معصوم والعبادي والجعفري يؤكدون أهمية التنسيق العراقي السوري على جميع المستويات
المعلم: نصر الفلوجة عكس وحدة الشعب العراقي وننتظر نصر الموصل فهو نصر لسورية
بغداد/ نادية العبيدي وسانا: بدعوة من الدكتور ابراهيم الجعفري وزير خارجية العراق قام السيد وليد المعلم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين السوري الخميس الماضي بزيارة إلى بغداد استغرقت يوما واحدا التقى خلالها الدكتور فؤاد معصوم رئيس الجمهورية والدكتور حيدر العبادي رئيس الوزراء والدكتور ابراهيم الجعفري وزير الخارجية الذي كان باستقبال الوزير المعلم والوفد المرافق في مطار بغداد الدولي.
ونقل الوزير المعلم خلال لقائه معصوم تحيات وتمنيات السيد الرئيس بشار الأسد لشعب العراق وقيادته بالانتصار في معركته ضد الإرهاب.
وقدم المعلم عرضا حول تطورات الأوضاع في سورية والمنطقة مؤكدا تصميم الشعب السوري على مواصلة الصمود في حربه ضد الإرهاب ومواجهة المؤامرة التي تشارك فيها دول وجهات عديدة في المنطقة والعالم كتركيا والسعودية وقطر وغيرها.
وأكد المعلم أن العراق وسورية في خندق واحد يواجهان العدو نفسه والتحديات ذاتها.
من جانبه أكد معصوم أن العراق وسورية يجمعهما مصير واحد وأنه يجب بذل كل الجهود الممكنة للانتصار على العدو المشترك الذي يواجهه كلا البلدين داعيا إلى زيادة التعاون والتنسيق بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب وخطر تنظيم “داعش” الإرهابي.
وطلب معصوم نقل تحياته وتمنياته الطيبة للسيد الرئيس بشار الأسد والشعب السوري.
وبحث الوزير المعلم في لقائه مع رئيس الوزراء العبادي العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين حيث كانت وجهات نظر الجانبين متفقة على ضرورة العمل لتطويرها وتعزيزها في مختلف المجالات بما يشمل تنسيق الجهود لمكافحة الإرهاب وتعزيز التبادل التجاري وتسهيل انتقال مواطني البلدين.
وأكد المعلم أن الانتصارات التي حققها العراق في تحرير الفلوجة وغيرها من المدن العراقية هي انتصار لسورية ولكل من يحارب الإرهاب فعلا لا قولا.
وقال العبادي إن داعش ليس مجرد تنظيم مقاتل وإنما هو مشروع تتوظف به عدة جهات تدعمه وتموله وقد أدركت بعض هذه الجهات خطر توسعه وامتداده بينما تواصل جهات أخرى دعمها له مثنيا على الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري في معركة مكافحة الإرهاب.
وفي لقائه مع الجعفري أوضح المعلم أن سورية بشعبها وجيشها وضعت القدم على طريق الانتصار وانتقلت إلى الهجوم لتحقيق النصر ضد إرهاب “داعش وجبهة النصرة” وغيرهما من التنظيمات الإرهابية.
وقال المعلم إن المؤامرة لم تنته وهي تستهدف العراق وسورية ودورهما العريق الذي كان منارة حضارية للمنطقة والعالم مضيفا إن ذلك يستدعي أن يكون التنسيق السوري العراقي استراتيجيا يرسم لمستقبل أفضل لشعبي البلدين الشقيقين.
بدوره أبرز الوزير الجعفري متانة العلاقة المتميزة تاريخيا بين سورية والعراق مشيرا إلى أن العراق وشعبه لن ينسيا ما قدمته سورية التي فتح شعبها قلبه للشعب العراقي في أزماته عبر التاريخ.
وأكد أن العراق وقيادته مستمران في الوقوف إلى جانب سورية في أزمتها داعيا إلى رفع مستوى التنسيق بين البلدين في كل المجالات.
وقال الجعفري إن دول العالم بدأت تتفهم حقيقة الموقف السوري وما يحصل في سورية وإن الشعب السوري دفع ضريبة الإرهاب آملا بأن ينصف العالم سورية التي تقاتل الإرهاب نيابة عنه متمنيا لها تجاوز الأزمة وعودة الأمان والاستقرار والازدهار.
وحضر اللقاء الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين وسطام جدعان الدندح سفير سورية في بغداد وأحمد عرنوس مستشار الوزير المعلم والدكتور بسام الخطيب مدير إدارة المكتب الخاص في وزارة الخارجية والمغتربين.
