هذه الانتصارات هي دليل على حكمة القيادة السورية وبسالة الجيش السوري ومعربا عن أمله في عودة الأمن والاستقرار إلى سورية وفي انتصار سورية على أعدائها من الإرهابيين ومن يدعمهم من بعض دول المنطقة.

وأشار لاريجاني إلى استمرار العلاقة التاريخية التي تربط إيران بسورية منذ زمن بعيد مشددا على أن إيران ستستمر في الوقوف إلى جانب سورية ومؤكدا أهمية تعزيز الروابط التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين.

حضر اللقاء اللواء علي مملوك رئيس مكتب الامن الوطني والدكتور عدنان محمود سفير سورية في ايران واحمد عرنوس مستشار الوزير ومحمد العمراني مدير إدارة المكتب الخاص في وزارة الخارجية والمغتربين والوفد المرافق.

 

Facebook
Twitter