هكذا كتبت : موعدنا دمشق والنصر المشتهى قريب قريب …
لسوريا طعم المن في نفسي ذائبة حلاوتها بسلوى معقود كل شيء فيها بامل يركض كطفل تعلم المشي الان …
ريثما تدخل دمشق في اي وقت تنتاب روحك غبطة لا يعرف الوصف لها طريقا .. وشعور مطلسم لم يتعلم احد بعد اسرار فك طلاسمه المسجلة نقشاً فوق جدران قلعة صلاح الدين الايوبي ومسجدها الاموي الكبير الذي يفوح منه عبق التاريخ القديم لمدينة ابت الا ان تكون مزارا للمحبين ومنهلا للعاشقين على اكتاف بردها وعاصيها …
ما ان تصل للاموي حتى تحوم روحك دون وعي منك مع حمائمها المحلقة على مناراته معانقة المآذن الشامخة القديمة كقدم حضارتها وتسجد على مرمرها البارد رغم لهيب الشمس الحارقة وترقص الحمائم بين حركات المارة وفضولهم . لائذة بين الظل وبين الحبوب المتناثرة في الباحة الخارجية مع نهاية سوق الحميدية المسقف الذي تدغدغ فيه اسماعك ضربات متتالية تتعالى من بكداش المشتهى الممتزج بالفستق الحلبي المرسوم فوق وجه مرطباتها الباردة ..
تبقى روحك محلقة وجسدك يسير وحده دون رهبة من ان يقطع احد عليك خلوتك مع مثوى صلاح الدين الايوبي بهدوء يستميلك الى ان تنفرد مع نفسك لتترجم هذا الهدوء وتلك الطمانينة التي يفتقدها البعض منا الى منارة لفعل يحاكي بعض ما انجزه صلاح الدين للامة..اتلد الامة الاسلامية صلاح الدين ايوبيا اخر يقض مضاجع الاعداء وينبت في ديار كرههم وعدوانيتهم معاني الانسانية التي فرغوها من جوهرها وحولوها الى غمد لسيف يقطر دما نازفا من ملايين الابرياء الذين سحقتهم وحشية الصليبيين الجدد. ربما تلد، بل يقينا ستلد لانها امة الرسالات والمرسلين والعباقرة والاعلام والابطال الذين لا يضارعون.
ومابين المسجد الاموي ومثوى صلاح الدين تقف بخشوع لمثوى السيدة رقية بنت الامام الحسين عليه السلام فتتراءى امام عينيك صور فجيعتها وتسجد لله الحق الاعظم رب الصابرين المنافحين عن جمال ونقاء وبهاء دينه وصلاح امته.
وليس بمبعدة عن ذلك حين يتعثر باصراك بالعمارة الدمشقية الرائعة مظللة المشغولات اليدوية النفيسة التي تهمس باذنك: ان الشام مبتدأ اسفار الانسانية وفيه حسن ختامها.
لدمشق لذائذ قل مثيلها
ولناسها حب قل نظيره
فطوبى لك ياشامنا انى قمت وانى قعدت
- info@alarabiya-news.com