وكان المعلم قال في تصريح للصحفيين عقب جلسة محادثات مع نظيره العراقي في بغداد “أشكر الدكتور إبراهيم الجعفري على دعوتي لزيارة العراق الشقيق هذا البلد الذي نقف معه في خندق واحد ندافع عن شعبينا ضد إرهاب تكفيري مقيت.. هذا البلد الذي سجل جيشه الباسل مع حشده الشعبي وعشائره انتصار الفلوجة ويتطلع إلى انتصار الموصل الأمر الذي نعتبره في سورية انتصارا لشعبنا”.
وأشار المعلم إلى أنه بحث مع الوزير الجعفري الوضع في سورية واستمرار نضال الشعب السوري ضد الإرهاب بمختلف ألوانه ومسمياته وقال “وصلنا إلى استنتاج مشترك بأن أملنا كبير بالنصر”.
من جانبه رحب الجعفري بالوزير المعلم لافتا إلى أن العالم كله مهدد بالإرهاب الذي تحاربه سورية والعراق نيابة عن دول أخرى لأن الإرهاب لا يتوقف عند بلد أو شريحة اجتماعية إنما يحاول أن يعم العالم كله معربا عن أمله بأن تأخذ سورية طريقها في الاستقرار والقضاء على الإرهاب والإرهابيين.
وقال الجعفري “نتطلع إلى إقامة أقوى العلاقات بين سورية وبقية الدول العربية وأعتقد أن أفضل رد على التحديات الإرهابية هو تماسك هذه الدول وانشغالها في البناء والاقتصاد والدبلوماسية والسياسة وطي صفحة الإرهاب الذي عصف بالمنطقة والانفتاح على عالم جديد كله محبة ووئام واتفاق” لافتا إلى أن بلاده تتطلع إلى علاقات تجارية مع سورية ينبغي أن تعود أقوى مما كانت عليه.
واعتبر الجعفري أن الانتصارات التي حققها الشعب العراقي على الإرهاب في الفلوجة هي انتصار لكل الدول التي تعاني من الارهاب لافتا إلى أن “بلاده تتطلع إلى الانتصار على الإرهاب في العراق وسورية ومصر وفلسطين وجميع الأماكن”.
وفي تصريح للتلفزيون السوري قال الوزير المعلم “هناك تصميم من قيادة البلدين على تعميق علاقات التعاون في مختلف المجالات وهذا شيء طبيعي كان قائما والآن سيستمر”.
بدوره أوضح الجعفري في تصريح مماثل أنه لا يوجد شيء يمنع التعاون بين سورية والعراق بما تقتضيه مصلحة البلدين لافتا إلى أن هذا التعاون يمتد إلى حيث تستدعي الحاجة وأصحاب الاختصاص من السياسيين أو الأمنيين ينسقون هذه الحاجة لجعلها تتحرك على الأرض.
وبشأن خرق السيادة العراقية من قبل قوات تركية قال الجعفري “إن اختراق السيادة العراقية سواء كان جويا أو بريا مرفوض وسبق إن عبرنا عن هذا الرفض في أكثر من مناسبة ونقلنا هذا إلى مجلس الأمن وجامعة الدول العربية وحققنا اجماعا كان باستنكار ومناشدة أن تخرج هذه القوات.. وكل فترة وأخرى نجدد ضرورة الانسحاب من الأراضي العراقية”.
وكانت رئاسة جمهورية العراق قد اصدرت بيانا قالت فيه ان رئيس الجمهورية فؤاد معصوم استقبل في قصر السلام ببغداد وزير الخارجية السوري السيد وليد المعلم والوفد المرافق له وبحث معه عددا من القضايا العربية والاقليمية فضلا عن سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الجارين.
وأعرب الرئيس معصوم خلال اللقاء عن الثقة التامة بحتمية انتصار الشعبين الشقيقين السوري والعراقي على الارهاب مشددا على ضرورة ان تستمر عمليات تصفية فلول الارهابيين وخلاياهم النائمة في كل مكان ومكافحة انتشار التطرف والعنف مستقبلا.
وفيما حمل الرئيس معصوم وزير الخارجية السوري تحياته الى الرئيس السوري بشار الأسد وتمنى للشعب السوري عودة قريبة للحياة الطبيعية والاستقرار والازدهار، أكد على عمق روابط الاخوة التاريخية بين البلدين.
من جانبه نقل وزير الخارجية السوري الى الرئيس معصوم تحيات نظيره السوري مؤكدا على علاقات المصير المشترك بين الشعبين.
