ولزنوبيا حكاية اخرى …نادية العبيدي

تشير المدونة التاريخية الى ان تدمر عروس البادية السورية هي المدينة  ألاثرية التي لا تعد من أقدم المدن التاريخية في العالم والتي تنتشر أوابدها على مساحة كبيرة مثل الشارع المستقيم الذي تحيط به الأعمدة وقوس النصر والمسرح والمدرج والساحة العامة والقصور والمعابد واهمها ( معبد بعل) والمدافن الملكية وقلعة ابن معن وتماثيل وآثار كثيرة والتي تنطق بعظمة مدينة تدمر التي نافست عاصمة الإمبراطورية روما أيام مجدها وأصبحت عاصمة لأهم ممالك الشرق مملكة تدمر، فحسب ، بل هي المدينة الاعلى كعبا والاشرق بهاء والامضى فعلا على جسد الواقعة التاريخية التي شهدت المنطقة ثوابتها ومتحولاتها.

وهي كما يقول الباحثون في جغرافيتها محطة تجارية في غاية الأهمية بين اسيا واوربا و تحمل طابع المدنالاغريقية والرومانية بأبنيتها الملكية ومساكن الإدارة وطراز الأبنية العامة والخاصة والتي تتميز بالفخامة فقد كانت المدينة اغني المدن وأكثرها ثراء وعظمة، فيها الكثير من الآثار والتي تعد من أهم أوابد وآثار المدن القديمة بأهميتها وفخامتها وعظمتها.

ويشير المؤرخون الى ان تدمر هي من أجمل المدن وأكثرها تطورا بمبانيها الفخمة وشوارعها وتنظيمها وتعد العاصمة التجارية وواحدة من أهم المدن التجارية وأكثرها ازدهارا. كانت القوافل الواردة إليها والمنطلقة منها لاتتوقف ليل نهار، وكانت لتجارة تدمر المراتب العليا بين التجار والقوة في التاريخ القديم. وآثارها تدعو للتأمل والدهشة والفخر بعظمتها وضخامتها، وتدمر من أهم المدن والممالك التجارية لها معاملاتها مع كافة الحضارات المعاصرة لها في الشرق والغرب. وكانت مراسلات تجار تدمر ومكاتباتهم التجارية تتم باللغة الآرامية (اللهجة التدمرية) لتعاملاتهم وتجارتهم مع الشرق، وباللغة الرسمية اللاتينية في تعاملاتهم مع الغرب (في زمن الرومان والامبراطورية الرومانية).

وأيضا كان يمر منها طريق الحرير التاريخي من بلاد ماوراء النهرين انذاك إلى أفريقيا والجزيرة كما كانت من أولى الممالك التي كانت تتسم بالتسامح الديني حيث عثرت البعثات الأثرية علىالكنائس وأيضا الكنيس اليهودي كما عثرت على معابد لمتعبدي النار والشمس والخمر واللات والعزى حيث يوجد في متحفها للان تمثال اللات وزاخوس اله الخمر وعشتار الهة الخير وبل حامي المدينة اله الشمس.

رجال الله من ابطال الجيش العربي السوري اوفوا بعهد زنوبيا واستمدوا قوتهم من صبرها وجلدها واوفوا بعهدهم لها اذ عادت الراية السورية خفاقة فوق مبانيها وقلعتها ومعابدها واستعادت زنوبيا حريتها مرة اخرى على ايدي احفادها ، عادت زنوبيا بعرشها المرصع بزمردها وتاجها المتلألئ فوق رأسها شامخة كما عرفناها بعد محاولة سبي ارهابية نفذها الخارجون من كهوف الجاهلية السعودية والعثمانية.

وما لي الا ان اترحم على استاذ اللغة العربية حينما كان يسميني ملكة جمال تدمر اذ اكتشفت الان ان الجمال الزنوبي ليس خلقا ربانيا انما روح تتجاوز الازمنة لتنبعث بطولة وبسالة وحضارة ودفاعا لا يضارع عن الحياة والجمال.

Facebook
Twitter