نادية العبيدي
ألسنة النار تستعر بصورة مرعبة .. وتنور يفور ويغلي وهمهمات غير مفهومة ، وزمجرة يدعون أنها صلاة . وقرابين قدمت وتقدم كل يوم كي لا تنطفيء تلك النار وتحضيرات خارجة تخرق قانون الطبيعة استحضرت .. وهم متحلقون حولها كأنها رمز لحياة الخلود الابدية ..!!
كانوا يعلمون بما سيحدث لكنهم ابوا ان يصدقوا ذلك وغالطوا انفسهم وكذبوا واحرقوا كل النبوءات … وما هي الا لحيظات قصيرة حتى ارتفعت النار بألسنتها في يوم لن ينسى وخلد ثم خبت وانطفأت .. وبقي من تحلق حولها فزعين .. فاغري الفاه . محملقين ببقايا رمادها المتفحم . وصرخ من صرخ وتعالت اصوات مجلجلة شقت صدر السماء ..صدقت النبوءة .. وولد من سيسحقنا ! لقد انطفأت نار المجوس العظيمة التي لم تنطفيء منذ اشتعالها …
ذلك الصرح العظيم شيد على ارض الرافدين .. ارض الانبياء والرسل .. ولكن هيهات ان يتعظ المتجبرون ، كان طاقا عظيما حسبوا ان لا يزال او يحدث له اي شيء من عاديات الزمن لعظمة بنائه ، وتمترسوا خلفه وفي حسبانهم انهم الاقوى . كانوا متعبدين وعابدي لغير الله وكان بينهم من يعلم بما سيحدث .. اذ كانوا كل يوم يستكشفون عظم طاقهم .. وقوة قائدهم وكان بكل جبروت وعنجهية يرفض تصديق تنبؤاتهم .. واتت الساعة في يوم ليس كباقي الايام .. وتزلزلت الارض تحت اقدامهم .. وانشق ايوان كسرى … ووقعت عليهم الواقعة …
وجاء يهودي الى مكة واهلها.. رغم انهم قد ازالوا من توراتهم ما يبشر بولادة سيد الخلق احمد … كان يسعى الى حلقة يتسقط الاخبار منهم .. ويسترق الى حديثهم .. وحينما ايقن بما ايقن .. عض على نفسه وسأل ما اذا كان المولود يحمل بين كتفيه علامة ..؟ وكان الرد بالأيجاب .. وقال جاء احمد الذي سيمزق اليهود.. كم حاولوا ان يخفوا الحقيقة بتحريفهم اصل التوراة وكتابتها كما يشتهون لكنهم لم يستطيعوا … وهاهي شمس الحق قد اشرقت..
سيدي يا حبيب الله … في يومك العظيم شاهدت ما شاهدت .. ولا اريد ان تكون في مقارنة فحاشا لمثلك ان يقارن .. ولكن ضعف الانسان وتمكن الجهل منه صعب ان تصمت …
اليس من الاجدر ان يكون يوم ولادة سيدنا ونبينا يوم عيد للجميع …!! اليس من الاولى ان نتبادل التهاني والتبريكات في هذا الفرح الاكبر .. لقد خرجت الى الشوراع انشد الناس عن فرحهم .. فلم اجد سوى امارات الهم والحزن مرتسمة … كيف يمكن ان يكون يومك حزينا هكذا وقد ولدت لتغير العالم بأسره … لم ابناؤك يقيمون التحضيرات لايام الاحزان من كل عام ويديمونها اياما واياما … ويجترون من الاحزان دموعا وعويلا وووو … وتمتد من خاصرة العراق الى الخاصرة وفي يومك بخلوا عليك حتى باقامة بيدر فرح واحد.. أولاة الامر عندنا تعهدوا ان يظلوا صناع احزان ونحيب ، ولم يستمرئوا ان يشعلوا الفرح بين الناس وقد اقمت انت وحدك دون الناس طرا موسم المسرات والسلام في كل ارجاء الكون… حتى متى تبقى الاعظمية وحدها تستذكر عيدك وتفرح به، حتى متى تبقى وحدها هي بيدر الفرح الذي لايضارع في كل مدن العراق؟ ترى هل كان محمد العربي القرشي المكي الامي اعظميا؟
ياسيدي يا رسول الله اليك ارفع احتجاجي وصرختي ياشفيع الناس يوم لا شفيع الا انت وحدك.