في المشهد السياسي العراقي رئيس لا يجرؤ على الاعلان عن دفين قلبه وعقله خشية رد فعل مقام البلاط العالي الاميركي ولو صبت طائرات اميركية حممها على مقاتلين عراقيين نذروا انفسهم لانقاذ العراق من نجاسات الفكر التكفيري الظلامي الجاهلي المتوحش الجديد.
وفي المشهد السياسي العراقي ايضا وزير لا يجد ضيرا في اعلان عزمه على الانفتاح على تلك النجاسات والتحاور معها في وقت يشخب الدم العراقي الطهور من خاصرة مبنى العراق الى خاصرة معناه، استجابة لمرام ولاة امر تعيينه في منصبه.
وفي المشهد ذاته لايتورع رئيس عن اعلان تفاؤله بقيادة اليربوع الصهيوداعشي ملك السعودية للبيت العربي، وكأنه ناخبيه انتخبوه ليكون ذيلا ليربوع.
الدكتور علاء الحربي كتب قبل ان يذهب الى غيابة الجب مقالا تحت عنوان ( الجنرال بيتان ومأساة التعاون مع المحتل الاجنبي) قال فيه: (( حين احتل الالمان باريس عام 1940 شكل الضابط الفرنسي فيليب بيتان حكومة في ظل الاحتلال وعقد هدنة مع المحتلين ونقل مقر الدولة الى مدينة فيشي واصبحت حكومته تعرف باسم (حكومة فيشي) الموالية للاحتلال الالماني.. وبعد هزيمة المانيا وتحرير فرنسا عام 1940 قدم بيتان الى المحكمة بتهمة الخيانة والتعاون مع المحتل الاجنبي وقد حكم عليه بالاعدام على الرغم من انه كان في التاسعة والثمانين من عمره وعلى الرغم من الخدمات التي قدمها لفرنسا ضد المجاهدين العرب في المغرب بقيادة المجاهد عبدالكريم الخطابي ، كما انه اصبح عضوا في مجلس الدفاع الوطني ووزيرا وساهم بمعارك كبرى.. لكن كل ذلك لم يشفع له لانه لوث تاريخه بقبول التعاون مع المحتل الاجنبي فحكم عليه بالاعدام لكن لكبر سنه بدل الحكم الى السجن المؤبد. وقد علق الزعيم الفرنسي شارل ديغول على موقف بيتان المتعاون مع المحتلين بقوله ( نحن نعلم ان المرأة تكف عن ممارسة البغاء حين تتجاوز الخمسين لكن بيتان مارس البغاء على الرغم من تجاوزه الثمانين)..وحين مات بيتان عام 1951 علقت الصحف الفرنسية على صورة جنازته بعبارة( جنازة العار)).
وفي المقال ذاته قال الدكتور الحربي : ( اشير هنا الى ماقرأته في الجزء الثالث من مذكرات الدكتور كمال السامرائي ـ حديث الثمانين ـ فقد روى له سلمان احمد الشيخ داود انه اقام في باريس مع عائلة فرنسية واقام علاقة جنسية مع الام وابنتها، وان امرأة عجوزا تسكن في العمارة نفسها التي يسكن فيها دعته لشرب فنجان قهوة عندها فلبى الدعوة. ولاحظ بعد ذلك ان الاسرة التي يسكن معها لم تعد تبادله الود وقد عجب من التغير المفاجئ وانقلاب الود والعلاقة الطيبة الى جفوة فصارحه الاب بعد ذلك بالحقيقة وقال له ( انك لبيت دعوة امرأة غير شريفة) وايدت الام وابنتها ذلك فتعجب الرجل من امرأتين اقام معهما علاقة جنسية تتحدثان عن الشرف، لكنه علم في مابعد ان زوج تلك العجوز تعاون مع المحتلين الالمان عند احتلالهم فرنسا عام 1940 وبذلك اصبح انسانا غير شريف وكذلك امرأته التي قبلت ان تعيش معه)
ترى، هل بنا حاجة الى توكيد المؤكد من الحقائق والنواميس؟ ام بنا حاجة اعظم الى خلع الاغطية الاحتلالية المثيرة للقرف والمجلبة للخزي والعار؟