عبدالرضا الحميد
حين تدافع احصنة طروادة بغداد بالجيوب لا بالمناكب لدفع قوى الشر والظلام والشيطنة الاميركية الصهيونية الغربية الصليبية لغزو العراق ومن ثم احتلاله، واتوا خلف الدبابات مثل رمل عطن مذعور، وساروا خلف الغزاة الى حاضرات العراق المهيبة، وقف علج صهيوني على قبر امير المؤمنين وداحي باب خيبر علي عليه السلام ونادى بعلو صوته:
ـ ها قد عدنا ياعلي من خيبر
اما وقد هزمناهم اليوم، فذهب بعضهم مهزوما مخذولا هاربا، ولبث بعضهم بين اكناف المنطقة الخضراء بتسويغ حاخاماتها، فليس لنا الا ان نكبر الله تكبيرا مجلجلا عظيما، وننادي:
ـ ها قد فزنا ياعلي
اجل فزنا، فاز الرساليون الامناء، فاز العروبيون الشرفاء، فاز العراقيون البسلاء، فازت حجارة العراق حينما استحالت متراسا ، فازت سواقي العراق عندما استحالت سواتر، فازت كثبان العراق، وشطآنه، واهواره، عندما اتقنت لغة الفرضة والشعيرة، فازت مآذن العراق التي لم تنفك تنادي ان ( حي على الجهاد) وفازت نواقيس الكنائس التي ما اهتضمت ولا انزاحت عن كبد عراقيتها، فازت الام الثكلى، والطفل اليتيم، والارملة الصابرة، فازت اجنة الفلوجة وهي تأتي مشوهة، وفازت شواهد قبور الشهداء في النجف الاشرف.
فاز الساعد المقاوم، والاعلام المقاوم، والقلب المقاوم ، والعقل المقاوم، والمأذنة المقاومة، والبيت المقاوم، والبطن المقاوم، والبصر المقاوم، والسمع المقاوم، والرأي المقاوم، والشعر المقاوم ، والادب المقاوم، والقصة المقاومة، والمسرح المقاوم.
فاز المرابطون على جمر المواجهة مع الشيطان وهم خمص البطون، مابين هجير وهجير، وزمهرير وزمهرير.
فاز الذين رفضوا ان يستعبدهم اي من الناس وقد خلقهم الله احرارا، وفاز الذين لم يستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه.
اجل ياسيدي علي
فزنا ورددنا سليل خيبر الى خيبره مهزوما مرجوما مخذولا هاربا يلعق جراح هزيمته وخسرانه وكارثته التي لن تنتهي حتى ننتهي من القصاص، وقصاصنا لن ينتهي حتى تندب نادبتهم اناء الليل واطراف النهار.
اجل: فزنا وخسر احصنة طروادة بغداد ياسيدي علي
فلنا الوجوه البيض والصحائف البيض والايدي البيض والقلوب البيض ولهم ما اسود من الوجوه والصحائف والايدي والقلوب.
حين وقف احصنة طروادة بغداد ياصاحب ذي الفقار بين يدي جي غارنر ومن ثم المجرم بول بريمر كالحجاب العبيد في بلاط سلطان جائر، وقف العراقيون الاباة الشرفاء، الامناء على رسالة امتهم، الصادقين ايمانا، اللابثين وقوفا مكابرا على سحائب العفة والبياض، والقابضين على العهد جمرا، مابين الفرضة والشعيرة، فامادوا الارض تحت طغيان الاحتلال، وزلزلوها تحت جبروت آلته الحربية الضخمة.
فمن الاقرب اليك؟
ومن الاولى بك؟
الفادون الفاتحون المجاهدون المرابطون العزل الا من ايمانهم وجهاديتهم، ام المنبطحون على وجوههم امام الغزاة؟؟
من خلف شجيرات اشواك وصبار في جوف الصحراء، ومن ظلال احراش على اكتاف الفراتين، الى كثب متحول من هنا الى هناك، كانت فوهات نار اهل الرسالة الاولى والعروبة الاولى والعراق الاول، تشق السماء بنداء ( الله اكبر) و ( حي على العراق) فتذيق الغزاة الاوباش علقم ما اقترفته ايديهم، وتكتب طيلة تسع سنوات قصة السفر العراقي الباسل الذي لايهادن غازيا ولا يمالئ محتلا ولا يعطي بيده لجائر اعطاء الذليل ولا يقر لمستقو بالشيطانين اقرار العبيد، بينما كانت احصنة طروادة بغداد تخر على مناخرها ابتغاء مرضاة الشيطان المحتل.
افمن يبتغي مرضاة الله والامة والوطن كمن يبتغي مرضاة الشيطان؟؟
شكرا لك اللهم ما اعطيت فاجزلت وما اعنت فمددت.
شكرا لك ايها الشهيد الذي قضى نحبه وهي يهتف (حي على العراق)
شكرا للمقاوم وقد انبتت يداه فجر عيد سيأتي كاملا مكملا يوم يجهز على ما بقي من مخلفات الغزاة الشيطانين في اوكار الدبابير.
شكرا للام التي ارضعت فكان لبنها عهدا مقدسا ووصايا مقدسات.
شكرا لحجارة العراق واشواكه وكثبانه وبواديه وصحاراه وسهوله وتلاله.
شكرا لكل من شارك في قلع عيني الغازي المحتل بيده فان لم يستطع فبلسانه.
ولنا صولة اخرى، والله حارسنا وحادينا، وبه وله ننتصر، والله لا يخذل المؤمنين الصابرين المحتسبين