قالت هيئة علماء المسلمين في العراق : فإن ما يجري في بلدنا الجريح من مخططات إجرامية ترمي إلى استهداف العراقيين الأبرياء في دمائهم وحرماتهم إنما يراد من ورائها تأجيج الفتنة الطائفية من جديد وإشاعة الفوضى للحصول على مكاسب دنيئة تتمثل في السيطرة على بلادنا وقتل أبنائنا ونهب خيراتنا وتدمير مقدراتنا، تماما كما يفعل اللصوص حين يريدون سرقة مبنى تجاري فإنهم يعمدون إلى قطع التيار الكهربائي عنه، وإحداث الفوضى فيه ليتسنى لهم من خلالها الحصول على ما يريدون
واكدت في بيان ادانت فيه تفجير مبان سكنية في بغداد : إن هيئة علماء المسلمين إذ تدين هذا الجرائم البشعة التي تحمل بصمات الساسة أصحاب الميليشيات، والنفوذ في البلاد، الذين هدد بعضهم بعودة العنف في حال عدم حصوله على المركز الأول في الانتخابات
نص البيان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه.وبعد:
فإن ما يجري في بلدنا الجريح من مخططات إجرامية ترمي إلى استهداف العراقيين الأبرياء في دمائهم وحرماتهم إنما يراد من ورائها تأجيج الفتنة الطائفية من جديد وإشاعة الفوضى للحصول على مكاسب دنيئة تتمثل في السيطرة على بلادنا وقتل أبنائنا ونهب خيراتنا وتدمير مقدراتنا، تماما كما يفعل اللصوص حين يريدون سرقة مبنى تجاري فإنهم يعمدون إلى قطع التيار الكهربائي عنه، وإحداث الفوضى فيه ليتسنى لهم من خلالها الحصول على ما يريدون.
إن ما حصل صباح اليوم الثلاثاء 6/4/2010 من سقوط العشرات من المدنيين الأبرياء بين قتيل وجريح عقب نمط جديد من التفجيرات يستهدف هذه المرة الأبرياء في مساكنهم، من خلال تلغيم المباني نفسها، وتفجيرها عن بعد، لدليل على أن هؤلاء فقدوا صوابهم، وجن جنونهم، وأنهم اليوم أقرب إلى صنف الشياطين منهم إلى بني الإنسان .
إن هيئة علماء المسلمين إذ تدين هذا الجرائم البشعة التي تحمل بصمات الساسة أصحاب الميليشيات، والنفوذ في البلاد، الذين هدد بعضهم بعودة العنف في حال عدم حصوله على المركز الأول في الانتخابات التي جرت مؤخرا، فإنها تدعو جميع أبناء الشعب العراقي إلى مزيد من ضبط النفس والتحلي بالصبر والتلاحم ؛ الذي من شأنه أن يكشف مخططاتهم الخبيثة، وإلى ضرورة اخذ الحذر واليقظة، وتجنيد الحرس الخاص لحراسة الدور والمباني الآهلة بالسكان، لأن ما حدث ينذر بشر مستطير،إذا لم يوضع له حد…
وقد ذكر لنا شهود عيان أن ضابطا كبيرا في الجيش الحكومي التقى قبل يومين أهالي قضاء أبو غريب في اجتماع حضره عدد من شيوخ ووجهاء العشائر وجمع غفير من أبناء القضاء، وأكد لهم أن قواته غير قادرة على حمايتهم من هجمات الميليشيات التابعة للكتل والأحزاب المشاركة في العملية السياسية، التي تنطلق في هجماتها بناء على أوامر تصدر إليها من جهات معروفة، وحث الأهالي على الاعتماد على النفس في التصدي للمداهمات التي تقوم بها هذه المليشيات والتي زعم بأنها خارجة عن السيطرة الحكومية.
وهذا يشير إلى إننا مقبلون على وضع خطير للغاية يتحمل الاحتلال والحكومة الحالية المسؤولية الكاملة عنه، ويستلزم من شعبنا التيقظ له .
وتسأل الهيئة الله سبحانه أن يتغمد من ذهب إليه شهيداً برحمته الواسعة ويمن بالشفاء العاجل على الجرحى، ويلطف بأبناء شعبنا بوضع نهاية قريبة لهذه الجرائم التي حولت العراق إلى جحيم لا يطاق.
الامانة العامة
21 ربيع الثاني 1431 هـ
6 / 4 / 2010 م