أعلنت وزارة الدفاع الروسية تعليق التعاون مع البنتاغون في إطار مذكرة التفاهم لضمان سلامة التحليقات في سماء سورية والحيلولة دون وقوع حوادث غير مرغوب فيها.
ووصف الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف في تصريحات نشرها موقع روسيا اليوم العدوان الأمريكي على قاعدة جوية سورية بأنه “خرق فظ لمذكرة التفاهم الروسية الأمريكية الموقعة في 2015 لضمان سلامة التحليقات في سماء سورية والحيلولة دون وقوع حوادث غير مرغوب فيها” مؤكدا تعليق وزارة الدفاع الروسية التعاون مع البنتاغون في إطار مذكرة التفاهم.
وشدد المسؤول العسكري الروسي على أن “الاتهامات التي وجهتها واشنطن إلى دمشق بخرق معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية لا أساس لها” مبينا أن القوات الحكومية السورية لم تستخدم سلاحا كيميائيا و”ننتظر من الولايات المتحدة إيضاحات حول وجود أدلة وصفتها بالدامغة على استخدام السلاح الكيميائي في خان شيخون”.
وكانت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة نفت في بيان لها الثلاثاء الماضي نفيا قاطعا المزاعم والادعاءات حول استخدام الجيش العربي السوري مواد كيميائية في بلدة خان شيخون بريف إدلب مؤكدة أنه لم ولن يستخدمها في أي مكان أو زمان لا سابقا ولا مستقبلا وأن المجموعات الإرهابية ومن يقف خلفها تتحمل مسؤولية استخدام المواد الكيميائية والسامة والاستهتار بحياة المواطنين الأبرياء لتحقيق أهدافها وأجنداتها الدنيئة.
وأعاد كوناشينكوف إلى الأذهان أن الحكومة السورية نفذت في الفترة بين عامي 2013 و2016 جميع الإجراءات المتعلقة بإتلاف الأسلحة الكيميائية التي كانت بحوزتها ووسائل نقل تلك الأسلحة والقدرات الصناعية لإنتاجها إضافة إلى إتلاف مكونات المواد السامة أو نقلها إلى الخارج.
واشار كوناشينكوف إلى أن “الإدارات الأمريكية تتعاقب لكن أساليب إطلاق الحروب تبقى نفسها منذ قصف يوغوسلافيا والعراق وليبيا ومرة أخرى ينطلق العدوان بذريعة لا علاقة لها بتحقيق موضوعي بل تتمثل في ادعاءات عديمة الأساس والتلاعب بالحقائق وعرض صور وأنابيب اختبار مزورة في المنظمات الدولية”.
وأقدمت الولايات المتحدة فجر اليوم على ارتكاب عدوان سافر استهدف إحدى القواعد الجوية في المنطقة الوسطى بعدد من الصواريخ ما أدى إلى ارتقاء 6 شهداء وسقوط عدد من الجرحى وإحداث أضرار مادية كبيرة.
وأكد المسؤول العسكري الروسي أن “واشنطن كانت تستعد لتوجيه ضربتها إلى القاعدة السورية مسبقا وبدأت التحضيرات قبل تنفيذ العملية بفترة طويلة” مبينا أن توجيه مثل هذه الضربة يتطلب إجراء حزمة واسعة من عمليات الاستطلاع والتخطيط وتوزيع المهمات ووضع الصواريخ في حالة الاستعداد لاطلاقها متخذة من الأحداث في بلدة خان شيخون ذريعة ظاهرية لاستعراض العضلات وهي “لأسباب سياسية داخلية بحتة”.
وبين كوناشينكوف أنه من المخطط القيام “قريبا بسلسلة إجراءات لتعزيز فعالية منظومات الدفاع الجوي للجيش السوري لضمان حماية المنشآت الحيوية للبنية التحتية في سورية” لافتا إلى أن منظومات الدفاع الجوي الروسية المنشورة في سورية “تضمن حماية المنشآت التابعة للأسطول الحربي الروسي في طرطوس وللقوات الجوية الفضائية الروسية في قاعدة حميميم الجوية”.
وأوضح المسؤول العسكري الروسي أن الضربة الأمريكية نفذت بين الساعة 42ر3 و56ر3 انطلاقا من مدمرتين أمريكيتين متواجدتين في مياه المتوسط قرب سواحل جزيرة كريت مبينا أن وسائل المراقبة الإلكترونية الروسية سجلت سقوط 23 صاروخا من طراز “توماهوك” على قاعدة الشعيرات الجوية فيما تجري السلطات السورية عمليات بحث لتحديد أماكن سقوط الصواريخ ال 36 المتبقية وتحديد الخسائر المحتملة في صفوف المدنيين.
وتسبب العدوان الأمريكي باستشهاد 9 مدنيين بينهم 4 أطفال بعد سقوط 4 صواريخ على قرى الحمرات والشعيرات والمنزول في محيط قاعدة الشعيرات الجوية إضافة إلى دمار كبير في المنازل.
وأشار كوناشينكوف إلى أن إرهابيي “داعش” و”جبهة النصرة” بدؤوا هجوما على مواقع الجيش السوري فور الضربة الصاروخية الأمريكية مؤكدا أن “الفعالية القتالية للضربة الأمريكية المكثفة على القاعدة الجوية السورية متدنية للغاية”.
وسبق للولايات المتحدة أن استهدفت مواقع للجيش العربي السوري في إطار دعمها المفضوح لتنظيم “داعش” الإرهابي عندما اعتدت 4 مقاتلات أمريكية في أيلول الماضي على أحد مواقع الجيش العربي السوري في جبل الثردة بريف دير الزور الجنوبي الشرقي الأمر الذي مكن إرهابيي تنظيم “داعش” من السيطرة على الجبل حيث اعتبرت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة يومها أن العدوان دليل قاطع على دعم الولايات المتحدة وحلفائها لتنظيم “داعش” الإرهابي وغيره من التنظيمات الإرهابية الأخرى ويفضح زيف ادعاءاتهم في محاربة الإرهاب.