اما وقد ظهر الامر على حقيقته، فاين الحكومة الناقصة واين العملية السياسية البائسة واين الدستور الملغوم والبرلمان الخانع المتآكل والمتآمر، وهل سيبقون على خورهم وجبنهم امام هذا المخطط، وهل سيشكل البرلمان جلسة خيانة اخرى لتجاوز الاحداث ومجرياتها الخطيرة، فينتخب رئيساً متآمراً ورئيساً للجمهورية ميلشياوياً عاجزاً عن اداء دوره السيادي، لكنه لا يتردد في دوره التخريبي والتقسيمي والنهبوي(من النهب)!!!؟؟؟. ثم ليبدأ الصراع على منصب رئيس الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة، الذي لن ينتخبوا له الا من شاركهم في الجريمة ويرضى بما جرى ويؤيد مخطط التقسيم، والذي لا يمكنه ان يسأل او يحاسب القيادات العسكرية التي هربت وخارت وجبنت وفرت الى اصحابهم في الشمال السليب، ولا القيادات السياسية القريبة والبعيدة التي لا تجتمع الا على المطامع ولا تختلف الا على الغنائم.
نعم عقدوا البرلمان، ولكنه أُجل لاسبوع ولم يتمكنوا من عقده حتى الآن لايجاد المخرج من هذه الطبخة المسمومة، ولكنهم لن ينجو منها الا بموقف صادع بالحق رافض للفساد والظلم والخنوع والتبعية، ليعلن كل من يدعي الاخلاص، وعدم المشاركة في الموامرة عن رضا وعلم، ان العملية السياسية التي وضعها المحتلون ليس لها من اهداف الا تقسيم العراق وتمزيق شعبه، وتدمير كيانه، وانها مؤامرة على الشعب العراقي والامة كلها، ولا خلاص الا بالاعلان عن وحدة العراق ورفض ما جرى باسم الاقاليم واستنكار ومحاسبة المشاركين في المقاطع الاخيرة وبالأخص في المسلسل الاجرامي التآمري مع رفض اكيد للمتغيرات التي اجرتها خطتهم الخبيثة، ولما سموه بعراق جديد، يهيأ بنظرهم للتقسيم وتحقيق الجريمة التي يباركها ويبشر بها شمعون بيرز ونتن ياهو، وينفذها اتباعهم واذنابهم.
وعودة الى الملا البارزاني ـ كاكا مسعود، ليُذّكّر بكل ما فات، ولكي نقول له اننا نميزك سابقاً ولاحقاً عن الكرد، فهم اهلنا واخواننا وابناء الاسلام والامة، ولا قيمة لمدعياتك حول البكاء على كردستان وشعبها، الا بمقدار مدعيات صدام وبكائه على العروبة والعراق والشعب، ولا تنسى انك زميله منذ زمن بعيد ويوم دخلت قوات الجيش العراقي، وتحت العلم ذي النجمات الثلاث ليأخذ اربيل من صاحبك المحنط، ويقدمها لك هدية دلالة على ارتباط وخيانة طويلة بل واعتبرك اخاه يوم اعلن تحرك نحو اربيل، حتى بادرصاحبك وجماعته الى وضع صورتك على جبل هيبت سلطان وانت تستلم بفمك من صدام مبالغ الخيانة في نظرهم وزعمهم، وهم أيضاً كانوا يستلمون من صدام أشياء أخرى، وعملوا جحوشاً منذ الستينات، وقد اتهمتهم بجرائم ضد الانسانية وضد الشعب الكردي، كما اتهموك، خصوصاً في جريمة تفجير سوق زاخو الشعبي سنة 1996م، والذي ذهب ضحيته العشرات من ابناء شعبنا الكردي الشقيق، وقد قلت في خطاب علني في زاخو، ذكرني به خطابك العنتري الأخير في كركوك، بأن اليد التي ستصافح جلال الطالباني ستقطع، مظهراً تباكيك على دماء الشعب المظلوم، وهؤلاء المتهمون انفسهم هم المسؤولون عن السيارات المفخخة والتفجيرات التي عصفت ببغداد والمدن العراقية الاخرى خلال السنوات الماضيه لابقائها في حالة الفوضى التي تمكنك من تنفيذ المخطط الذي تجلى أخيراً، وصمتك هو دليل على مشاركتك في مخطط الجريمة كما باردت الى اعلانه في سلوكك الشائن الأخير والذي يدل على فقدان الكياسة وفقدان الصواب.
ومع كلامك واتهامك لجلال واصحابه بادرت الى مصافحة جلال ونسيت كل الجرائم التي حصلت وتجاوزت على كل الحقوق بما فيها قتل وتشريد قيادات العشائر من أبناء الكرد وآخرهم الزعيم الكبير والشيخ المسن الحاج حسين سورجي ورفاقه وتلفظت بألفاظ الكفر والطغيان في وجه من يخالفك وينازعك الزعامة، فضلا عن عشائر لولان وبرواري، ودوسكي، والنقشبندية (العشيرة والطريقة وليس النقشبعثية جماعة عزة الخائن وصدام الخائر)، فكل هؤلاء قمت بدور خياني في سحقهم وإذلالهم تنفيذاً لمخطط أسيادك، بل ونسيت حتى دماء البارزانيين ومظالمهم في التهجير وما جرى عليهم في سهل اربيل (دشت هولير)، فلم تمتنع من مصافحة صدام والتوسل اليه من أجل أن يعيدك الى أربيل أو يعيدها اليك من صاحبك، وتقول له في رسالتك الذليلة أنك تأتمر بأوامره وحاضر لتنفيذ كل ما يريد الطاغية، حتى لو أمرك بالخروج من العراق فمنَّ عليك صدام بقرار خياني موجه، أن تبقى هنا لتنفيذ هذا الدور، ولكن نقول لك لا تفرح ولا تغتر فهذه نهاية دورك ومخططك، انتبه الى ذلك، حتى أولئك الذين هيئوا لمعاونتك في الخطة التآمرية والذين مرقوا من الدين مروق السهم من الرمية، إنما سخروا بجهلهم وعدم وجود مثابة علمية يرجعون إليها وهم كالبيشمركة المخدوعين المساكين، ولكنهم حين يلتقون فلن يكون بينهم إلا القتل والحرب، وهذا بداية مجزرة تشبه مجزرة القتال بين داعش والنصرة والجيش الحر في سوريا، وهي فتنة مؤلمة، ولكنها لن تنتهي إلا بعد القضاء على كل الخطط التقسيمية والمؤامرات التي صنعها الاعداء ونفذتها أنت وأشباهك, وان غداً لناظره قريب.
كاظم عبدالجبار
الملف الشعبي العراقي
ام