كما اصدرت رئاسة الحكومة العراقية بيانا قالت فيه (استقبل السيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي في مكتبه اليوم الخميس نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية السوري السيد وليد المعلم والوفد المرافق له .
وجرى خلال الاجتماع بحث السبل الكفيلة لتعزيز العلاقات بين البلدين الجارين والاوضاع في المنطقة والحرب ضد عصابات داعش الارهابية باعتبارها عدو مشترك يهدد البلدين والمنطقة والعالم .
كما جرى مناقشة تأمين الحدود المشتركة بين البلدين وبالاخص مع اقتراب قواتنا البطلة من الحدود مع سوريا بعد الانتصارات الكبيرة التي حققتها واقترابها من تحقيق النصر النهائي على عصابات داعش الارهابية).
ومن جانبها قالت وزارة الخارجية العراقية في بيان لها (استقبل الدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيَّة العراقـيَّة وليد المعلم وزير خارجيّة الجمهورية العربيّة السوريّة، وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات بين البلدين، وسُبُل تعزيزها بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين، كما بحثا الحرب على الإرهاب الذي يتعرَّض له كلا البلدين، والانتصارات الميدانيَّة المُتحققة على الأرض.
وعقب اللقاء أدلى الجانبان بتصريحات لوسائل الإعلام.
إذ أكـَّد الدكتور الجعفريّ أنَّ العالم كلـَّه اليوم يكتوي بنار الإرهاب الذي يُهدِّد مناطق أخرى في العالم، مُضيفاً: أنَّ سورية، والعراق تـُدافِعان أصالة عن نفسيهما، ونيابة عن دول العالم الأخرى؛ مُعلـِّلاً: لأنَّ الإرهاب لا يتوقف عند بلد، ولا عند شريحة اجتماعيَّة، وإنما يحاول أن يعمَّ العالم كلـَّه، مُوضِحاً: نتطلع إلى إقامة أقوى العلاقات بيننا وبين الشقيقة سورية، وكذلك بقـيَّة الدول العربيَّة، ونعتقد أنَّ أفضل ردٍّ على التحدِّيات عُمُوماً، والتحدِّيات الإرهابيَّة هو تماسُك هذه الدول؛ لنطوي صفحة الإرهاب الذي عصف بالمنطقة، وننفتح على عالم جديد يسوده والوئام، والاتفاق، عادّاً أنَّ انتصار العراق هو انتصار لكلِّ الدول المنكوبة بالإرهاب، مُبيِّناً: يهمُّنا ما يجري في سورية، ونتطلع لأن تأخذ طريقها في الصعود، والاستقرار، والقضاء على الإرهاب.
وفي معرض ردِّه على سؤال حول التعاون العراقيّ-السوريّ أفصح الجعفريُّ بالقول: لا يُوجَد شيء يقف أمام التعاون بيننا، وهو يمتدُّ حيثما تستدعي الحاجة لأن نتعاون على الأرض.
من جهته وليد المعلم وزير الخارجيَّة السوريّ بيـَّنَ: بحثتُ مع معاليه الوضع في سورية، واستمرار نضال الشعب السوريِّ ضدَّ الإرهاب بمُختلِف ألوانه، ومُسمَّياته، ووصلنا إلى استنتاج مُشترَك، مُوضِحاً: نحن نقف مع العراق في خندق واحد، ونـُدافِع عن شعبينا ضدَّ إرهاب تكفيريّ مقيت.
وعن التعاون بين البلدين عبَّر المعلم: نأمل ذلك، وهناك تصميم من قيادة البلدين على تعميق علاقات التعاون في مُختلِف المجالات، وهو شيء طبيعيٌّ كان قائماً، وسيستمرّ، مُشيداً بالانتصارات التي تحققها القوات المُسلـَّحة العراقـيَّة، والحشد الشعبيُّ قائلاً: هذا البلد سجَّل جيشه الباسل مع حشده الشعبيِّ، وعشائره انتصار الفلوجة، ويتطلع إلى انتصار الموصل؛ وهو نصر لشعبنا في سورية.).
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد جمال أعلن في وقت سابق اليوم أن المعلم سيبحث في بغداد اليوم مع المسؤولين العراقيين عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وقال جمال في بيان نقلته وكالة أنباء الإعلام العراقي واع إن “المعلم سيجري خلال زيارته لقاءات مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم ورئيس الوزراء حيدر العبادي إضافة إلى وزير الخارجية ابراهيم الجعفري بخصوص القضايا الثنائية ذات الاهتمام المشترك”.
وأشار المتحدث إلى أن زيارة المعلم إلى بغداد جاءت تلبية لدعوة وجهها له الجعفري.