والله يا وطنْ علي السوداني

 1

للعراقيين وكلّ من سكن جغرافيا وتأريخ وروح بلاد ما بين القهرين ، تسعة آلاف وسبعمائة وثلاثة وعشرون سبباً وسببان ، كي يزعلوا ويغضبوا وينتفضوا ويفزّوا من نومتهم المعيبة المخجلة ، ويكنسوا عرش الحاكم الفاسد الكذاب الرجيم ، ومعه كل الإحتلالات المعقدة القائمة الراكبة فوق رقبة العباد ورأس البلاد ، لكنهم لم يفعلوا .

 وهذه مناسبة ملائمة موائمة ، لإخراج الحديث والقول النبويّ المختلف حوله ” كما تكونوا ، يولّى عليكم ” من منطقة الحديث الضعيف أو المجروح أو المنقطع ، صوب منطقة اليقين ، ولو تمّ هذا النقل إلى بعد حين من زمانٍ منظور ، تصحو فيه الناس على فضيحتها المجلجلة !!

2

ألأدباء العراقيون – ليس كلّهم بل كثرتهم – واتحادهم ساكتون ، ومثلهم الفنانون ونقابتهم ، ومثلهم الصحفيون وجمعيتهم . لقد تمّ تنشيف وتيبيس غضبتهم وضمائرهم وحلمهم ، باستعمال سلطة الدولار القويّ ، وعطر السمك المسكوف ، حتى صارت البطن مقبرة أنعام ودواب وطير ، وانزرعت البلاد فوق مصطبة الإحتياط المنسيّ ، وهي تتعضعض من جهاتها ووجوهها وخواصرها الأربع .

 لم يكتفِ صحبي الأدباء ومن والاهم وجالسهم وصار مريدهم ، بهذه السكتة والقنطة المريبة ، بل زعلوا علينا لأننا استمررنا ننوح ونغنّي مثل شادية المنكوبة : والله يا وطنْ !!

3

ثمة باب جديد عتيق ، من أبواب الجحيم الذي انفتح بوجه البلاد العزيزة ، ويتناطح ويتباطح ويتذابح حوله وعلى أعتابه المجانين الأغبياء . إنه باب الحرب الجنسية ، المستلة من دون فحص وتمحيص وتأمّل ، من تأريخ ” الجنس المذهبي ” وقد استثمرت في رفده واشعاله وتزييته ، مصطلحات معتقة من مثل ، المتعة والمسيار والمفاخذة والمراضعة ، وحديث النكاح والمنكوح بأصنافه المسندة والمجروحة والضعيفة والمكذوبة ، وباقي ما تعفّن من فائض التأريخ الضار المُدوّدْ .

 عركة قذرة بالصوت وبالصورة وبالحرف وبالألوان !!

4

أيضاً وأيضاً وأيضنات ، إنولدَ معقّبون ومعلقون ومجادلون ، وشالعو قلوب ومشيّبو كبود ورؤوس وصدور ، يتناسلون بقوة وينتشرون ويسفون فوق صفحات الفيسبوك ، خطورتهم وشرّهم ينام ببطن سرّ القناع الذي يلبسون ، وهم ملثّمون مقنّعون مستترون ومستترات ، بدثار أسماء سمّوها هم وليس آباؤهم وأمهاتهم .

 هؤلاء يكدّون ويكيدون من شغلة كسر كلّ قلمٍ شريف قويّ ، وصوت عالٍ في زمن الخنسة والخندريس ، وإذ يهلّ عليهم هلال الشهر ، يسيح فوق موائدهم الدينار والذهب والطعام والشراب واللباس .

 إنهم تماماً مثل منغلة ” بلاك ووتر ” لا دين ولا ضمير ولا بلد !!

 

 

Facebook
Twitter